تسجيلات الصندوق الأسود: قائد العبارة الغارقة أطلق استغاثة وطلب سترة النجاة ثم تلا الشهادتين

ترك لمساعده إدارة «الكارثة» وكافأه بـ «الله ينور»

TT

قال وزير النقل المصري محمد منصور إن الشواهد تدل على قصور القبطان وطاقم العبارة والشركة المالكة لها في غرق العبارة المصرية «السلام 98» قبل شهرين في البحر الأحمر، مشيراً إلى أن التحليل المبدئي أوضح أن العبارة غرقت بسبب حريق اندلع في جراج السيارات.

وكشف تحليل بيانات الصندوق الأسود للعبارة التي قامت به لجنة تقصي الحقائق التابعة للبرلمان المصري عن أن قائد العبارة أصدر استغاثة في الواحدة و33 دقيقة فجراً بعد 4 ساعات وثماني دقائق من اشتعال النار في جراج السيارات وتلى قائد العبارة الشهادتين وطلب من مساعديه إطلاق إشارة استغاثة.

وأوضحت التسجيلات أن الحريق اندلع في التاسعة و25 دقيقة وكانت العبارة على بعد 23 ميلاً من ميناء ضبا السعودي واستمر الحريق أربع ساعات ولم يتضح من التسجيلات أن قائد العبارة قد اتخذ قراراً بالعودة إلى ضبا رغم أنه الإجراء الطبيعي في مثل هذه الحالات، كما رفض القبطان اقتراح مساعديه بإطلاق استغاثة، ورفض اقتراح أحد ضباط العبارة العودة إلى ميناء ضبا.

وأشارت التسجيلات إلى أن قائد العبارة طلب من أحد مساعديه في العاشرة و57 دقيقة الاتصال بممدوح عرابي في مقر الشركة لإبلاغه بالحريق وانشغال الربان في إطفائه إلا أن الاتصال لم يتم بسبب احتراق كابلات العبارة.

وأظهرت التسجيلات صوت أحد المساعدين يقول «المركب بتغرق يا قبطان، المركب بتغرق يا قبطان»، في الواحدة و33 دقيقة حيث بدأوا المناداة وتلقت قاعدة بحرية إنجليزية الإشارة ووضح أن القبطان فقد السيطرة على الموقف حين سأل أحد مساعديه عن أي اتجاه هو بالعبارة.

وأبدى أعضاء لجنة تقصي الحقائق دهشتهم من أن القبطان سيد عمر كان هادئاً حتى اللحظات الأخيرة، وأن مختار مسعود مساعد القبطان هو الذي يدير العبارة حيث تصدر التعليمات من مسعود ويرد القبطان عليه «الله ينور».

وأشار أحد الناجين من الحادث ـ كما ذكر حمدي الطحان ـ إن المياه في جراج السيارات وصل ارتفاعها إلى زجاج السيارات وأن محاولات جرت لتسليك (البواني) في العبارة وعددها 32 بلاعة لتصريف المياه التي تراكمت في المخزن لإطفاء الحريق وتم استخدام 8 خراطيم مطافئ إضافة إلى «اسبراي جراج» الخاص بإطفاء الحرائق نحو 1200 لتر.

وأشارت التسجيلات إلى أن أوامر القبطان باستخدام جهاز «الميدان» الاتصال لإطلاق إشارة الاستغاثة لم تتم إلا بعد أن تلى القبطان بالشهادة والعبارة تغرق، وكان يسأل عن سترة النجاة، وقال «فين الجاكيت بتاعي» ثم توقفت الأصوات بعد أن علا صوت الركاب بالصراخ الحاد وانتابت الركاب حالة ذعر.

وحملت لجنة تقصي الحقائق البرلمانية برئاسة حمدي الطحان الأخطاء البشرية الجسيمة مسؤولية غرق العبارة المنكوبة «السلام 98» وحددت اللجنة مسؤولية القبطان سيد عمر في خطأ التعامل الفني والمهاري مع بداية الأزمة، وعدم عودته إلى ميناء ضبا السعودي، ميناء الإقلاع بعد اندلاع الحريق، إضافة إلى مسؤولية الشركة ومالك العبارة في وقوع الحادث، وكذلك هيئة السلامة البحرية التي لم تقم بواجبها في التعامل مع الحادث.

ووصف الطحان ما حدث بالعبارة بأنه أمر مخجل ومخز.

فيما قال وزير النقل المصري محمد منصور أمس إن التقرير الأولي لتحليل بيانات الصندوق الأسود للعبارة المنكوبة «السلام 98» يؤكد وجود شواهد قصور من القبطان وطاقم العبارة والشركة المالكة للعبارة التي يمتلكها رجل الأعمال المصري ممدوح إسماعيل، وكشف الوزير عن أن تحليل البيانات للصندوق الأسود المبدئية كشف عن أن هناك حريقاً في جراج العبارة تم إخماده بالمياه لدرجة أدت إلى غرقها في الحال حتى بلغت كمية المياه التي دخلت السفينة 600 لتر في ساعة نتيجة قيامه بإعطاء الأوامر بإطفاء الحريق مما أدى إلى ميل السفينة وبدء غرقها في المياه.