طرفا حادث خلوات الكفير يعطيان روايتين متناقضتين

الجيش اللبناني يوقف 22 شخصاً ومشيخة العقل تحذر من الانفجار

TT

اعلن وزير الداخلية اللبناني بالوكالة احمد فتفت اعتقال «عدد كبير» من المتورطين في حادث منطقة حاصبيا بجنوب لبنان اول من امس. وكان اشكال قد وقع في بلدة خلوات الكفير بين مرافقي الوزير اللبناني السابق وئام وهاب وعدد من ابناء البلدة من انصار النائب وائل ابو فاعور، عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط. وأدى الاشكال الذي استخدمت خلاله الحجارة والاسلحة النارية الى سقوط عدد من الجرحى. وقد تبادل الطرفان الاتهامات بافتعال الحادث.

واستمع امس مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد الى افادة الوزير السابق وئام وهاب حول ظروف الاشكال الأمني بين مرافقيه وعناصر من الحزب التقدمي الاشتراكي. وعلم ان وهاب افاد بأنه تعرض لمكمن مسلح بصورة متعمدة ومخطط لها سلفاً من قبل مناصري الحزب التقدمي مدفوعين من رئيسه النائب وليد جنبلاط، وانه (وهاب) كان يحضر بشكل عادي وغير استفزازي لاداء واجب التعزية، نافياً ان يكون مرافقوه بادروا الى اطلاق النار.

وافادت مصادر القضاء العسكري ان الجيش اللبناني احتجز على خلفية هذا الاشكال 22 شخصاً من الجانبين وانهم يخضعون للتحقيق لتحديد مطلقي النار. ولم تسجل دوائر النيابات العامة أمس اي شكوى من وهاب او ابو فاعور ضد بعضهما البعض، كما تواعدا عقب الحادث.

وكان النائب اللبناني السابق فيصل الداود ذكر انه دعا وهاب ونائب رئيس المجلس النيابي السابق ايلي الفرزلي الى مأتم لاحد اقاربه، الا ان اقارب النائب ابو فاعور رفضوا دعوة وهاب الذي قال انه كان ذاهباً برفقة الفرزلي عندما اعترضهما حاجز على الطريق، ما دفع الفرزلي للعدول عن الذهاب. الا ان وهاب اكمل طريقه الى البلدة حيث كان بانتظاره حشد من الشبان الذين هاجموا موكبه ما اضطر مرافقيه للدفاع عنه.

اما النائب ابو فاعور فذكر، في مؤتمر صحافي، ان وهاب هو الذي افتعل الحادث بعدما رفض الاهالي حضوره، وان مرافقيه اطلقوا النار في الهواء ثم وجهوا اسلحتهم نحو الاهالي.

وفي اطار ردود الفعل على الحادث، حذرت مشيخة عقل الموحدين الدروز، في بيان اصدرته امس، من «ان الحادث الذي حصل في خلوات الكفير مؤشر ينذر بانفجار خطير اذا لم تتدخل القوى الأمنية وتفرض الأمن والنظام وتحمي المواطنين من بعضهم البعض». ونبهت «رئاسة الحكومة ووزارة الداخلية الى خطورة وضع القوى الأمنية في تصرف الزعامات السياسية ومحازبيهم في مناطق وجودهم وبالتالي تصبح مثل هذه المناطق جزرا أمنية مستباحة لنفوذ الزعامات المحلية وميليشياتها المستقوية بقوى الأمن لتصفية حساباتها مع الأخصام السياسيين».

من جهته، كرر رئيس «الحزب الديمقراطي اللبناني» النائب السابق طلال ارسلان، خلال مؤتمر صحافي عقده ليل اول من امس عقب زيارته بلدة خلوات الكفير، استنكاره لما حدث في البلدة. وقال: «جئنا الى الخلوات لسببين. الاول هو استنكار ما حدث وادى الى اصابة الشيخ ابو غالب كمال ابراهيم، لنؤكد ان كرامتنا من كرامة هذا الشيخ ومن كرامة هذه العائلة التي تربطنا بها علاقة منذ زمن بعيد. وثانياً اتصل بي الرئيس فؤاد السنيورة وطلب مني التدخل الفوري لتهدئة الاوضاع، فطلبت منه تحرك الدولة والجيش بالتحديد. ومشكورة قيادة الجيش ومديرية المخابرات مع القوى الأمنية الاخرى التي تدخلت فوراً واوقفت المطلوبين.