صفية السهيل لـ«الشرق الأوسط»: السياسيون تحولوا إلى مصيبة تضاف إلى المصائب

نائبة عراقية: أشعر بالخجل لأني أمثل العراقيين ولا أستطيع مساعدتهم

TT

طالبت صفية السهيل عضو مجلس النواب العراقي، بضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطني بدلا «من تعريض الشعب العراقي للقتل اليومي ولمزيد من الازمات الحياتية». واشارت الى ان السياسيين تحولوا الى «مصيبة» تضاف الى المصائب اليومية، واعربت عن اسفها لكون الائتلاف العراقي الموحد «فشل وبعد اربعة اشهر من الانتخابات في ايجاد المرشح المناسب لرئاسة الحكومة الجديدة».

وقالت السهيل في حديث لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من بغداد أمس، ان «العراق يمضي نحو الهاوية بينما السياسيون لم يقدموا أي حل لانقاذ البلد ولا احد منا على قدر تحمل المسؤولية لمساعدة الشعب في معاناته، سواء كانت هذه المعاناة عندما كان العراقيون تحت حكم نظام صدام الديكتاتوري، او بعد تحريرهم من هذا النظام».

واضافت ابنة طالب السهيل شيخ مشايخ بني تميم، الذي اغتالته اجهزة مخابرات صدام عام 1994، قائلة «لقد تحولت القوى السياسية العراقية الى مصيبة وهم تضاف الى هموم ومصائب العراقيين وبدلا من ان تعمل هذه القوى على مساعدة الشعب تحولت الى مشكلة مستعصية من الصعب حلها». واضافت «هناك فجوة كبيرة بين الشعب والقوى السياسية، وهناك خيبة أمل لدى العراقيين من سياسييه»، مشيرة الى ان «العراقيين لا يهمهم اليوم من سيكون رئيس الحكومة او من هم الوزراء، ما يهمهم هو ايجاد الحلول لمشاكلهم الامنية والخدماتية والاقتصادية».

وقالت «العراقيون يرددون يوميا، لقد قدمنا الكثير وصمدنا أمام نظام صدام، ثم وجدنا ان حياتنا تزداد سوءا يوما بعد يوم». واشارت السهيل الى «اننا كنا وعدنا شعبنا بالكثير وبالحلول الديمقراطية لمشاكله، لكنه وجد نفسه امام وضع اسوأ».

واعترفت عضو مجلس النواب قائلة «كلنا مسؤولون عما يعيشه العراق والعراقيون من ازمات ومشاكل، والمسؤولية الاولى يتحملها بول بريمر (الحاكم المدني الاميركي السابق)، عندما هدم كل شيء وترك البلد امام جحافل الارهابيين من غير ان يقدم أي حل، وها نحن نحصد نتائج سياسته الخاطئة، كما تتحمل الادارتان الاميركية والبريطانية والقوى السياسية العراقية».

وحول الوضع المتأزم الراهن قالت السهيل، «الجميع لا يعرف أين الحل ومتى تحل مشكلة تشكيل الحكومة، القرار بيد الائتلاف، والائتلاف لا يعرف ما يريد، يتحدثون في اجتماعاتهم شيئا، ثم يطبقون اشياء اخرى على حساب الشعب العراقي. لهذا نقول يجب تشكيل حكومة انقاذ وطني تتحمل مسؤوليتها لحل الازمات المتفاقمة في البلد. الآن يتحدثون عن وحدة الائتلاف، باعتبار هذه الوحدة خطا احمر يجب عدم تجاوزه، وهناك جهات داخل الائتلاف لا يهمها هذا الموضوع، كما لا يهمها ان يتهدم هذا الائتلاف».

واشارت النائبة العراقية الى ان «الائتلاف الان في نفق لا يدري كيف يخرج منه»، موضحة اننا كان وما يزال موقفنا واضحا من مسألة ترشيح الجعفري او غيره، فطالما نتفق على مشروع سياسي يضمن العراق للعراقيين فهذا يكفي، ثم اننا لا ننكر ان لحزب الدعوة الذي يقوده الجعفري تاريخا نضاليا حافلا ضد نظام صدام، وليست لدينا اية اعتراضات على شخوص، سواء كان الجعفري او عادل عبد المهدي او نديم الجابري، كل هذه الاسماء تمثل رموزا وطنية، اعتراضاتنا تنصب على الاداء وبرنامج العمل.

وتحدثت السهيل عن تأخير انعقاد جلسة البرلمان، قائلة «المشكلة ان القوى السياسية تريد قرارات توافقية قبل عقد جلسة البرلمان، ويجب ان يرتبوا كل شيء قبل الذهاب الى البرلمان، وانا اجد انه من المخجل ان يبقى البرلمان غير فاعل، وليست له اية كلمة في حل المشاكل السياسية والحياتية، لقد صرت اشعر بالخجل لأني ممثلة للشعب العراقي ولا استطيع مساعدته في حل مشاكله اليومية.. عيب.. والله عيب»، مشيرة الى ان «علينا ان نخرج من الغرف المغلقة وندع الناس تعرف كل ما يدور من نقاشات، كون اجتماعات الغرف المغلقة لم توصلنا الى اية حلول».