«الائتلاف» يفشل في حسم مشكلة ترشيح الجعفري ويؤجل الحل إلى اليوم

«الفضيلة» يتهيأ لتقديم مرشح بديل وبارزاني يجدد الدعوة لسياسيي بغداد للاجتماع في كردستان

TT

فشل «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي مرة أخرى في حسم مشكلة ترشيح إبراهيم الجعفري الى منصب رئيس الوزراء في الحكومة الجديدة. ومن المفترض ان يعقد ممثلو «الائتلاف» اجتماعا آخر اليوم لهذا الغرض.

فبعد اجتماع عقدوه امس، وكان من المفترض ان يتوصلوا فيه الى اتفاق حول مصير ترشيح الجعفري الذي يواجه برفض بقية الكتل النيابية، قرر ممثلون عن أطراف «الائتلاف» السبعة تأجيل حسم المسألة الى اليوم، فيما أكد حزب الفضيلة، احد هذه الأطراف، استعداده لتقديم مرشح بديل للجعفري.

وقال قيادي في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يترأسه عبد العزيز الحكيم في اتصال لـ«الشرق الأوسط» معه بعد انتهاء الاجتماع إن اجتماع قيادة الائتلاف العراقي الموحد الذي عقد أمس لم يتوصل الى أية نتيجة وتم تأجيله الى اليوم.

وقال رضا جواد تقي مسؤول العلاقات السياسية في المجلس الأعلى للثورة الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس إن «قيادة الائتلاف استمعت الى تقرير اللجنة الثلاثية التي كلفت مفاتحة الكتل السياسية المعترضة على ترشيح الجعفري للتراجع عن قرارها وتوصلت الى أن قائمتي التحالف الكردستاني وجبهة التوافق العراقية لم تتراجعا عن اعتراضهما على الترشيح وليست لهما الرغبة في المشاركة بحكومة يترأسها الجعفري، بينما لم تعترض القائمة العراقية الوطنية برئاسة الدكتور إياد علاوي على الترشيح».

وأضاف تقي أن «الائتلاف قرر اجراء محادثات ثنائية مع احزابه، أي ان يجري محادثات بين المجلس وحزب الدعوة وبين المستقلين والتيار الصدري، للتوصل الى حل ينهي ازمة ترشيح رئيس الحكومة الجديدة».

وأوضح تقي قائلا «انه من الصعب على الائتلاف ترحيل القضية الى البرلمان ونحن نعتقد ان هذه الخطوة سوف تزيد المشكلة تعقيدا ولن تحلها، وليس أمام الائتلاف الا ان يتمسك بوحدته والعمل بآليات الائتلاف لاختيار مرشح لرئاسة الحكومة، وهذا يعني إما أن نختار المرشح بالتوافق أو بالتصويت، إذ من حق كل حزب داخل الائتلاف تقديم مرشح عنه».

من جهة أخرى أكد مصدر من حزب الفضيلة الإسلامي ان أمينه العام الدكتور نديم الجابري تم تفريغه من العمل الحزبي لغرض التفرغ للعمل البرلماني وربما الحكومي في أشارة واضحة الى عزم الجابري على اعادة ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة الجديدة.

وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد امس ان «مرجعية آية الله محمد اليعقوبي (مرجع حزب الفضيلة) هي التي اشارت بهذه الخطوة. كما ان الجابري لا يريد ان يجمع بين العمل الحزبي والعمل الحكومي، واذا ما رشح لرئاسة الحكومة فهو يصر على ان يكون رئيس حكومة العراق وليس رئيس حكومة حزب الفضيلة، والعمل الحكومي يتطلب بذل الكثير من الجهود والوقت لإنقاذ البلد من أزماته وهذا يتطلب تفرغا كاملا لأداء مسؤولياته بحرص وامانة».

ويأمل حزب الفضيلة ترحيل قضية اختيار رئيس الحكومة الى البرلمان وان يتقدم الائتلاف بأكثر من مرشح لهذا المنصب ليتم اختياره مباشرة من قبل أعضاء البرلمان.

وأعرب عضو في مجلس النواب (البرلمان) العراقي عن قائمة الائتلاف عن خيبة أمله لعدم توصل الائتلاف الى حل لمشكلة تسمية رئيس الحكومة، وقال إن «التيار الصدري وحزبي الدعوة بشقيه تلعب دورا غير حريصا على مصلحة العراق والشعب العراقي»، مشيرا الى ان الائتلاف «لا يرى في الوقت الحالي أي امل بايجاد حل للمشكلة، خاصة ان حزبي الدعوة والتيار الصدري ستقف ضد أي مرشح عن المجلس الأعلى وبذلك سنبقى داخل دوامة لن تنتهي قريبا». من ناحيته أكد الجعفري مجددا أمس تمسكه بترشيحه، وقال في مؤتمر صحافي ردا على سؤال حول ما اذا كان سيتنازل عن ترشيحه «انا لم اعتبر الحكم غنيمة حتى أتنازل عنه، بالنسبة لي الموقع ليس شراء إنما هو بيع، أنا أبيع حياتي من اجل شعبي، أنا لم آت الى الحكم والموقع حتى أستخدم شعبي والموقع لصالحي الشخصي بل أريد من خلال هذا الموقع أن اخدم شعبي وبلدي»، حسبما نقلت عنه الوكالة الفرنسية.

وأضاف «انا جئت بآليات ديمقراطية ويتغير موقفي وفق الآليات الديمقراطية ذاتها من دون تبدل، انا لم آت برغبة احد فإذا تحول الراغب الى مستاء فيتغير موقفي». وتابع الجعفري «انا شخصيا لو ادرك ان ثمة مفارقة دستورية في الاختيار فإنني لن أرضى لنفسي (بهذا المنصب) حتى لو قبلني الآخرون».

وحول موقف الائتلاف من ترشيحه، قال الجعفري «أتوسم بالائتلاف ان يكون وفيا للعراقيين والأصوات مع احترامي للاختلاف في وجهات النظر». واضاف «يجب ان نحترم ما تفضي اليه العملية الانتخابية والديمقراطية».

وبخصوص دعوات البعض له بالتنحي عن هذا الترشيح، قال الجعفري «لا يهمني كثيرا عندما أجد بعض الإخوة يصرحون هنا وهناك. هذه قناعاتهم الشخصية. ولكني آسف لأنني لم استجب لقناعتهم»، مشيرا الى انه «عندما تكون قناعاتهم منصبة على اساس دستوري صحيح فإنني سأستجيب وأكون قويا عندما استجيب».

على صعيد ذي صلة جدد الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس اقليم كردستان من اربيل (350 كلم شمال بغداد) دعوته لقادة العراق للاجتماع في كردستان لمعالجة ازمة تشكيل الحكومة العراقية القادمة.

وقال بارزاني لدى حضوره مهرجانا خاصا بالشيخ محمود الحفيد (احد الزعماء الأكراد التاريخيين): «عندما ارى كل يوم استشهاد مجموعة من الأبرياء يتقطر قلبي دما. ونحن في كردستان لا نعالج مشاكلنا فقط، وانما نحن منشغلون بان يؤدي الأكراد دورا رئيسيا في العراق»، كما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف «سبق ان وجهت دعوة لقادة العراق للتوجه الى اقليم كردستان، واليوم مرة أخرى أجدد هذه الدعوة لهم للمجيء الى كردستان لإجراء مشاوراتهم، لأنه سيكون لهم هنا مجال أوسع لمعالجة مشاكلهم».

وأوضح بارزاني «لا نستطيع القول انه لا علاقة لنا بالوضع العراقي (...)، فكل ما يحصل في بغداد يؤثر إيجابا وسلبا على الوضع في إقليم كردستان العراق، لهذا نحن نهتم بهذا الموضوع مثل اهتمامنا بمعالجة مشاكلنا في الإقليم». وقال «من الممكن ان أسافر مرة اخرى الى بغداد لنساعد إخوتنا وأصدقاءنا في معالجة المشاكل العراقية بحسب إمكانياتنا وطاقاتنا».

وأشار بارزاني ايضا الى وجود محاولات من قبل البعض لأجراء تعديلات على الدستور العراقي، وقال «أريد ان اطمئنكم اننا لن نرضى بأي تعديل يتعلق بحقوقنا».

ومن جانب آخر، ابدى بارزاني استعداده ايضا لنقل تجربة الحكم الموجودة في اقليم كردستان الى باقي انحاء العراق، وقال «نحن مستعدون ان نضع تجربتنا في أيدي العراقيين للاستفادة منها في المناطق العراقية الأخرى».

الى ذلك اعلن متحدث باسم البرلمان العراقي امس ان البرلمان سيعقد جلسته المقبلة في موعد من المرجح أن يعلن اليوم. وقال في تصريح للصحافيين ان من المتوقع أن يحدد الرئيس المؤقت للبرلمان، عدنان الباجه جي، اليوم موعد الجلسة المقبلة للبرلمان، حسبما اوردت وكالة «رويترز».

ولم يعط المتحدث تفاصيل بشأن جدول أعمال الجلسة المقبلة، ولكن هذا الإعلان يمكن أن يؤشر على نشاط في الجهود المكثفة لكسر الجمود بخصوص تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة بعد أربعة أشهر من الانتخابات.