القوات الأميركية تنتشر حول النجف.. وسكانها يتوقعون تفجر الأوضاع في أية لحظة

التجار ينقلون بضاعتهم.. وبعض الأهالي قرروا اللجوء إلى «مناطق آمنة»

TT

تعيش مدينة النجف الشيعية حالة من التوتر الشديد، حيث يتوقع الأهالي هناك انفجارا مسلحا في اية لحظة ومواجهات بين القوات الاميركية والعراقية من جهة وميليشيا جيش المهدي من جهة ثانية.

وتوقع صالح العطار، احد تجار النجف، ان ينفجر الموقف قريبا على خلفية ازاحة ابراهيم الجعفري رئيس الحكومة المنتهية ولايتها عن الترشيح لرئاسة الحكومة الجديدة بعد ان قام بترشيحه الائتلاف العراقي الموحد الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم.

وقال العطار لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من منزله في حي السعد في مدينة النجف (333 كيلومترا جنوب بغداد)، أمس، ان «حالة من التوتر والترقب تسود الاهالي في المدينة، خاصة بعد ان لوحظ انتشار القوات الاميركية عند اطراف المدينة وفي أحيائها القريبة حتى من موقع صحن الامام علي، بينما اتخذ بعض قناصة القوات الاميركية مواقع لهم فوق الابنية العالية».

وأضاف العطار قائلا «منذ يومين والطائرات الاميركية والهليكوبترات تحلق بشكل مكثف في فضاء المدينة لأغراض الاستكشاف والقضاء على أي تمرد قد يحدث، كما ان القوات الاميركية قربت معسكراتها من المدينة».

وأضاف العطار قائلا ان «تجار الذهب والأقمشة والمواد الكهربائية قد بدأوا بنقل بضاعتهم الى مخازن آمنة والى بيوتهم، خشية عليها من النهب في حالة انفجار الوضع الامني»، مشيرا الى ان «بعض العوائل النجفية بدأت هي الاخرى بتهيئة ملاجئ آمنة لهم او الانتقال الى مناطق آمنة أخرى في ضواحي المدينة او خارجها».

وقال العطار «انا أسكن في حي آمن، حي السعد، الذي لا يقع وسط المدينة، والتوتر يحدث عادة في مركز النجف وفي محيط مرقد الامام علي الذي تقوم بحراسته لجنة أمنية خاصة تابعة الى المرجعية الشيعية مباشرة».

من جانبه، قال امام احد المساجد القريبة من مرقد الامام علي وسط النجف ان،«آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الاعلى ما يزال في منزله، وقد قمت بزيارته أمس والناس تزوره بشكل طبيعي»، مستبعدا ان يكون المرجع الشيعي قد ترك المدينة.

وأضاف، الامام الذي رفض نشر أسمه، لـ«الشرق الاوسط» عبر الهاتف من مسكنه في حي الحنانة، قائلا «لا اعتقد ان المراجع الكبار(السيستاني وبشير النجفي ومحمد سعيد الحكيم واسحق فياض) قد تركوا منازلهم، اذ نستبعد ان يقوم احد بالاعتداء عليهم، ولكنهم قد يغيرون مواقع سكنهم في حالة وصول الاوضاع الى الانفلات الامني».

وقال ان «القوات الاميركية سحبت من افراد الشرطة والجيش العراقي الاسلحة الثقيلة امثال (أر بي جي 7) ومدافع الـ(بي كي سي) الرشاشة، خشية ان يقوم هؤلاء باستخدامها في حالة انفجار الاوضاع الامنية».

وأشار الامام الى ان الشائعات حتى الآن هي التي تسود الشارع النجفي أكثر من الوقائع، واستدرك قائلا «لكن علينا ألا ننسى أنه ليس هناك دخان من غير نار، وكلنا نعتقد ان الموقف الامني سوف يتفجر بين ساعة وأخرى بسبب اصرار المجلس الاعلى على عدم تأييد الجعفري كمرشح لرئاسة الحكومة الجديدة، اذ كان مقتدى الصدر الذي يدعم ترشيح الجعفري قد هدد بإشعال نار القتال، اذا تم إبعاد الجعفري عن هذا المنصب».

الاخبار التي وردتنا من النجف تقول ان جيش المهدي الذي يفرض سيطرته على المدينة، قد حشد أسلحته في بعض الحسينيات استعدادا للقتال.

ويؤكد امام «المسجد أن ميليشيا جيش المهدي بإمكانها ان تتجمع بسهولة لتؤكد جاهزيتها، معبرا عن خشيته من ان تذهب ضحايا من الابرياء، اذا ما تفجر الموقف الأمني خاصة وان القتال سيكون شيعيا شيعيا».