اختتام المؤتمر الثاني للأئمة المسلمين في فيينا بتأكيد مواطنية الجيل الإسلامي الجديد لدول الهجرة الأوروبية

TT

يختتم ظهر اليوم في فيينا، العاصمة النمساوية ومقر رئاسة الاتحاد الاوروبى للدورة الحالية، المؤتمر الثاني للأئمة والمرشدات الإسلاميات بأوروبا الذي بدأ جلساته مساء أول من أمس وسط اهتمام اعلامي وحضور على مستوى عال، اذ شارك في الجلسة الافتتاحية التي اقيمت بالقاعة الرئيسية لرئاسة بلدية فيينا كل من المستشار النمساوي ولفغانغ شوسل ورئيس البرلمان ووزيرة الخارجية ومفوضة الشؤون الخارجية بالاتحاد الاوروبي، بنيتا فيرارو فالدنر، وعمدة فيينا بالاضافة لجميع سفراء الدول الإسلامية والعربية وعدد كبير من سفراء الدول الغربية في مقدمتهم السفير النرويجي والسفيرة الأميركية وأكثر من مائة وستين إماما يعملون في أوروبا.

ويهدف المؤتمر إلى عكس الحضور الإسلامي الحديث الذي يمثله المسلمون في العديد من دول غرب اوروبا بعد ان تحولوا من وجود مؤقت متحدر من هجرة اجنبية الى جيل مستقر يتمثل في الاجيال الجديدة مع اظهار تزايد اهمية وتأثير الحضور الاسلامي في تركيبة المجتمعات الاوروبية وما يتطلب من ترسيخ لقواعد التعامل مع المسلمين في اطار المواطنة والمساواة والتكافؤ في الحقوق والواجبات والاعتراف بهم كفئة دينية مع تأكيد الحضور العالمي  للإسلام بما يملكه من رصيد روحي وحضاري وبشري هام وما تستلزمه المصالح المشتركة من ضرورة التواصل والتقارب مع الغرب عموما ومع أوروبا، خصوصا إلى جانب التفاعل مع تداعيات الوحدة الأوروبية وما تحفزه من تقارب بين المسلمين في اوروبا مع التركيز على واجب ودور الائمة والمرشدات في توطيد سبل التعاون وتدعيم قيم التفاهم والرفاه الاجتماعي وتوطيد الاعتدال والتواصل الحضاري بعيدا عن الغلو والتهميش مما يثبت ان المسلمين في أوروبا، مع انتمائهم لأوطانهم الأوروبية والتزامهم بمقتضيات المواطنة، يحافظون في ذات الوقت على انتمائهم الى الأمة الإسلامية وان صلتهم مع العالم الاسلامى تندرج في مجال الصلة الطبيعية بين اتباع الدين الواحد مما يتطلب من الأئمة والقائمين على الشؤون الإسلامية استثمار تلك الصلة بما يساعد على توطيد التواصل بين أوروبا والعالم الإسلامي.

هذا وتفيد متابعات «الشرق الأوسط» لجلسات والمناقشات التي شهدتها ايام المؤتمر الإشادة بحسن التنظيم الذي قامت به الهيئة الدينية الإسلامية الرسمية في النمسا والتي استفادت من ظرف الرئاسة النمساوية للاتحاد الأوروبي مما جعل فيينا مركزا للعديد من النشاطات لطرح قضايا تهم الجاليات الأوروبية المسلمة التي تهدف إلى تغيير مشاعر التخوف من الإسلام وترفض تعميم ربط الإسلام بالإرهاب وترفض التمييز والتعصب وتدعو للتسامح وقبول الآخر، كما تركز على ضرورة اندماج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها مع التركيز على الدور الرائد الذي يمكن للأئمة القيام به في هذا المجال.