تفجير انتحاري آخر قرب مزار شيعي.. والعثور على 11 جثة في كربلاء وتكريت

اكتشاف مقبرتين جديدتين من عهد صدام إحداهما تضم رفات 5 آلاف ضحية

TT

سقط أمس المزيد من القتلى والجرحى في انفجار سيارة مفخخة وهجمات غلب عليها الطابع الطائفي. وفيما عثر على المزيد من الجثث مجهولة الهوية والتي قتلت غدرا، أعلن عن اكتشاف مقبرتين جماعيتين في جنوب العراق لضحايا القمع في عهد النظام السابق إحداهما تضم رفات 5 آلاف ضحية.

وأكدت مصادر أمنية وطبية أن ستة اشخاص قتلوا و21 آخرين أصيبوا بجروح في انفجار سيارة مفخخة يقودها انتحاري في المسيب (70 كلم جنوب بغداد) امس.

وقال الطبيب عبد الزهرة النصراوي من مستشفى المسيب، إن «الانفجار أودى بستة أشخاص وأصاب 21 آخرين بجروح»، حسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف مصدر أمني ان «الانفجار وقع على طريق رئيسية تؤدي الى مراقد اولاد مسلم بن عقيل بن الامام علي»، وهي من المزارات التي يؤمها الشيعة. وتابع قائلا ان «الانفجار استهدف مواكب الشيعة الذين اعتادوا التوجه سيرا الى المراقد التي تبعد ثلاثة كلم شمال المسيب». كما افاد مصدر في الشرطة العراقية بأن مسلحين مجهولين قتلوا اربعة اشخاص بينهم ضابط سابق وعاملان في مصنع للطحين في منطقة بعقوبة (60 كلم شمال شرقي بغداد)، حيث أصيب ثلاثة اشخاص بجروح، كما جرح 5 في انفجار عبوة ناسفة كانت الشرطة تحاول تفكيكها. وأشار مصدر في شرطة بعقوبة، الى قيام مسلحين بعد ظهر أمس باغتيال شخصين أحدهما ضابط برتبة مقدم في الجيش السابق عندما كانا يستقلان سيارتهما في الحي الصناعي (جنوب غربي المدينة).

وأكد مصدر أمني أن مسلحين اطلقوا النار على خمسة من عمال مصنع النصر للطحين بعد خروجهم من منازلهم في منطقة اليرموك، مما أدى الى مقتل اثنين منهم وإصابة ثلاثة أخرين بجروح.

من جهة أخرى، قال المصدر ان اثنين من عناصر الشرطة وثلاثة من عائلة واحدة هم زوج وزوجته وابنهما، 22 عاما، اصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة، بينما كانت الشرطة تحاول تفكيك عبوتين ناسفتين في الشارع العام في حي المهندسين (شرق بعقوبة).

وفي كركوك (255 كلم شمال شرقي بغداد)، اعلن مصدر أمني اصابة الرائد في الشرطة محمد ابراهيم نوفان وولديه رامي واحمد (10 و 12 عاما)، بجروح خطيرة في انفجار استهدف منزلهم قبل ظهر امس. وأضاف من جهة اخرى، ان المقدم سالم طيب والمفوض هشام بهاء الدين اصيبا بجروح ظهر امس جراء انفجار عبوة ناسفة في منطقة قصاب خانة قرب مسجد العشرة المبشرة بالجنة في شرق كركوك استهدف دوريتهما.

وقال النقيب في الشرطة رافد عبد الحسين ان اربعة من عناصر الشرطة اصيبوا بجروح خطرة في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريات مركز شرطة بيجي بين نقطة جسر الموصل وفلكة الحويجة غرب كركوك.

وأضاف ان عبوة ناسفة انفجرت اثناء نقلهم الى المستشفى، مما ادى الى اصابة المقدم نجيب خليل بجروح خطرة ايضا وتم نقله الى القاعدة العسكرية الاميركية في مطار كركوك لتلقي العلاج.

الى ذلك، اعلن مصدر طبي في كربلاء (110 كلم جنوب بغداد)، امس، العثور على سبع جثث تحمل آثار تعذيب قتل أصحابها بإطلاق نار. وقال مدير مستشفى الحسين في المدينة أنور صادق أن اربع جثث تعود الى عسكريين في الجيش العراقي في حين تعود الجثث الثلاث الاخرى الى مدنيين اثنين منهم أشقاء. وفي تكريت (180 كلم شمال)، عثرت الشرطة مساء الجمعة على اربع جثث قرب المدينة.

وفي تكريت أيضا، أعلن مصدر في الشرطة أن مسلحين اختطفوا صباح امس رجل الاعمال برزان نوري، 38 عاما، الذي يعمل في احدى قواعد الجيش الاميركي على الطريق الرئيسي شمال شرقي المدينة.

من ناحية أخرى، أعلن مكتب وزارة حقوق الإنسان في المحافظات الجنوبية في العراق، عن اكتشاف مقابر جماعية جديدة في محافظات البصرة والعمارة والناصرية تضم رفات عدة آلاف من ضحايا النظام السابق. وقال مهدي التميمي، مدير المكتب للصحافيين «تم بمعاونة الأهالي اكتشاف مقبرتين جماعيتين في البصرة تعد إحداهما من اكبر المقابر الجماعية، إذ تضم رفات أكثر من خمسة آلاف ضحية، ومقابر أخرى في العمارة والناصرية، مشيرا إلى تحديد أماكن تلك المقابر وتكليف قيادات شرطة المحافظات بحراستها لحين الكشف عن قبورها في وقت لاحق. وعلى صعيد آخر، أكد التميمي إن وزارة حقوق الإنسان تقوم حاليا بتوزيع الاستمارات على ذوي المفقودين خلال حكم النظام السابق، بغية إكمال قاعدة البيانات الخاصة بإنشاء المركز الوطني للمفقودين والمختفين قسرا، والذي سيفتح على مستوى ثلاثة فروع موزعة في الجنوب والوسط وإقليم كردستان.

واشار إلى ان مسألة المفقودين تعد من اعقد المشاكل التي تواجهها دوائر الوزارة، إذ لم يجر الاهتمام بهذه المسألة الإنسانية خلال الحروب الثلاث، التي دخلها النظام السابق حيث بقيت عوائل المفقودين معلقة تتحكم فيها عدة احتمالات عن مصير أبنائها، وما يترتب على ذلك من ضياع حقوق شرعية ومجتمعية وإنسانية.

وأوضح انه تم اختيار محافظة السماوة ليقام فيها مركز الجنوب لكثرة المقابر الجماعية فيها، والتي تضم ضحايا ما زالوا مجهولي الهوية، موضحا أن كل مركز سيحتوي على مختبر لفحص الحامض النووي وقسم الكومبيوتر لتوثيق المعلومات عن الضحايا، إضافة إلى الشعبة الإدارية التي تعمل على تأهيل ذوي الضحايا من النواحي النفسية والاجتماعية وضمان حصولهم على مستحقاتهم المالية والاعتبارية.