البرادعي في طهران اليوم أو غدا

تقارير أميركية: بوش وضع خطة لقصف المنشآت الإيرانية

TT

طهران ـ واشنطن ـ أ.ف.ب: يتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي الى طهران اليوم أو غدا، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني المثير للجدل، فيما أفادت تقارير صحافية أميركية بأن إدارة الرئيس جورج بوش تخطط لقصف أهداف في ايران تستخدم فيه قنابل نووية مخترقة للتحصينات لتدمير مرافق إيران النووية.

وقال أحد المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي لوكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، امس، إن «البرادعي سيزور طهران غدا او بعد غد (الاحد او الاثنين). وتندرج زيارته في إطار التعاون والتشاور بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وأضاف هذا المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، أنه «سيتم بحث المسائل العالقة خلال هذه الزيارة».

من جهتهم، بدأ مفتشو الوكالة الذين وصلوا أول من أمس الى طهران، عملهم في مركز تخصيب اليورانيوم في نطنز.

وصرح محمد سعيدي، نائب رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية المكلف القضايا الدولية، بأن المفتشين سيتفقدون موقع نطنز، حيث استأنفت إيران أبحاثها في مجال التخصيب، إضافة إلى مصنع تحويل اليورانيوم في أصفهان.

وأوضح سفير إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية، أن زيارات المفتشين «روتينية» وغير مرتبطة «بإعلان مجلس الأمن» الدولي، الذي طالب ايران بتعليق أنشطة التخصيب في نهاية الشهر الحالي.

وكان دبلوماسي في الوكالة قد صرح الجمعة بأن «البرادعي سيزور إيران لمقابلة كبار المسؤولين وإجراء مناقشات تتناول المسائل العالقة».

وأوضح أن «هذه الزيارة ستمنح ايران فرصة لتقديم معلومات تطالب بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية لسد الثغر حول نشاطات ايران النووية السابقة» قبل ان يرفع البرادعي تقريرا لمجلس حكام الوكالة ومجلس الأمن الدولي «نهاية الشهر الجاري».

ويطالب كل من مجلس الأمن والوكالة الذرية ايران بوقف تخصيب اليورانيوم والسماح لمفتشي الوكالة بزيارة مواقعها النووية من دون اي قيود.

وزار البرادعي ايران مرتين، في عام 2003. ورغم التطمينات التي قدمها الايرانيون حول طبيعة نشاطاتهم خلال الأعوام الاخيرة، صرح البرادعي الخميس الماضي أنه لا تزال هناك أمور غامضة في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني.

وقال «لاحظنا أمورا في إيران علينا توضيحها قبل ان نعتبر ان كل الانشطة (النووية) في ايران اهدافها سلمية بحتة».

لكنه أوضح «اننا لم نر أي دليل يشير الى ان مواد نووية استخدمت لتطوير أسلحة نووية». واعتبر البرادعي ان إيران والأسرة الدولية لا يزال «لديهما وقت للتفاوض» ومن الممكن تجنب العقوبات.

على صعيد متصل، تقول مجلة «نيويوركر» الاميركية ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش تخطط لعملية قصف واسعة ضد اهداف في ايران تستخدم فيها قنابل نووية مخترقة للتحصينات لتدمير مرافق ايران النووية التي يشتبه انها تستخدم لإنتاج أسلحة نووية.

وتقول المجلة في عددها الذي سيصدر في 17 الشهر الحالي، ان صحافي التحقيقات سايمور هيرش، اكد ان بوش وغيره من مسؤولي البيت الابيض خلصوا الى ان الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد هو ادولف هتلر جديد محتمل.

وتنقل المجلة عن مسؤول استخباراتي بارز سابق قوله «هذا هو الأسم الذي يستخدمونه» لوصف الرئيس الايراني.

وتنقل ايضا عن مستشار بارز في البنتاغون، طلب عدم الكشف عن هويته، قوله ان الادارة الاميركية الحالية «تعتقد ان الوسيلة الوحيدة لحل المشكلة هي تغيير هيكل السلطة في ايران وهذا يعني الحرب».

وقال هيرش ان مسؤولين سابقين في الاستخبارات يصفون عملية التخطيط بأنها «هائلة» و«نشطة» و«عملياتية».

وذكر مسؤول سابق في وزارة الدفاع ان التخطيط العسكري يستند الى الاعتقاد، بأن «حملة قصف مستمرة على ايران ستذل قيادتها الدينية وتدفع الشعب الى القيام بانتفاضة للاطاحة بالحكومة»، حسب المجلة.

وقد بدأ الرئيس الاميركي في الأسابيع الاخيرة سلسلة من المحادثات حول الخطط المتعلقة بإيران شارك فيها عدد من كبار أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب بمن فيهم ديمقراطي واحد على الأقل.

وقال هيرش ان من بين الخيارات التي تجري دراستها احتمال استخدام اسلحة نووية تكتيكية لاختراق الحصون مثل سلاح «بي61-11» لضمان تدمير منشأة نطنز التي تضم أجهزة طرد مركزي.

غير ان مسؤول البنتاغون البارز السابق قال ان الاهتمام باللجوء الى الخيار النووي أثار مشاعر الاستياء داخل الجيش، حتى ان بعض الضباط تحدثوا عن احتمال تقديم استقالاتهم بعد فشل محاولاتهم استبعاد الخيار النووي من خطط الحرب التي يجري وضعها. وتنقل المجلة عن مستشار البنتاغون قوله «تنتشر مشاعر استياء قوية جدا داخل صفوف الجيش تجاه استخدام اسلحة نووية ضد دول أخرى».

ويحذر المستشار من أن قصف إيران سيترتب عليه ردود فعل من بينها شن هجمات على المرافق الاميركية والمواطنين الاميركيين في انحاء العالم.

وتنقل المجلة عن المستشار قوله «اذا نفذنا تلك الخطط، فان القسم الجنوبي من العراق سيشتعل كالشمعة».