تعقيبا على اعتراف بيرتس بالهزيمة أمام أولمرت

TT

«إسرائيل قبلت لنفسها رئيس دولة من اليهود الشرقيين وقبلت وزير دفاع ورئيس أركان للجيش، لكنها لم تصل الى وضع تقبل فيه رئيس حكومة من أصل شرقي»، بهذه الكلمات عقب جدعون بن يسرائيل، رئيس اتحاد المتقاعدين في اسرائيل على الاعتراف المبطن لرئيس حزب العمل، عمير بيرتس، بالهزيمة أمام منافسه على رئاسة الحكومة، إيهود اولمرت.

وقال بن يسرائيل، وهو أحد القادة التاريخيين في حزب العمل الذي كان يخوض الانتخابات العامة على رأس حزب للمتقاعدين لكنه انسحب من المعركة وانتقل لدعم بيرتس، ان اسرائيل ما زالت تنظر باستعلاء الى ابنائها الشرقيين. ولا تفتح الباب للناجحين منهم. وتفرض حدودا وقيودا قسرية على تقدمهم. وأضاف: ان عمير بيرتس هو نموذج أعلى للقادة السياسيين الواعدين الذين دخلوا السياسة من خلال الحفاظ على المبادئ السامية. يهتم بالفقير وبالغني وبالشرقي وبالاشكنازي ويحاول بناء اسرائيل كدولة عدالة اجتماعية ورفاه على طراز الدول الاسكندنافية، ومع ذلك فإن عدد الذين يحاربونه أكبر بكثير من الذين يناصرونه، والسبب في ذلك هو منبته الشرقي.

وكانت استطلاعات الرأي أعطت حزب «كديما» 39 مقعدا وحزب العمل 20 مقعدا والليكود 16 مقعدا. لكن الاستطلاعات نفسها تُنزل بيرتس الى الدرجة الثالثة عندما يصل الأمر الى رئاسة الحكومة. فقد سئل المستطلعة آراؤهم: أي من المرشحين تفضل في رئاسة الحكومة، فأجاب 35% انهم يفضلون اولمرت و29% يفضلون نتنياهو و16% فقط يؤيدون بيرتس في هذا المنصب. وكان بيرتس قد بدأ يلمح الى انه يدرك خسارته أمام المؤسسة الاسرائيلية قبل أن يأتي موعد الانتخابات. فقال انه يقرأ جيدا نتائج استطلاعات الرأي التي تنشر في اسرائيل وتشير الى أن حزب «كديما» سيفوز في المعركة بـ 35 ـ 40 مقعدا، أي أكثر من مجموع النواب لحزبي العمل والليكود. وراح يتحدث عن شروطه للدخول في حكومة برئاسة ايهود اولمرت فقال انها اربعة شروط، جميعها في المضمار الاقتصادي: رفع الحد الأدنى للأجور، سن قانون يضمن تقاعدا محترما لكل مواطن، تنظيم حقوق العمال في شركات القوى البشرية، وتوسيع سل الأدوية المدعومة من الحكومة. وقال بيرتس ان هذه البنود هي الخط الأحمر الذي لن يسمح بتجاوزه.

وعن سبب غياب الشروط السياسية للعملية السياسية، قال بيرتس: من الواضح اننا لن ندخل في حكومة تنوي تجميد العملية السلمية. فهذه على رأس سلم الاهتمام. لكنه لم يضعها شرطا لدخوله الحكومة. وقال ان الفارق بينه وبين منافسيه على رئاسة الحكومة في هذا المجال هو ان بنيامين نتنياهو يريد الحرب والقطيعة مع الفلسطينيين ويبني سياسته على ان الفلسطينيين لا يفهمون الا لغة القوة، واولمرت يريد الاستمرار في سياسة الاجراءات أحادية الجانب فيعتقد انه إذا اغلق الباب فإن النار المشتعلة في بيت الجيران لن تصل اليه، بينما هو، أي بيرتس، يرى ان لا بديل عن التفاوض والتفاهم مع الفلسطينيين. وقد رفض بيرتس القول ان سبب فشله هو التوجه العنصري اليه بسبب منبعه الشرقي، وقال انه يعتقد ان من يحاربه هم أولئك الاقتصاديين الذين يخافون من سياسته الاقتصادية.