سعود الفيصل: ما يحدث في العراق حرب أهلية.. ومبادرة عربية لإيقافها

وزير الخارجية الإسباني: شرط مدريد للتعامل مع حماس الاعتراف بإسرائيل ونبذ القوة

TT

أعلن الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي عن وجود مبادرة عربية ترمي إلى تخفيف حدة التوتر الأمني في العراق. واعتبر الفيصل في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الإسباني ميغيل انخيل موراتينوس، أن ما تشهده الساحة العراقية من انفلات أمني، حرب أهلية، مؤملا أن يسهم ما سيخرج عنه اجتماع دول جوار العراق الأربعاء المقبل، بتخطي وإيقاف هذه الحرب، والتي أشار إلى أن قرار إيقافها يعود للعراقيين أنفسهم في المقام الأول. وعن قرار سحب القوات الإسبانية من العراق، دعا وزير الخارجية والتعاون الإسباني أعضاء المجتمع الدولي لاحترام رؤية بلاده في هذا الشأن. وتعليقا من الفيصل حول الموضوع، أشار إلى أن قرار سحب القوات الأجنبية من العراق يعود للحكومة العراقية نفسها، حيث أنها الوحيدة التي تستطيع تقدير حجم الموقف في الداخل العراقي بعد سحب هذه القوات، مشددا على ضرورة أن تكون هناك قوات بديلة، في حال تم الاستغناء عن القوات الأجنبية. وفي الشأن الفلسطيني، جدد ميغيل انخيل موراتينوس موقف بلاده المقاطع لحكومة حماس، وقال «نحن ملتزمون بحق الشعب الفلسطيني بالسلام، ونحاول بقدر المستطاع أن نقدم المعونة له». وحول إيقاف المساعدات المالية، أوضح وزير الخارجية الإسباني أن بلاده لم توقف معونتها للفلسطينيين، غير أنها ستوقف المساعدة المباشرة لحكومة حماس، وقال «سنستمر في دعمنا وتقديم المعونة المالية للسلطة الفلسطينية الشرعية». وعلق وزير الخارجية الإسباني موضوع تعاطي بلاده مع الحكومة الفلسطينية الجديدة، بشرط اعترافها بإسرائيل، ونبذ القوة والسلاح. وعلى صعيد زيارة خوان كارلوس للسعودية، عبر الأمير الفيصل عن ترحيب بلاده بالعاهل الإسباني والوفد المرافق له، معتبرا أن هذه الزيارة تشكل رافدا هاما في تعزيز العلاقات التاريخية بين البلدين وتوثيقها في كافة المجالات. وأعلن وزيرا خارجيتي السعودية وإسبانيا عن أن بلديهما بصدد إنشاء صندوق استثماري قوامه 5 مليارات ريال، لدعم المشاريع المستقبلية الاستثمارية بين البلدين. وكان الفيصل وموراتينوس قد عقدا جلسة مباحثات بعد ظهر يوم أمس، حازت قضية السلام في الشرق الأوسط اهتماما كبيرا فيها، حيث ارتكزت المباحثات على استعراض تطورات الأوضاع في المنطقة، وأهمية دفع عملية السلام بها. وبحث الجانبان السعودي والإسباني الأوضاع في العراق، وحساسية المرحلة التي يمر بها ودقتها، وما قد تشكله حالة عدم الاستقرار التي يعيشها من مخاطر على أمن العراق ووحدته ومستقبله، وأهمية دعم الجهود الرامية إلى الحفاظ على استقراره ولحمة كافة فئاته وطوائفه. وأعلن الفيصل خلال المؤتمر الصحافي عن مشاركة بلاده في اجتماع اللجنة الوزارية للدول العربية المجاورة للعراق، والمقرر عقده بمقر الجامعة العربية الأربعاء المقبل. من ناحية ثانية وفيما يتعلق بالإرهاب، تعهد وزير الخارجية الإسباني بعمل بلاده لإنجاح مقترح السعودية الخاص بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، المقترح الذي تمخض عن مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب احتضنته العاصمة الرياض أخيرا. وقال الفيصل في بيان له «لقد كانت دولتانا عرضة للهجمات الإرهابية التي استهدفت أمننا وأمن مواطنينا، وكلانا يقوم بجهود كبيرة في التصدي لهذه الآفة الخطيرة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي»، مشيدا في السياق ذاته بالمساهمة الفعالة لإسبانيا من خلال مشاركتها في المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب، والذي كان له الأثر الإيجابي في الخروج بتوصياته التي استهدفت توثيق التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب. ووصف الفيصل محادثاته مع الجانب الإسباني بـ«الجيدة»، حيث تم فيها تبادل وجهات النظر بشكل إيجابي ومثمر حيال قضايا التعاون والقضايا الأخرى الدولية ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى ان المباحثات بين الجانبين مستمرة في إطار مذكرة التفاهم حول المشاورات السياسية التي وقعت أمس الأول برعاية قيادتي البلدين، إلى جانب توقيع اتفاقية تشجيع الاستثمارات، وذلك في إطار تعزيز العلاقات الثنائية وتوسيعها في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكشف الوزير الإسباني عن أن وزير الخارجية السعودي سيقوم في شهر مايو المقبل بزيارة لإسبانيا لتوقيع اتفاقيات اقتصادية بين البلدين.