كيف يعمل النظام الانتخابي الإيطالي؟

TT

تمتد حملات المرشحين الإيطاليين في مختلف أنحاء ايطاليا وخارجها ساعين الى أصوات المواطنين. ولكن المواطنين لن يمنحوا اصواتهم لأي من المرشحين شخصياً بالاسم عندما يختارون برلمانهم الجديد، ولكنهم سيصوتون للحزب الذي ينتمي إليه مرشحهم. فبموجب النظام الانتخابي النسبي الجديد في ايطاليا، فإن الأحزاب وليس المرشحين هي من يحكم الساحة. ومن أجل ان لا ينسى أي من الناخبين ذلك، فان السياسيين ينشغلون في تذكير المواطنين بأن التأشير أمام اسم أي مرشح على أوراق الاقتراع سوف يبطل مفعول اختيارهم، حيث يتعين على الناخبين أن يضعوا علامة في المربع الذي يحتوي على رمز الحزب الذي يصوتون لمرشحه.

وهناك تحالفان رئيسيان من الأحزاب التي توحد قواها في محاولة للابقاء على السلطة أو الحصول عليها: كتلة بيت الحريات المحافظة التي يقودها رئيس الوزراء سيلفيو بيرلوسكوني، واتحاد يسار الوسط الذي يقوده رئيس الوزراء السابق رومانو برودي.

واذا ما حقق الاتحاد النصر في الانتخابات فان الناخبين يعلمون أن برودي سيكون رئيسا للوزراء منذ ان اجرى التحالف انتخابات تمهيدية في الخريف الماضي قرر فيها معظم الناخبين اختياره لرئاسة الحكومة. وعلى الرغم من ان الحملة تتجلى كصراع بين بيرلوسكوني وبرودي فانه ليس نهائيا أن يكون بيرلوسكوني رئيسا للوزراء في حال فوز تحالفه. فنائب رئيس الوزراء جيافرانكو فيني، وهو زعيم من الجناح اليميني والشريك الرئيسي لبيرلوسكوني في حكومة السنوات الخمس، تصاعدت حظوظه اذ قال ان الزعيم الذي يحصل على الأصوات الانتخابية الأكثر يجب ان يكون رئيسا للوزراء. غير انه ما يزال من المتوقع ان يتفوق حزب «فورتزا ايطاليا» الذي أسسه ويقوده بيرلوسكوني على حزب التحالف القومي الذي يقوده فيني في استطلاعات الرأي كما يحصل على الدوام. وأيا كانت الكتلة التي تحصل على معظم الأصوات فانها ستحاول أن تشكل حكومة تتمتع بدعم كاف في البرلمان من اجل كسب التصويت بالثقة.

ومن أجل ضمان أن تكون للحكومة الجديدة فرصة كافية لدفع الأمور من خلال التشريع، فان القانون الانتخابي الجديد يدعو الى أغلبية تضمن للتحالف الفائز ما لا يقل عن نسبة 55 في المائة من المقاعد. وقد تخلصت الاصلاحات الانتخابية السابقة الى حد كبير من التمثيل النسبي من أجل ان تضع صعوبات أمام دخول الأحزاب الصغيرة الى البرلمان. ومن أجل تحقيق ارتياح للأحزاب الأصغر في التحالف، دفعت حكومة بيرلوسكوني الأمور باتجاه عودة النظام القديم لزيادة فرصها في الدخول الى البرلمان. وعلى الرغم من ان الناخبين سيختارون الأحزاب فان الكثير من الرموز في ورقة الاقتراع تحمل أسماء سياسيين، بما في ذلك حزب بيرلوسكوني ورمز الاتحاد الذي يحمل اسم برودي. أما الآخرون فهم اليساندرا موسوليني، حفيدة الدكتاتور الراحل بنيتو موسوليني، والتي تقود حزبا يمينيا صغيرا هو جزء من تحالف بيرلوسكوني، وأنتونيو دي بيترو، وهو مدع سابق مناهض للفساد، يتزعم حركة صغيرة تحمل اسم «ايطاليا القيم» وهي جزء من تحالف برودي. ويقرر زعماء الحزب أي سياسي هو الذي سيمثل المنطقة المعينة، وهو نظام يواجه انتقادا باعتباره يتعارض مع مسؤولية اعضاء البرلمان امام ناخبيهم. ويقول نيكولا لوبو، أستاذ القانون في معهد العلوم السياسية في جامعة لويس بروما، ان «العلاقة بين الناخبين وأعضاء البرلمان تواجه الدمار الكامل تقريبا».