الجنرال كيميت: العراق يشهد عنفا طائفيا وليس حربا أهلية

قال إن قيادات «القاعدة» تحت الإقامة الجبرية في إيران

TT

نفى نائب رئيس قطاع التخطيط والاستراتيجية في القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال مارك كيميت، أن العراق يعاني حالياً من حرب أهلية، وقال إن الحرب الأهلية تبدأ حينما ينقسم الجيش والحكومة على أسس عرقية أو طائفية، كما حدث في لبنان أو يوغوسلافيا وهذا لم يحدث في العراق «كل ما هناك هو عنف طائفي، أما القوات العراقية فقد أظهرت تماسكها خلال الأزمة الحالية». ولم يستبعد كيميت وجود أقلية صغيرة من الشيعة في الجنوب من الموالين لطهران في مقابل بغداد، ولكنه لا يرى أي دلائل على الأرض تشير إلى أن ولاء الشيعة في العراق عموماً هو في اتجاه طهران. وقال كيميت خلال لقاء مع «الشرق الأوسط» في العاصمة البريطانية الاثنين «إن تقديراتنا تشير إلى أن ولاء الأغلبية العظمى من الشيعة العراقيين هي للعراق، مثلهم في ذلك مثل أقرانهم السنة أو الأكراد». وقال كيميت عن وضع القوات الإيطالية في الجنوب، عشية فوز حزب يسار الوسط الإيطالي الذي وعد بسحبها من العراق في حال فوزه في الانتخابات، إنه يقدر المشاركة الإيطالية في قوات التحالف في العراق تقديراً كبيراً حتى الآن، وأضاف «إننا نفهم أن الحكومة الإيطالية سوف تتخذ بعض القرارات، ولكن بغض النظر عن ماذا تسفر هذه القرارات، فإننا نقدر الدور الذي لعبته هذه القوات في التحالف حتى الآن. ونحن واثقون من أن الإيطاليين يتفهمون قيمة الدور الذي قاموا به. وإن كان لهم أن يغيروا من الطريقة التي يقدموا بها مشاركتهم في المستقبل، كأن يتحول من مشاركة عسكرية إلى مساهمة في مساعدة السلطات المدنية، فإننا سوف نثمن ذلك لهم أيضاً». وقال الجنرال كيميت أن ثمة انخفاضا في تدفق المقاتلين عبر الحدود السورية إلى العراق، ولكنه حذر من أن يكون ذلك كافياً «نحن لا نأمل بتخفيض أعداد المقاتلين، ولكننا نريد إيقافهم تماما. السوريون قادرون على فعل المزيد، ويجب أن يقوموا بالمزيد لوقف عبور المقاتلين إلى العراق». وأضاف أنه لا يستطيع شرح الظروف التي بات فيها المطلوب الأول في العراق، أبو مصعب الزرقاوي، أو سبب انخفاض كثافة العمليات المنسوبة إلى تنظيمه، ولكنه قال إنه لا يعتقد أنه قد قتل ولا يظن أن انخفاض التمويل قد يؤثر على عملياته خاصة أنه «لا يحتاج إلى كثير من المال لتنفيذ العمليات التي يقوم بها». ولكن كيميت أكد أنه بالرغم من الدمار الذي حققه الزرقاوي في العراق، إلا أنه لا يرى أن جماعته قوية عسكرياً أو قادرة على إحداث ضرر عبر عمليات عسكرية فاعلة ضد قوات التحالف.

واعترف كيميت بأن أخطاء قد وقعت في العراق، وقال إن أكبرها ربما يكون في عدم إنشاء قوة عراقية كبيرة موالية لسلطة مركزية منذ البداية، ولكنه نفى أن يكون تفكيك الجيش العراقي القديم من هذه الأخطاء.

ولم يستبعد كيميت زيادة أعداد الجيش الأميركي الموجود في العراق في حال اشتعال حرب أهلية، وقال: «سوف نبقي عدداً من القوات كافية لإنجاز المهمة التي أوكلت لنا، وإذا طلبنا قوات إضافية ، فإننا سوف نحصل عليها». وأضاف أن عدم اطمئنان العراقيين على مستقبلهم يجعل من مهمة ملاحقة المتمردين عبر البلاغات التي تصل إلى قوات الأمن العراقية أصعب. وقال: «إن 25 مليون عراقي يريدون أن يكون العراق آمناً ومستقراً في مقابل نسبة تقل عن واحد في المائة منهم يودون غير ذلك، كأن تعود الهيمنة السنية المطلقة على مجريات الأمور في العراق، وهذا أمر لن يسمح له بالحدوث». وقال كيميت عن إيران إن الأفضلية حالياً هي للحلول الدبلوماسية. ولم ينكر أن أي عمل عسكري ضد إيران ستكون له أصداء واسعة في المنطقة ويعقد عمل قوات التحالف في العراق، ولكنه حذر في ذات الوقت من أن يستنتج أي أحد من ذلك أن قوات التحالف عاجزة عن إنجاز أي مهمة توكل لها، قائلاً «إن ذلك سوف يكون خطأً فادحاً لأننا قادرون على تنفيذ أي مهمة توكل لنا». وفي هذا السياق قال كيميت «إن لدينا معلومات عن وجود بعض من القيادات أو من المنتمين للقاعدة حالياً في إيران، وإنهم تحت نوع من الإقامة الجبرية، ولكننا لا نرى أي دليل على وجود كثيف للتنظيم هناك. وإننا مهتمون أكثر بعدم توفر ملاذات آمنة للقاعدة في مناطق الفوضى أو عدم الاستقرار مثل القرن الإفريقي حيث نعمل جاهدين لكي لا يكون هناك أي ترحيب بهم». وقال كيميت إن القيادة المركزية للجيش الأميركي التي تشرف على العمليات في 27 دولة مختلفة في المنطقة سوف تسحب الغالبية العظمى من قواتها من المنطقة عقب إيجاد الاستقرار في أفغانستان والعراق. نحن لسنا بحاجة لإبقاء ربع مليون جندي في المنطقة، لكننا سوف نبقي قوة كافية لمجابهة «الحرب الطويلة» في المنطقة على المدى البعيد»، وأضاف أن الإنجازات في كل من العراق وأفغانستان مشجعة، ولكن الاهتمام الأكبر لقوات بلاده يكمن في ملاحقة وهزيمة تنظيم القاعدة والتنظيمات التابعة والمتعاونة معه عبر العالم. وقال إن الوسيلة الأفضل في هذا الاتجاه تكمن في إيجاد شبكة لمجابهة شبكة، وأن الحرب الطويلة سوف تتحول من حرف جغرافية إلى حرب إلكترونية عبر الإنترنت التي تجيد «القاعدة» توظيفها للتمويل والـ«بروباغاندا» أو الوصول إلى المتعاطفين معها وذلك باستحداث شبكة من وكالات الاستخبارات والقوى الأمنية ووزارات الخارجية لتكوين شبكة مضادة.

كما أشار إلى ضرورة مساعدة الحكومات في المنطقة لمساعدة نفسها عن طريق توفير الدعم الاستخباري والمادي لمجابهة المخاطر المحلية التي تواجهها هذه الحكومات من «القاعدة» التي تود كهدف أولي طرد الغرب من المنطقة ثم الانقضاض على هذه الأنظمة والحكومات بعد ذلك.