الأمير سلطان بن عبد العزيز يبدأ اليوم زيارة إلى سنغافورة

قمة سعودية ـ يمنية في هونغ كونغ تتناول الأحداث العربية والإسلامية وعلاقات البلدين الثنائية

TT

يبدأ الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اليوم، زيارة رسمية لسنغافورة، هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى لهذا البلد، تأتي استكمالاً للانفتاح السعودي على القارة الآسيوية.

وسنغافورة هي المحطة الثالثة في جولة الأمير سلطان، الذي اختتم فيها أمس زيارة لهونغ كونغ، وأنهى الجمعة الماضية زيارة رسمية لليابان. ومن المتوقع أن يبحث الأمير سلطان مع المسؤولين السنغافوريين، تعزيز التعاون التجاري وتشجيع الاستثمارات.

وأعلن السفير السعودي لدى سنغافورة الدكتور محمد أمين كردي، أن زيارة الأمير سلطان الى سنغافورة «تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لسنغافورة، كونها تعد الزيارة الاولى لولي العهد، وكأول مسؤول سعودي رفيع المستوى يزور سنغافورة».

وأوضح الكردي أن الحكومة السنغافورية، أعدت برنامجا ترحيبيا خاصا لاستقبال ولي العهد، تقديرا لمكانته وللدور الرائد الذي تمثله المملكة على الصعيدين الدولي والاقليمي، حيث تتطلع سنغافورة الى تعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات، والى مزيد من التقارب بين الشعبين الصديقين.

وأشار في تصريح لوكالة الأنباء السعودية، الى أن هذه الزيارة تأتي ضمن جهود الحكومة السعودية، لتوسيع وتعزيز علاقات التعاون مع الدول الفاعلة والمؤثرة في قارة آسيا، وذلك لجذب الاستثمارات الأجنبية والنفاذ إلى الاسواق الآسيوية، فضلا عن التعاون في المجالات التي توليها المملكة الأهمية في رسم وتنفيذ خططها التنموية.

ورأى أن العلاقات السعودية السنغافورية، تتميز بالاستقرار والاحترام المتبادل عززها التوافق الكبير بين البلدين حيال القضايا الدولية والاقليمية، مشيرا إلى أن الزيارة التي قام بها دولة كبير الوزراء ورئيس الوزراء السابق لسنغافورة قوه تشوك تونغ، الى السعودية في شهر فبراير (شباط) الماضي، أحدثت تحولا بارزا في مسيرة العلاقات الثنائية بين المملكة وسنغافورة، حيث التقى بخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وكان لهذا اللقاء الأثر الواضح في تفهم مواقف المملكة وتقدير مكانتها اقليميا وعالميا سواء سياسيا أو اقتصاديا.

وأضاف السفير كردي أن الحكومة السنغافورية تقدر الجهود والخدمات التي تقدمها المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين، حيث يبلغ عدد المسلمين في سنغافورة نحو نصف مليون نسمة، أي بواقع 14 في المائة من اجمالي عدد السكان البالغ أربعة ملايين نسمة، من بينهم عشرة آلاف نسمة من أصول عربية. ذكر السفير كردي، أن سنغافورة هي أكبر مستورد للنفط الخام من المملكة في مجموعة دول رابطة جنوب شرقي آسيا (اسيان)، وهي ثاني أكبر مصدر للمملكة بعد اندونيسيا من اسيان، وعالميا تحتل سنغافورة الترتيب الرابع على مستوى المستوردين من المملكة، بينما تعد المملكة سابع أكبر المصدرين لسنغافورة، مبينا أن حجم الصادرات السعودية الى سنغافورة بلغ 15.6 بليون دولار خلال عام 2005، فيما بلغت الواردات الى المملكة من سنغافورة 358 مليون دولار خلال العام ذاته.

ومن المنتظر أن يبحث ولي العهد زيادة حجم التبادل التجاري وتنمية الاستثمارات المشتركة، حيث بدأ البلدان منذ فترة، مفاوضات بشأن اتفاقية تشجيع وحماية الاستثمار بين البلدين. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تشجيع وحماية استثمار مواطني كلتا الدولتين المتعاقدتين وشركاتهما في أراضي الدولة الأخرى من خلال توفير الأسس والأطر التي من شأنها المساعدة على تحفيز وزيادة النشاط الاستثماري والتجاري والصناعي، وتكمن مميزات الاتفاقية في حرية تحويل الاستثمار وعائداتها، وحظر نزع ملكيتها ما لم يتم لغرض عام ومقابل تعويض عادل وفوري. وستسهم الاتفاقية في توثيق العلاقات بين المملكة وسنغافورة في المجال الاستثماري، وتوجيه المزيد من الاستثمارات السنغافورية للمملكة، وحماية الاستثمارات السعودية في سنغافورة.

يذكر أن سنغافورة ترتبط صناعياً بالعديد من الشركات السعودية الكبيرة في حقل البتروكيماويات، مثل «سابك» التي تتخذ سنغافورة مركزاً لشركتها الفرعية (سابك آسيا/ الباسيفيك)، المعنية بتنمية عملياتها في القارة الآسيوية، والتي تعد من أكبر أسواق (سابك) الاستراتيجية.

من جهة أخرى، استعرض الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي والرئيس اليمني علي عبد الله صالح مستجدات الأوضاع على الساحات العربية والإسلامية والدولية، وخاصة الوضع في الأراضي الفلسطينية والعراق، وذلك خلال اجتماع ثنائي مغلق، عقداه أمس بمقر إقامة الأمير سلطان في هونغ كونغ.

وتم في الاجتماع، بحث آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في كافة المجالات. وكرم ولي العهد السعودي، الرئيس اليمني وأقام له والوفد المرافق حفل غداء. وحضر الاستقبال وحفل الغداء من الجانب السعودي، كل من الأمير فيصل بن سعود بن محمد، والأمير الدكتور مشعل بن عبد الله بن مساعد، المشرف على الدراسات في مكتب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، والأمير فيصل بن سلطان بن عبد العزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبد العزيز الخيرية، والدكتور مساعد العيبان وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وخالد القصيبي وزير الاقتصاد والتخطيط، والدكتور نزار عبيد مدني وزير الدولة للشؤون الخارجية، وحمد السويلم نائب رئيس ديوان ولي العهد، ومحمد سالم المري السكرتير الخاص لولي العهد، وعلاء الدين العسكري القنصل العام السعودي بهونغ كونغ.

ومن الجانب اليمني المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الدكتور عبد الكريم الارياني، ووزير الخارجية الدكتور أبو بكر عبد الله القربي، ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات المهندس عبد الملك سليمان المعلمي، ووزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم إسماعيل الأرحبي، ووزير الكهرباء الدكتور علي محمد مجور، ووزير الصناعة والتجارة الدكتور خالد راجح شيخ، وعدد من كبار المسؤولين.