فلسطيني انتحل شخصية أمير سعودي ينتهي وراء القضبان في سجون أميركا

حاول بيع لوحة مزورة بمليونين و800 ألف دولار وقفازات قال إنها للملاكم محمد علي كلاي

TT

فلسطيني «اعتاد العيش مع الفوقيات والمناخات الفاخرة» بحسب ما وصفته الشرطة في الولايات المتحدة، حيث يقيم منتحلا في بعض الأحيان شخصيات مختلفة شهيرة ليربح المال ويعيش، ومنها في العام الماضي شخصية أمير سعودي، أوقعته مغامرته الأخيرة في الأسر فزجوه وراء القضبان حتى أدانوه يوم الجمعة الماضي بالسجن 5 أشهر، ومثلها اقامة جبرية في المنزل، عن انتحاله شخصية مزيفة ومحاولته بيع لوحة مزورة للرسام الهولندي رامبرانت، الذي يحتفل العالم بذكرى مرور 400 سنة على ولادته في يوليو (تموز) المقبل، اضافة لقفازات زعم أن أسطورة الملاكمة، محمد علي كلاي، استخدمها في احدى مبارياته.

وكان لماجد الحمود، وهو من مدينة سان تشارلز بولاية ميسوري وعمره 53 سنة، منها 24 عاما أمضاها مهاجرا في الولايات المتحدة، شريكة أميركية خبيرة باللوحات وطرق بيعها، هي صديقته مارلين كاروس، وتكبره بحوالي 12 سنة، فرغبا ببيع اللوحة لرجل أعمال أميركي اجتمعا اليه في فندق «آدامز مارك» بوسط مدينة سان لويس، لكن بيان القضاء الأميركي حول ادانة الحمود لم يذكر اسمه، لأن رجل الأعمال هذا «لم يكن سوى عميل لمكتب المباحث الفيدرالي (إف.بي.آي) تنكر براغب في شراء اللوحة، واسمها «الرجل ذو الخوذة الذهبية» لرامبرانت، بمليونين و800 ألف دولار، فتم اعتقال المنتحل «بالجرم المشهود» في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفق ما بثه «إف.بي.آي» عبر قسمه المخصص للسرقات الفنية من موقعه على الانترنت، الى جانب تفاصيل وردت في بيان صدر عن المدعي العام الأميركي، ماثيو دراك، وتلبي الفضول عن المنتحل الذي اعتاد ارتداء الدشداشة والغترة والعقال ليبدو شبيها بأمير سعودي.

وروى بيان المدعي الأميركي أن مارلين كاروس، التي تمت ادانتها بالسجن 20 شهرا، مع غرامة قيمتها 30 ألف دولار، حاولت الاعتماد على انتحال ماجد الحمود لشخصية أمير سعودي لتبدو عملية بيع لوحة «الرجل ذو الخوذة الذهبية» حقيقية، مع أن اللوحة مزورة، في حين أن الأصلية موجودة منذ عشرات السنين في متحف برلين، بألمانيا. كما أن قفازات الملاكمة التي أراد الحمود بيعها بأكثر من 130 الف دولار، بزعم أنها كانت تخص بطل العالم الأسبق لسنوات عدة بالملاكمة، محمد علي كلاي، كانت مزيفة أيضا ولا تساوي 100 دولار على الأكثر.

وفي البيان القضائي الأميركي أن مارلين كاروس «سبق وحاولت قبل 4 أعوام الاحتيال على رجل الأعمال الليبي، زكريا الشافعي، حين أرادت مساعدته ليبيع لها أدوات بحرية أثرية تمت سرقتها بأواسط الثمانينات من متحف روما الايطالي، وقيمتها الحقيقية تزيد على 450 الف دولار، لكن الشافعي أبلغ السلطات الأميركية ونظيرتها الايطالية بنوايا كاروس فتم اعتقالها وادانتها بالسجن لعامين مع غرامة قيمتها 80 ألف دولار. لكنها ما أن خرجت من السجن حتى تعرفت الى ماجد الحمود «الناشط بدوره في انتحال الشخصيات المزيفة منذ زمن بعيد، لكنه لم يقع بالجرم المشهود الا خلال عملية بيع اللوحة المزورة» بحسب البيان. يتابع البيان سرد التفاصيل ويقول ان الحمود حصل قبل عامين على رسم للوحة رامبرانت، لكنه مطبوع على الورق السميك، وكلف رساما بإعادة رسمه بطريقة يبدو معها كالأصل تماما، وعندما حصل على ما أراد راح يرتدي الثياب العربية ويدخل النوادي والفنادق والمطاعم فئة 5 نجوم، مقدما نفسه لمن يتعرف اليهم على أنه أمير سعودي قرر العيش بعض الوقت في الولايات المتحدة التي أحضر معه حين الوصول اليها بعض المقتنيات واللوحات الأثرية الشهيرة التي يملكها، ومنها «الرجل ذو الخوذة الذهبية» لرامبرانت، من دون أن يدري أن أحد الذين عرضها عليهم كان من عملاء مكتب المباحث الفيدرالي، وناشطا في قسم المسروقات الأثرية في «إف.بي.آي» بشكل خاص، فاعتقله وشريكته حتى انتهت المغامرة بالسجن وراء القضبان.