إسرائيل تغتال 7 فلسطينيين في قطاع غزة وعدد القتلى يرتفع إلى 15 خلال 48 ساعة

السلطة تدعو مجلس الأمن للانعقاد وحكومة هنية تدين الصمت الأوروبي

TT

في مرحلة جديدة من حملة «السهم الجنوبي» التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة، قتل 7 فلسطينيين وجرح 15 اخرون في عمليتي قصف نفذتا في غضون 12 ساعة ضد شمال وجنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى خلال 48 ساعة الى 15. فقد أطلقت مدفعية الاحتلال المتمركزة على الخط الفاصل بين اسرائيل والقطاع، شرق حاجز ايريز، صباح امس قذيفة مدفعية على سيارة اجرة كانت تمر بالقرب من موقع عسكري للأمن الوطني الفلسطيني في تخوم بلدة بيت حانون، أقصى شمال القطاع، الأمر الذي أدى الى مقتل سائق السيارة واسمه ياسر ابو جراد، 25 عاماً، واصابة عشرة اخرين.

يذكر أن جيش الاحتلال اعلن المناطق المتاخمة للخط الفاصل بين القطاع واسرائيل كحزام أمني يحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها.

وجاء هذا الحادث بعد 12 ساعة على قيام طائرة هليكوبتر من طراز «أباتشي» أميركية الصنع بقصف موقع تدريب لكتائب احمد ابو الريش، التابعة لحركة فتح، يقع على أراضي مستوطنة «نافيه ديكاليم» سابقاً غرب مدينة خان يونس، جنوب غزة، الأمر الذي ادى الى مقتل ستة من عناصر المجموعة واصابة خمسة اخرين. والقتلى هم حذيفة شبير ومحمد سعد الحصين وشقيقه حسن وابراهيم بربخ، ومحمد خضر حمدان، وابراهيم عبد الهادي.

وأكدت مصادر طبية أن جثث الشهداء وصلت الى المستشفى أشلاء بفعل قوة الانفجارات، فيما وصل عدد من الجثث من دون أطراف أو رأس، وفي حالة تشوه شديد. وأكدت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة آخرين أصيبوا بجراح، حيث نقلوا إلى مستشفى ناصر الطبي في مدينة خان يونس لتلقي العلاج.

وفور وقوع العدوان تجمهر المئات من الفلسطينيين في مكان القصف وامام مستشفى ناصر ورددوا هتافات تطالب فصائل المقاومة الفلسطينية بالرد على جرائم الاحتلال المتواصلة. وفي بيان صادر عنها هددت «كتائب ابو الريش» بالرد على عملية التصفية. وجاء في البيان «نؤكد أيها الصهاينة أننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذه الغطرسة والجرائم التي ترتكبونها يوما بعد يوم ونؤكد لكم على مواصلة درب الجهاد ضد أعداء الإسلام ومن يواليهم من الطغاة».

وكان اثنان من كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة «فتح» قد قتلا اول من امس, وأصيب ثالث بجراح بالغة الخطورة عندما قصفت طائرة اسرائيلية من دون طيار السيارة التي كانوا يستقلونها قرب مستشفى الوفاء في حي الشعب، شرق مدينة غزة. وأحد القتيلين هو سامي ابو شريعة، الناطق الرسمي باسم «كتيبة المجاهدين»، التابعة لكتائب الأقصى. وليل الجمعة الماضي قتل قيادي بارز في ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري لـ «لجان المقاومة الشعبية» وزوجته وولدهما الذي لم يتجاوز السابعة من العمر وثلاثة من عناصر الألوية، عندما قصفت طائرة من دون طيار السيارة التي كانوا يستقلونها في مركز تدريب تابع للألوية مقام على انقاض مستوطنة ريفح يام، جنوب غرب مدينة رفح اقصى جنوب قطاع غزة.

يذكر أن الأذرع العسكرية لحركات المقاومة، أقامت معسكرات تدريب لها على انقاض مستوطنات جنوب غربي قطاع غزة.

الى ذلك قالت السلطة الفلسطينية إنها بصدد التوجه الى مجلس الأمن لاستصدار قرار لوقف التصعيد الاسرائيلي. وقال نبيل أبو ردينة الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية «التصعيد الإجرامي الخطير الذي تمارسه إسرائيل سيؤدي إلى نتائج خطيرة». وطالب أبو ردينة اللجنة الرباعية، والمجتمع الدولي، بضرورة التدخل العاجل للضغط على إسرائيل بوقف عدوانها. واعتبر غازي حمد الناطق بلسان الحكومة الفلسطينية أن التصعيد الإسرائيلي خطير ويهدف الى ارباك الساحة الفلسطينية. وفي تصريحات لـ «الشرق الاوسط»، قال حمد إن حكومة الاحتلال تبعث برسالة للحكومة الجديدة مفادها أن قطاع غزة بات هدفاً لعملية كبيرة. وانتقد حمد بشدة صمت الدول الاوروبية، معتبراً أن هذا الصمت «وصمة عار» على جبين هذه الدول. وقال إن حكومته اجرت اتصالات مع العديد من دول العالم والمنظمات الدولية للضغط على اسرائيل لوقف عدوانها.

ودعا رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية مجلس الوزراء الفلسطيني المصغر الى عقد اجتماع عاجل لبحث التصعيد الاسرائيلي. ويضم مجلس الوزراء المصغر وزير الخارجية محمود الزهار والداخلية سعيد صيام والاعلام يوسف رزقة.

من ناحيته أكد خالد أبو هلال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، أن إخلاء مقرات قوات الأمن الوطني متروك للقيادات الميدانية للمقاومة، بإخلاء مواقع التدريب الخاصة بهم والموجودة بين السكان المدنيين. واشار ابو هلال الى ان هذه النداء جاء في اعقاب استهداف موقعين من هذه المواقع في غضون 24 ساعة.