مساع فلسطينية لتطويق «اختلافات» قبل التفاوض مع الحكومة اللبنانية

TT

تتكثف الاتصالات واللقاءات اللبنانية ـ الفلسطينية والفلسطينية ـ الفلسطينية بهدف إنجاح زيارة اللجنة الوزارية اللبنانية لمخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة صيدا في جنوب لبنان الأربعاء المقبل، والمكلفة الاطلاع على الوضع في المخيمات الفلسطينية تمهيدا لاتخاذ اجراءات تتعلق بتحسين الظروف الإنسانية فيها.

وخلافا للزيارات التي قامت بها اللجنة لعدد من مخيمات اللاجئين في بيروت، فان لزيارة عين الحلوة اهمية خاصة. فالمخيم المذكور يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني ويقطنه نحو 70 ألف لاجئ في ظل ظروف تنعدم فيها ابسط مقومات العيش. بالاضافة الى انه احد المعاقل الاساسية للقوى الاصولية الفلسطينية، ويشتبه بوجود العديد من المطلوبين للقضاء اللبناني فيه، علما ان حركة «فتح» هي الأكثر نفوذا فيه.

ويعود تكثيف الاتصالات عشية الزيارة المرتقبة الى ضرورة ازالة الخلافات الفلسطينية ـ الفلسطينية التي برزت اخيرا حول المرجعية الفلسطينية ومدى تمثيل القوى الفلسطينية وبمن تجتمع اللجنة.

وإذ تشير المعلومات الى ان القوى الفلسطينية تجاوزت انقساماتها وخلافاتها لإنجاح الزيارة واطلاع اللجنة الوزارية عن كثب على معاناة اللاجئين، فان ما يقلق الشارع الفلسطيني هو مسألة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني المرتقب بعد انتهاء اللجنة الوزارية من مهمة «دوريات الاستطلاع الميداني»، حيث تبدي قوى التحالف الفلسطيني (الذي يضم القوى الفلسطينية المتحالفة مع سورية والرافضة لاتفاقات السلام مع اسرائيل وبينها حركة «حماس») تخوفها من صفقة ما تعقدها الدولة اللبنانية مع منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الجانب الفلسطيني واقصاء القوى الفلسطينية الاخرى، او ذهاب وفد فلسطيني موحد الى طاولة الحوار يضم شكلا كل القوى الفلسطينية ولكنه غير متجانس لجهة الطروحات والأفكار ووحدة الموقف ما يضعف الموقف الفلسطيني ويفقده القوة والصلابة في التفاوض والحصول على الضمانات وإقرار الحقوق الاجتماعية والإنسانية للاجئين.