الحريري متفائل بالتوصل إلى اتفاق «محلي» حول ملف الرئاسة اللبنانية «مع جميع الأطراف»

تأكيد صفير بأن لحود «ربط مصيره بالسوريين» يحرك المطالبة بالبت بملفه

TT

ابدى رئيس كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب سعد الحريري، تفاؤله بالتوصل الى «حل للملف الرئاسي بالتفاهم مع جميع الاطراف السياسية» مكرراً تأييده لما يراه البطريرك الماروني نصر الله صفير بالنسبة الى اختيار رئيس الجمهورية المقبل، ونوه أمام وفد من تجمع العائلات البيروتية استقبله مساء اول من امس بما توصل اليه مؤتمر الحوار الوطني «من اتفاق بالاجماع على امور مهمة وخصوصاً بالنسبة الى المحكمة الدولية وتثبيت لبنانية مزارع شبعا واقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان وسورية وازالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وضبطه داخلها بشكل نهائي واهتمام الحكومة بتأمين الاحتياجات المعيشية والحياتية والاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في كل المخيمات».

وأعرب الحريري عن امله في «ان تذلل كل العقبات التي تعترض انعقاد مؤتمر بيروت ـ 1» مشدداً على «ضرورة تأمين الاجواء السياسية الملائمة لانعقاده لأنه يشكل فرصة ذهبية للبنان لمعالجة الاوضاع الاقتصادية والمالية ونقل البلاد من مرحلة الى اخرى».

وكان موضوع «ملف الرئاسة» قد عاد الى الواجهة أمس بعد تصريحات البطريرك الماروني نصر الله صفير لمجلة «لو بوان» الفرنسية التي قال فيها إن الرئيس اللبناني اميل لحود «ربط مصيره بالسوريين» وانه «لم يعد يملك الوسائل لملء مهماته، وهو فقد مكانته لانه مقاطع من الخارج والداخل» موجة من ردود الفعل التي تلتقي مع وجهة النظر هذه.

وفي هذا الاطار، اعتبر عضو كتلة «التغيير والاصلاح» النيابية، النائب نعمة الله ابي نصر «ان موقف صفير من رئيس الجمهورية يترك انعكاسات ونتائج خطيرة على لحود». وقال امس: «جاء موقف البطريرك في السياق الطبيعي لتطور الاوضاع وخصوصا ان رئاسة الجمهورية باتت معزولة عن المجتمع الدولي. وكل المسؤولين الذين يزورون لبنان يقاطعون الرئيس لحود، اضافة الى المقاطعة الواسعة على الصعيد الداخلي. كما ان البطريرك سبق ان طلب من فخامة الرئيس في مناسبات عدة وفي حضوره ان يتحمل مسؤولياته في هذه الظروف الصعبة ويرى ما الانسب من اجل المصلحة العامة بالنسبة الى استقالته او عدمها. لكن كل هذه التمنيات لم تلق اذانا صاغية. ومن هنا قد يكون هذا الوضع بالذات جعل غبطة البطريرك يتخذ موقف الامس» (اشارة الى ما نشرته مجلة «لو بوان»).

واضاف: «ان قول البطريرك ان الرئيس ربط مصيره بالسوريين وفقد وسائله ومكانته ستكون له نتائج وانعكاسات خطيرة على الرئيس لحود، خصوصا ان غبطته قليلا ما يتخذ هكذا مواقف. الا ان المصلحة الوطنية وحرصه على الشعب وعلى طائفته المفترض ان تكون ممثلة افضل تمثيل من خلال الرئاسة، جعلاه يتخذ هذا الموقف. يضاف الى ذلك زيادة العزلة الدولية والداخلية (للحود) اذا لم يلجأ الى الاستقالة».

واذ اكد ابي نصر «وجوب حسم موضوع الرئاسة نهائيا في 28 الشهر الحالي» رأى «ان انفتاح النائب العماد ميشال عون على كل الجهات واتصالاته ولقاءاته مع النائبين سعد الحريري وبطرس حرب ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، وفي شكل غير مباشر مع النائب وليد جنبلاط، قد تثمر توافقا حول رئاسة الجمهورية على شخصه».

من جهته، رأى عضو كتلة «تيار المستقبل» النيابية، النائب وليد عيدو، ان رئيس الجمهورية «مدعو الآن، واكثر من اي وقت مضى، وفي ظل موقف صفير، الى مغادرة الرئاسة وفتح الباب امام لبنان للعبور الى نهوض اقتصادي واجتماعي». واعتبر ان البطريرك صفير قال «ما يقوله اللبنانيون في رئيس الجمهورية. واصبح واضحاً امام الجميع ان بطريرك جميع اللبنانيين قد وصل باقتناعاته الوطنية الصادقة الى ان اميل لحود فقد شرعيته الدولية واللبنانية، واصبح منعزلاً لا يمثل الا نفسه ومن اوصله الى سدة الرئاسة او مدد له بالاكراه. وتالياً اصبح عبئاً على لبنان ورئاسة الجمهورية بالذات، الامر الذي يجعل رحيله مدخلاً لاستعادة لبنان موقعه الدولي والعربي السليم، وكذلك مدخلاً لاستعادة الرئاسة هيبتها وكرامتها».

وقال: «ان رئيس الجمهورية مدعو الآن اكثر من اي وقت مضى في ظل موقف البطريرك الى مغادرة الرئاسة وفتح الباب امام لبنان للعبور الى نهوضه وحياته الاقتصادية والاجتماعية المرجوة، واصبح كل يوم يبقى فيه في قصر بعبدا يوماً اضافياً في خراب البلد وسقوطه في الشلل السياسي والاقتصادي. فلم يعد مسموحاً ان يبقى الوطن اسير رغبات شخص واحد واغتصابه للسلطة وتسخيرها لخدمة الخارج. ولم يعد مسموحاً ان يبقى آلاف الشباب على ابواب السفارات او ان يبقوا من دون فرص عمل او ان يبقى الاقتصاد اللبناني والنهوض الاجتماعي موقوفاً على قرارات الخارج. لقد حان الوقت ان نحرر انفسنا من رهانات المنطقة وسياساتها وان نلتفت الى لبنانيتنا وبناء دولة قوية قادرة غير مرتهنة تحقق الاستقلال الكامل والسيادة الكاملة». وتساءل عيدو اخيراً: «هل سمع الرئيس لحود كلام البطريرك الذي يعبر عن آراء جميع اللبنانيين ام انه سيبقى ينتظر الوحي من وراء الحدود؟ او ينتظر المزيد من دماء اللبنانيين حتى ينهي مهزلة وجوده في بعبدا؟».

رئيس حزب «الوطنيين الاحرار» دوري شيمعون قال: «ان رمي رئيس الجمهورية العماد لحود نفسه كلياً في احضان سورية ليس بجديد. لكن ان يطلق البطريرك الماروني نصر الله صفير هذا الكلام فهذا له معنى خاص ويجب التوقف عنده. ومعنى ذلك اننا مقبلون على مرحلة سياسية جديدة مفروض ان يتغير فيها رئيس الجمهورية. ويوجد سبب واضح لتغييره وهو ان رئيس الجمهورية بات من بقايا العهد السوري».