أكراد العراق: سقوط نظام صدام إنجاز كبير رغم دوامة العنف

تنظيمان سنيان ينتقدان الأوضاع بعد 3 أعوام من الحرب

TT

اعتبر أكراد العراق أن سقوط نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين انجاز كبير لا يمكن إنكار نتائجه الايجابية، على الرغم من استمرار دوامة العنف التي يرزأ تحتها العراق منذ ثلاثة أعوام. لكن تنظيمين من السنة انتقدا ما آلت اليه الاوضاع في العراق بعد سقوط صدام.

وقال فاضل ميراني، سكرتير المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق في أربيل لوكالة الصحافة الفرنسية «بعد سقوط النظام العراقي في ابريل (نيسان) من عام 2003 أصبح العراق حرا وأصبحت الحرية تعم جميع مدن العراق». وأضاف ان «ما يحدث في العراق حاليا هو نتيجة لتبعات الحرب والأخطاء التي وقعت في مسارها».

وأوضح ميراني «نحن نستقبل التاسع من ابريل كيوم الخلاص من الدكتاتورية ويوم فتح تاريخ جديد في العراق، على أمل ان يكون العراقيون على عزمهم ليجتازوا المحن التي يعانون منها مثلما اسقطوا الدكتاتورية». واستبعد حدوث حرب أهلية في العراق، وقال «استبعد الحرب الاهلية بمفهومها التقليدي او الكلاسيكي والانقسام على جبهتين متحاربتين لتكون هناك حرب اهلية»، مشيرا الى ان «ما يحدث حاليا أمر مؤسف وهناك تصفيات وهناك أعمال تخريبية». ومن جانبه، اعتبر سامي شورش، وزير الثقافة في حكومة اقليم كردستان العراق بادارة اربيل، أن «حرب حرية العراق لها مميزات ومكاسب وايجابيات كبيرة». ويضيف «لا يمكن للوضع الامني المتردي وللمشكلات الاقتصادية والسياسية الموجودة في العراق ان تغطي او تشوه او تموه المكاسب الكبيرة التي جناها العراقيون جراء حرب حرية العراق، التي أدت الى ازالة نظام صدام حسين». ويضيف شورش أن «هذه الحرب فتحت بابا كبيرا على الديمقراطية في العراق، وفتحت بابا أكبر على الديمقراطية في المنطقة بأسرها».

ومن جانبه، ينفي الاكاديمي والمحلل السياسي الكردي شيرزاد النجار، أن «تكون لحرب حرية العراق أية سلبيات». ويقول ان «هذا الحدث التاريخي هو أصلا بطبيعته حدث إيجابي وحدث مهم وحاسم وخطير في التاريخ السياسي للعراق المعاصر». ويضيف «لكن ما يؤسف له أن الاحداث التي تلت هذه الحادثة المهمة، قد قللت الى حد كبير من ان يتلذذ أحد بمرحلة ما بعد الدكتاتورية».

ويناشد النجار السياسيين العراقيين تفهم الوضع الحالي للعراق والتعامل معه بعقلانية، لأن «الحرب الأهلية قد بدأت»، حسب قوله.

وفي الذكرى الثالثة لسقوط نظام صدام حسين، يقف العراقيون في بقية مناطق العراق حائرين حيال تقييم نتائج هذه الخطوة، اذ يرحب بعضهم بنهاية حكم «الطاغية»، أملا بقيام عراق جديد، يبدي آخرون خشيتهم من انعدام الأمن و«الارهاب» وتفشي الفوضى. وانتقد الحزب الاسلامي العراقي وهيئة علماء المسلمين، امس، ما آلت اليه الأوضاع في العراق بعد ثلاث سنوات على سقوط نظام صدام حسين بواسطة قوات اميركية بريطانية بشكل اساسي. وقال الحزب الاسلامي في بيانه إن «ذكرى الحرب الاميركية ـ البريطانية مؤلمة لاختيارها الاحتلال بديلا عن الاستبداد، على أمل النجاة من الظلم». واضاف ان العراق اليوم «بلد منكوب بكل المقاييس، وهو ربما على اعتاب تداعيات كارثية». ورأى الحزب الاسلامي ان «قوات الاحتلال لم تستطع القضاء على الاستبداد بل حولت المستفيد الواحد الى عدد من المستفيدين».

وأوضحت أن «تدهور الوضع الأمني في العراق وحالة الفوضى التي فتحت شهية دول الجوار للتدخل بالشأن العراقي، أديا الى سيادة ثقافة الكراهية والانتقام». كما انتقد الحزب الاسلامي الذي يتزعمه طارق الهاشمي «الدور الذي تلعبه الاحزاب السياسية العراقية وتحولها من الهم الوطني الى الهم الطائفي والفئوي، كما ساد مبدأ المحاصصة وتسييس مؤسسات الدولة وشاع هدر المال العام والفساد الاداري».

من جانبها، اعتبرت «هيئة علماء المسلمين» اهم مرجعية سنية في العراق، أن الوضع في العراق «يزداد سوءا في شتى مجالات الحياة، فقد جاء الاحتلال بالدمار الشامل واعتدى على المقدسات وانتهك الحرمات وفعل ما قصر عن فعله التتار يوم استولوا على بغداد». وانتقد البيان الكيانات السياسية العراقية كونها «تعيش في خلاف شديد على مواقع السلطة لكسب المغانم وتحقيق المصالح، متجاهلين المآسي التي يمر بها ابناء العراق». وباركت الهيئة في ذكرى الحرب على العراق «جميع الجهود الرافضة للاحتلال وبمقدمتهم من ضحوا بأنفسهم من أجل تحرير البلاد».