إيطاليا تعلن إفشال مخطط لتفجيرات «إرهابية» نتيجة تعاون أمني مع المغرب وفرنسا

TT

أنهى قاضي تحقيق فرنسي زيارة إلى المغرب جرت في إطار الانتداب القضائي للاطلاع على ملف خلية التونسي، بعد اجتماعه مع رئيس الغرفة الثالثة للتحقيق بمحكمة الاستئناف بالرباط. كما يجري حاليا التنسيق بين غرفتي التحقيق في كل من محكمة الاستئناف بالرباط ومحكمة ميلانو من أجل تحديد هويات الأشخاص الذين لهم صلة بخلية التونسي محمد بن الهادي مساهل، ذات العلاقة غير المباشرة بتنظيم القاعدة، ومعرفة مخطط التفجيرات التي كانت الخلية تعتزم تنفيذها في 14 يوليو (تموز) المقبل. وأمد الأمن المغربي المصالح الأمنية نظراءه في إيطاليا وفرنسا بمعلومات عن الجزائري عامر الأعرج المبحوث عنه على الصعيد الدولي، من بينها أنه كان يقيم في مدينة ميلانو، وسبق له أن زار المغرب سرا خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، والتقى بثلاثة مغاربة بأحد مقاهي مدينة سلا. كما حصلت السلطات المغربية في إطار تبادل المعلومات بين المغرب وفرنسا وإيطاليا، بالمقابل، على معلومات تخص نشاط الخلية التي جرى تفكيكها شهر مارس (آذار) الماضي في تلك الدول.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن السلطات المغربية حصلت من نظيرتها الفرنسية على معلومات تتعلق بالمواطن الجزائري عامر الأعرج، المبحوث دوليا والملقب «نبيل الوهراني»، و«علي الجزائري»، والتي جاء ضمنها أنه سبق له أن اعتقل من قبل الشرطة الفرنسية شهر أبريل (نيسان) سنة 2005 للاشتباه في تورطه إلى جانب المسمى «سعد عبد الله» في قضية إرهابية، وأخلي سبيله بعد التحقيق معه لعدم ثبوت ادلة إدانة ضده.

وكان المواطن الجزائري على علاقة مع المغربي حسن كال المتحدر من مدينة الدار البيضاء والمعتقل في فرنسا في قضية خلية إرهابية، إضافة إلى علاقته بمغربي آخر يدعى حسني رجحت تقارير أمنية مغربية أنه نفذ عملية تفجيرية في العراق نهاية العام الماضي.

وحسب تقارير أمنية مغربية فان الجزائري عامر الأعرج، له علاقة بأردنيين يدعى أحدهم حسن الأردني من أم جزائرية، إلى جانب ليبيين، وتونسيين مقيمين في أوروبا وسورية، وجزائريين تابعين للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.

وسبق للجزائري المبحوث عنه في ملف التونسي مساهل، أن أقام في العاصمة الفرنسية باريس بمسكن بحي كورباي الخاص بالمهاجرين ذوي الدخل المحدود، وتلقى تدريبات حول تقنية صنع المتفجرات خلال إقامته في الجزائر وسورية سنة 2004.

وفي إفادة لأحد المتهمين المعتقلين في الملف في الرباط، جاء فيها أنه التقى الجزائري عامر في باريس، وكشف له أن بحوزته قرصين مضغوطين، تمكن المعلومات التي يحتويانها من صنع متفجرات، وأسر له أنه يجري تجارب ميدانية من أجل اختبار تلك المعلومات، كما اطلعه على مادة عجينية تستعمل في صنع المتفجرات.

وساهم الجزائري المبحوث عنه إلى جانب مساهل، في تمكين مغاربة وتونسيين وجزائريين من التسلل إلى العراق من أجل قتال القوات الأميركية، والانضمام إلى جماعة المنشق الأردني أبو مصعب الزرقاوي. ومكن تفكيك السلطات المغربية لخلية التونسي من الحيويلة دون حصول تفجيرات في العديد من الدول الأوروبية، حيث أعلن وزير الداخلية الإيطالي جوزيي بيزانو أن مصالح الأمن الإيطالية أفشلت مخططا إرهابيا، كان يستهدف إحدى الكنائس في مدينة بولونيا وقطارا للأنفاق في مدينة ميلانو بشمال إيطاليا.

واضاف وزير الداخلية الإيطالي أنه كان وراء المخطط سبعة أشخاص تم إبعاد ثلاثة منهم واعتقال اثنين ووضع سادس تحت المراقبة فيما البحث جار عن الشخص السابع معربا عن امتنانه للتعاون الثمين للبلدان الصديقة التي رفض أن يسميها باسمها.

وفي فرنسا حدد أفراد الخلية المرتبطة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال اهدافهم؛ وهي محطة المترو في باريس (خط 14)، مركز تجاري، مقر إدارة مراقبة التراب الوطني الخاص بمكافحة التجسس، واختاروا يوم 14 من يوليو (تموز) المقبل موعدا للتنفيذ، وهي التفجيرات التي أعلن زعيم تنظيم القاعدة علمه بها ومباركته لها.