آن كلويد لـ«الشرق الأوسط»: اختفاء المعتقلين في العراق تتحمل مسؤوليته قوات التحالف

مبعوثة بلير قالت إنه من الصعب التأكد من تحسن معاملة المحتجزين

TT

أعربت آن كلويد، وهي مبعوثة رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى العراق لشؤون حقوق الانسان، لـ«الشرق الاوسط»، عن اعتقادها بأن المعتقلين في العراق يلقون معاملة أفضل مما مضى، «بيد ان من الصعب ان يتأكد الانسان من ذلك مائة في المائة». ونفت ان تكون الحرب الأهلية قد بدأت في العراق، مؤكدة أن «العراقيين الذين اتحدث اليهم يومياً يطمئنوني الى ذلك، والى ان القادة الدينيين يبذلون جهودهم لكبح المشاعر المتأججة». جدير بالذكر، أن كلويد مقربة من بلير، لاسيما أنها ترأس الفريق البرلماني العمالي، مما يتيح لها الاجتماع به اسبوعياً. وكانت كلويد، التي اختارها بلير مبعوثة له في العراق اثر الغزو قبل ثلاثة اعوام، قد أبدت استياءها البالغ من اختفاء أثر بعض المحتجزين في العراق، وذلك في تصريحات لصحيفة «الاوبزرفر» البريطانية امس. وقالت النائبة العمالية التي تابعت الشأن العراقي عن كثب منذ اكثر من ربع قرن، إنها «مستاءة جداً» لارتفاع عدد الاشخاص الذين لا يزالون قيد الاحتجاز، مطالبة الحكومة العراقية بإصدار تقرير عن المعتقلين السابقين الذين قالوا إنهم تعرضوا للتعذيب في السجون العراقية. وذكرت ان «المرء كان يشعر فعلاً ان الناس كانوا يختفون في ما يشبه الثقوب السوداء، وهذا أمر صعب للغاية». وتحدثت عن ضرورة بذل «جهود كبيرة» لاقتفاء آثار الغائبين. واشارت الى ان «الأخطاء قد ارتكبت». وأوضحت ان الاميركيين يسجلون أسماء المعتقلين «احياناً باللغة العربية واحياناً بلغة اخرى او بلغة عربية ركيكة». وروت مندوبة بلير قصة سجينين تتابعهما منذ سقوط نظام صدام. وقالت «امضيت أسابيع وأياماً» للتعرف على مكان وجود سيدة عراقية متقدمة بالسن، ولم تنجح باكتشاف مكان اعتقالها إلا بعد زيارة الى واشنطن والتماس المساعدة من نائب وزير الدفاع الاميركي السابق بول وولفويتز والحاكم المدني الاسبق للعراق بول بريمر. ولفتت الى ان السيدة التي اطلقها الاميركيون في نهاية المطاف، قد تعرضت الى الاساءة في السجن. غير أن كلويد لا تزال تحاول منذ 2004 بلا جدوى العثور على محتجز آخر، هو هذه المرة رجل مسن.

وفي اتصال هاتفي أجرته معها امس «الشرق الأوسط»، قالت كلويد إن قضيتي المعتقلين باتتا قديمتين. وأضافت «هاتان الحالتان حصلتا أثناء الحرب وقبيل سقوط النظام السابق». واضافت «لقد زرت العديد من مراكز الاحتجاز العراقية والبريطانية والاميركية». ولدى سؤالها عما إذا كانت تشعر ان أوضاع المحتجزين باتت أفضل، قالت «نعم هذا ما اعتقده». وهل تلقت ضمانات من الاميركيين بعد تكرار الخطأ الذي ارتكب مع السيدة المتقدمة في العمر، والتي نجحت كلويد في اطلاقها، أجابت مبعوثة بلير «نعم، لكن لا يمكن لأحد ان يكون واثقاً مائة في المائة من ان الاخطاء لن تقع مجدداً». وأوضحت «أحاول متابعة أمور الاحتجاز والمحتجزين دائماً ووضع بعض القواعد والضوابط». واعتذرت عن عدم «عقد مقارنات» بين المعاملة التي يتعرض لها المعتقلون لدى الاميركيين والبريطانيين والعراقيين، وعدم التعليق على الآراء التي تقول إن المحتجزين لدى الاميركيين هم الأسوأ حظاً. وبخصوص الجدل الدائر حول الحرب الاهلية التي يرى البعض انها مضطرمة في العراق، شددت كلويد على معارضتها لوجهة النظر هذه. وقالت «لا اعتقد ان هذا صحيح». وأضافت «اتحدث للعراقيين وآخرين داخل العراق بشكل يومي تقريباً». وزادت ان هؤلاء اخبروها ان «القادة الدينيين بذلوا ويبذلون جهوداً كبيرة لكبح جماح الناس وعدم السماح باندلاع نزاع أهلي». واعتبرت أنه «سيكون معيباً حقاً ان تنفجر حرب اهلية الآن في الوقت الذي تتضافر الجهود لوضع اللمسات الاخيرة على حكومة الائتلاف الوطني التي تُشكل حالياً».