رئيسة وزراء ألمانيا تدعو إلى قمة إسلامية في دائرتها

TT

دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد قمة إسلامية في دائرتها، بهدف التشاور مع ممثلي الجالية المسلمة في ألمانيا، حول قضايا المناهج ودمج الشبيبة المسلمة في المجتمع الألماني وتعزيز الحوار بين الثقافات المتعددة في ألمانيا. ونقلت صحيفة «دي فيلت» الواسعة الانتشار، عن دوائر في الحكومة الألمانية، رغبة ميركل في عقد القمة الإسلامية، قبل بدء العطلة الصيفية البرلمانية.

ويفترض أن ينعقد اللقاء، بحضور أبرز ممثلي الجالية الإسلامية، برعاية دائرة المستشارة وبمشاركة وزير الداخلية الاتحادي فولفغانغ شويبلة. وستدعو ميركل إلى الاجتماع رؤساء الجمعيات والمراكز الإسلامية المعروفة، إضافة إلى عدد من الفنانين والعلماء المسلمين المقيمين في ألمانيا. ويستمر اللقاء لعدة ساعات ويحاضر فيه اساتذة من مختلف الأديان والإثنيات المقيمة في ألمانيا.

وتأتي مبادرة ميركل، بعد الجدل الحاد الذي اندلع في ألمانيا بسبب كاريكاتيرات مسيئة للنبي محمد عليه السلام نشرت في الدنمارك، وبعد ازدياد أعمال العنف في المدارس التي أدت إلى إغلاق بعضها. وكانت مديرة إحدى المدارس البرلينية قد طالبت قبل اسبوع بغلق مدرستها بسبب العنف المنفلت للتلاميذ فيها. ووجه أصبع الاتهام في المدرسة إلى «عصابات» التلاميذ العرب والاتراك، الذين تجد إدارة المدرسة صعوبة بالغة في دمجهم بالتلاميذ الآخرين. وإذ وقفت الهيئة التعليمية إلى جانب طلب المديرة، شكت إدارات مدارس أخرى من عنف التلاميذ وطالبت باتخاذ إجراءات مماثلة. ومعروف أن نسبة التلاميذ الأجانب ترتفع في بعض مدارس أحياء المدن الألمانية إلى 70 في المائة.

ويعيش في ألمانيا 3.3 مليون مسلم يشكل الأتراك اكثر من 60 في المائة منهم. من جهة أخرى طالب يورغ شونبوم، وزير داخلية ولاية براندنبورغ الالمانية بضرورة تغيير ألمانيا لسياستها تجاه الاجانب، على خلفية أحداث العنف الاخيرة في إحدى المدارس المتوسطة ببرلين. وفي مقال كتبه لصحيفة «تاغز شبيغل» الصادرة أمس، قال شونبوم، «يجب أن نعترف أخيرا لانفسنا بأننا لم نصل لشيء من خلال التسامح الذي بلغ حده الاقصى». مضيفا «يمكن لسياستنا الان أن تقوم على مبدأ: تكثيف الاندماج وتقليص أعداد المهاجرين».

وأكد شونبوم «نرغب في التعايش مع من يقدمون إلى بلادنا، كما نتعايش مع بعضنا البعض، ولكن يجب على المهاجرين أيضا إثبات استعدادهم للاندماج في مجتمعنا.. وعلينا أن نكف عن الالتفاف حول القضية، لان المشكلة تكمن في الغالب في كيفية اندماج المهاجرين المسلمين».

وأضاف الوزير، الذي ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، «ينبغي علينا تقليص الهجرة، خاصة تلك القادمة من الدول الاسلامية»، مشيرا إلى ضرورة التأكد من إجادة الراغبين في الهجرة إلى ألمانيا للغة الالمانية بشكل جيد قبل السفر. وفي الوقت نفسه يرى الوزير أن الاجانب الذين لا يرغبون في الاندماج والعيش والعمل في المجتمع الالماني وأن يصيروا مواطنين كاملين الاهلية يجب أن يرحلوا.