اتفاق بين طه ووفد أميركي في أبوجا على نقاط تقود للسلام في دارفور

يفتح المجال لعودة العلاقات بين واشنطن والخرطوم

TT

دشن علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، مهمته العسيرة في أبوجا حيث تدور مفاوضات بين الحكومة والحركات المسلحة في إقليم دارفور المضطرب بلقاء أمس بوفد أميركي انتهى باتفاق بين الطرفين على «نقاط تقود الى سلام دارفور»، قبل أن يأملا في التوصل الى اتفاق سلام في الاقليم «في غضون الأسبوعين المقبلين»، بينما تبادلت القوات الحكومية وقوات حركة تحرير السودان المسلحة في دارفور الاتهامات حول معارك دارت بينهما في شمال دارفور.

وفي اللقاء الذي رأس فيه الجانب الأميركي السفير واينبرغر المبعوث الأميركي للمفاوضات السلام في أبوجا، جدد طه حرص حكومته وجديتها للوصول إلى اتفاق سلام في دارفور يرضي جميع الأطراف. وقال السماني الوسيلة، وزير الدولة بوزارة الخارجية السودانية، في تصريحات صحافية عقب اللقاء، إنه تم الاتفاق على كثير من النقاط التي تقود إلى سلام في دارفور، وأضاف أنه تم استعراض اتفاقية السلام التي وقعت في نيفاشا إلى جانب ما يجري في الساحة السودانية، وذكر انه تم الوصول إلى اتفاق حقيقي لإعادة العلاقات الثنائية بين واشنطن والخرطوم لما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.

الى ذلك، أكدت الوساطة الأفريقية في أبوجا أنها ستقدم في 15 أبريل (نيسان)الحالي مجموعة من المقترحات للأطراف المتفاوضة بشأن المحاور الثلاثة والمتمثلة في السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، مؤكدة انه حان الوقت لاتخاذ قرارات. وقال نور الدين المازني، المتحدث الرسمي باسم الوساطة الأفريقية، في تصريحات إن الوساطة تقدمت مساء أمس للأطراف السودانية بمشروع اتفاق لتعزيز وقف إطلاق النار في دارفور بعد المشاورات المكثفة التي أجريت حول الوثيقة التي تعالج نفس الموضوع والتي تم عرضها سابقا على الأطراف في 12 مارس (آذار) الماضي، وأضاف أن الاتفاق يتضمن سلسلة من الخطوات والتحركات التي يجب إنجازها على الأرض مما سيمهد الطريق نحو إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الشامل. وقال المازني إن السفير سام سام ايبوك، رئيس وساطة الاتحاد الأفريقي، أشار عند تقديمه الوثيقة للأطراف الى أنها تعالج بشكل فعال وغير ملتبس المطالب والمشاغل التي أعربت عنها الأطراف السودانية بالنسبة للوثيقة السابقة إضافة لمعالجتها المسائل الغامضة الواردة في اتفاق إنجامينا لوقف إطلاق النار الصادر في 8 ابريل 2004 ويعزز آلياته التنفيذية. ونوه المازني الى ان ايبوك أكد ان الوثيقة جاءت نتيجة للمشاورات المتزنة والمخلصة التي اجريت بعناية مع الشركاء الدوليين بمن فيهم الأمم المتحدة والجهات الإنسانية المعنية داخل السودان وخارجه، وقال إن الوثيقة من شأنها تهيئة جو من الثقة اللازمة للأطراف للمضي قدما نحو معالجة المسائل الهامة العالقة مثل نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج والوضع النهائي للقوات، مما سيمهد الطريق أمام إبرام اتفاق وقف إطلاق النار الشامل، معلنا انه سيتم عقد جلسة عامة اليوم لبحث الوثيقة. وقال المازني إن ممثلي المجتمع الدولي أكدوا لدى حضورهم تسليم الوثيقة أنها ستتيح للأطراف مواصلة المفاوضات حول المسائل الحساسة التي ما زالت عالقة وأنها خطوة عملاقة نحو السلام النهائي في دارفور.

وميدانيا، تبادلت القوات الحكومية وقوات حركة تحرير السودان المسلحة حول صدام وقع في شمال دارفور قرب مدينة كتم. وفي الخرطوم قال الجيش السوداني انه تصدى «للمتمردين من حركة تحرير السودان جناح مني اركو مناوي الذين قاموا أول من أمس بنصب كمين لاصطياد طلاب الشهادة السودانية الذين جلسوا للامتحان في الفاشر ثم توجهوا الى ذويهم في كتم». وذكر بيان صادر عن مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة (الجيش السوداني) ان القوات المسلحة قد تصدت لهذا العمل العدواني في منطقة (دونكي شطة) وشتت فلول التمرد وحققت فيهم خسائر فادحة في المعدات والأرواح واستولت على عدد ثلاثة عربات ومدافع هاون وثنائيات ورباعيات واحتسبت القوات المسلحة عدداً من الشهداء والجرحى.

وقال بيان من حركة تحرير السودان إن الحركة رصدت «تحرك قافلة عسكرية كبيرة من مدينة الفاشر في اتجاه مدينة كتم، مكونة من ثلاثين عربة عسكرية وناقلات جند وتم اعتراضها بواسطة قواتنا الباسلة في منطقة غرب دونكي شطة بين مدينة الفاشر وكتم، ودارت معركة حامية الجمعة الماضي، استعملت فيها الحكومة القوة الجوية لمساعدة قواتها على الأرض وتم دحر المتحرك تماما عدا 8 عربات هربت في اتجاه الفاشر». وقال البيات ان قوات الحركة قامت بإسقاط طائرة عمودية، وان نحو 22 سيارة إما تم تدميرها أو الاستيلاء عليها بكامل عتادها، كما تم الاستيلاء على مجموعة من صواريخ «سام 7» المضادة للطائرات.