باكستان: انفجار حديقة كراتشي في ذكرى الاحتفال بالمولد النبوي يقتل 45 شخصا

الرئيس مشرف يسعى للحصول على تأييد علماء الدين لمكافحة المتطرفين

TT

قال مسؤولو مستشفيات، ان انفجار قنبلة في حديقة عامة بمدينة كراتشي الباكستانية، أمس، أودى بحياة 45 شخصا على الاقل وجرح عشرات آخرين.

وقال وزير الداخلية، افتاب احمد خان شيرباو لـ«وريترز»، ان 40 شخصا على الاقل قتلوا في الانفجار الذي حدث وسط حشد من المحتفلين بالمولد النبوي. وقال شيرباو: «عدد القتلى حتى الآن 40، ولكننا لا نعرف بالضبط عدد الجرحى».

وأفادت مصادر صحافية أن الانفجار وقع في الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي امس، فيما كان المئات يؤدون الصلاة خلال احتفال بذكرى الميلاد النبوي في حديقة نشتار بمدينة كراتشي الساحلية.

ومزق الانفجار المسرح الذي أعدته جماعة إسلامية سنية للاحتفال بذكرى ميلاد النبي الكريم محمد، فيما تناثرت الأشلاء والجثث في الحديقة، حيث تم نقلها، إضافة إلى المصابين، إلى مستشفيات المدينة.

وبعد لحظات من وقوع الانفجار، التحم عدد من المصلين مع رجال الشرطة، من دون أن ترد تفاصيل أخرى.

وكانت المدينة نفسها قد شهدت قبل يومين مصرع 26 شخصا، أغلبهم من النساء والأطفال، أثناء تدافع في أحد المواقع الدينية. وقالت الشرطة الباكستانية إن التدافع حدث نتيجة وقوع طفلة أثناء خروج الحشود من الموقع الديني.

كذلك شهدت مدينة كراتشي الساحلية في مطلع شهر مارس (آذار) الماضي، وقوع انفجارين متزامنين، أسفرا عن مصرع أربعة أشخاص على الأقل، بينهم أميركي، وجرح أكثر من 47 آخرين، وفق ما قاله مسؤولون باكستانيون ومصادر الشرطة. ووقع الانفجاران في موقف للسيارات وراء فندق «ماريوت» المحاذي للقنصلية الأميركية في كراتشي.

وقال وزير الإعلام الباكستاني، شيخ رشيد أحمد لشبكة «سي ان ان»: «كان هناك انفجار، وبعد خمس إلى 10 دقائق دوى انفجار ثانٍ». وقالت الشرطة الباكستانية إن «أحد الانفجارين كان نتيجة سيارة مفخخة، فيما فتح تحقيق لمعرفة من الجهة التي تقف وراء هذا العمل الإجرامي».

إلى ذلك، سعى الرئيس الباكستاني، الجنرال برويز مشرف، أمس، للحصول على تأييد علماء الدين لمكافحة الاسلاميين المتطرفين في بلاده.

وذكر مشرف في احتفال بالعاصمة الباكستانية، إسلام آباد، امس، للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف أنه يتعين على علماء الدين «توضيح القيم الحقيقية والجوهر الحقيقي للاسلام الذي يدعو للسلام والتسامح والتوافق».

وقال مشرف إن خطري الارهاب والتشدد يضران بالتقدم والتنمية. وأكد مجددا عزم حكومته مكافحة «الارهاب باستخدام القوة»، والتشدد «من خلال استراتيجية شاملة». وأعلن مشرف أن «المنظمات الطائفية التي تعمل على نشر الكراهية لن يتم السماح لها بمزاولة نشاطها».

وأضاف أن «الاسلام الذي يدعو إلى التسامح والسلام والتوافق ينظر إليه في الغرب على أنه دين تشدد وعدم تسامح».

يذكر أن باكستان، وهي حليف أساسي للولايات المتحدة في «الحرب التي تشنها ضد الارهاب»، اعتقلت أكثر من 700 شخص يشتبه في اتصالهم بشبكة تنظيم «القاعدة» منذ ديسمبر (كانون الأول) 2001.

وأمر مشرف بإجراء سلسلة من العمليات العسكرية في منطقتي الصراع القبلي، شمال وزيرستان وجنوب وزيرستان، اللتين تقعان على الحدود مع أفغانستان لتعقب المتشددين الأجانب وأتباعهم المحليين من أنصار حركة طالبان المتشددة.

يذكر أيضا أن مشرف كان قد نجا من محاولتي اغتيال وقعتا في بلدة روا البيندي الحصينة في ديسمبر عام 2003.

..وذكر التلفزيون انه تم نقل 19 جثة الى مستشفى جيناه وسبعة الى مستشفى العباسي واربعة الى المستشفى المدني. وصرح الضابط في الشرطة منصور موغال بأن القنبلة زرعت تحت منصة وانفجرت بينما كان يؤذن لصلاة المغرب.

وشوهدت سيارات الاسعاف تنقل الجرحى الى المستشفى، حسب الشهود الذي اضافوا ان الاشلاء تناثرت في المنطقة.

وذكر الشهود ان الانفجار تسبب في موجة من الهلع بين آلاف الناس الذي تجمعوا في متنزه نيشتار بارك للاحتفال بالمناسبة.

وكانت الشرطة الباكستانية قد اعلنت الأحد الماضي مقتل 26 شخصا، تشير الدلائل إلى أنّ أغلبهم نسوة وأطفال، في تدافع بأحد المواقع الدينية بمدينة كراتشي جنوب باكستان. ونسبت وكالة أسوشييتد برس لمسؤول في الشرطة قوله إنّ التقارير المتوفرة لا تشير إلى سبب محدّد للتدافع. من جهتها، نسبت رويترز لشهود قولهم إنّ التدافع أدّى إلى مصرع 19 امرأة وطفلا. وأضافت أنّ مراسلها أحصى 14 جثة لامرأة وخمس جثث لأطفال، في مستشفى لياقات الوطني بالمدينة. ونسبت للمسؤول في الشرطة، زاهد حسين، قوله إنّ «طفلة وقعت على الأرض عندما كانت تهمّ بالخروج من المسجد مما سبّب التدافع». وقال شهود عيان «الآلاف من النساء والأطفال كانوا يشاركون في التجمع الديني عندما وقعت طفلة على السلم خلال خروجها من المبنى».

وأضافوا «حينئذ هرعت إليها عدد من السيدات لانقاذها، فحدث تدافع وبدأ آلاف الحاضرين في الركض خارج المبنى وسقط عدد كبير من النساء والأطفال على الأرض ودهسوا». كما لقي الكثيرون حتفهم مختنقين.