الإيطاليون يطوون صفحة رئيس وزرائهم صاحب أطول ولاية منذ 60 عاما

اليسار يعيد برودي إلى الحكم واليمين يعتزم الاحتكام إلى القضاء

TT

اعلنت شبكة التلفزيون الايطالية «كاي تي جي 24»صباح امس، قلاً عن وزارة الداخلية،ان ائتلاف اليسار بزعامة رومانو برودي قد نجح في الفوز باغلبية مقاعد مجلسي النواب والشيوخ، في انتخابات الاحد والاثنين الماضيين، مما سيتيح له تشكيل الحكومة الجديدة. وبذلك تطوى صفحة الولاية الثانية لسلفيو برلسكوني، الذي شغل منصب رئيس وزراء ايطاليا لفترة (5 سنوات)، وهي اطول فترة لأي زعيم سابق منذ الحرب العالمية الثانية. ومع ان برلسكوني لزم الصمت حتى ظهر امس، فقد صدرت عن معسكره تصريحات تؤكد رغبة اليمين في الاحتكام الى القضاء، لانه يعتقد ان تلاعباً تم في فرز الاصوات. وقال برودي، لدى وصوله صباحا الى مقره العام وسط روما، «يمكننا ان نبقى في السلطة خلال السنوات الخمس المقبلة. ان القانون يجيز لي ذلك، لكن علينا اعتماد العمل الجدي». وقد اعلن فجر امس فوزه في الانتخابات الايطالية، واكد مجلس النواب هذا الفوز، الا ان نتائج مجلس الشيوخ لا تزال غير مؤكدة. قال برودي «المنافسة كانت حامية، لكن في النهاية كان الفوز من نصيبنا والان حان الوقت لان نطوي هذه الصفحة». ووعد بتوحيد ايطاليا بعد حملة انتخابية لاذعة احدثت انقساما.

ومن جهته، اعرب جيانفرانكو فيني، نائب رئيس الوزراء في حكومة برلسكوني ومسؤول التحالف الوطني اليميني عن تأييده لاعادة الانتخابات باسرع وقت، في حال عدم فوز اي من الطرفين. ولكنه قال حينها، ان ذلك لن يكون ممكنا «الا في حال موافقة رئيس الدولة». وقال الائتلاف اليمني انه يريد التحقيق في تقارير عن ابطال حوالي نصف مليون صوت. وقال وزير العمل روبرتو ماروني، وهو من حزب رابطة الشمال، ان الانتخابات الايطالية تشبه انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2000، التي انتهت بمعركة حامية لاعادة فرز الاصوات في ولاية فلوريدا. ومن شأن مراجعة للاصوات التي جرى ابطالها، وهو ما يطالب به ائتلاف يمين الوسط بزعامة برلسكوني، أن يفتح الباب امام طعن قانوني في نتيجة الانتخابات.

وبحسب معطيات الشبكة الاخبارية الاولى، فان الائتلاف اليساري حصل على اربعة من مقاعد مجلس الشيوخ الستة المخصصة للايطاليين في الخارج، ليحقق بذلك اغلبية مقاعد مجلس الشيوخ (158 من اصل 315). واوضح فرانكو دانييلي المسؤول عن ايطاليي الخارج في اتحاد برودي، ان الاتحاد حصل في الواقع على 159 مقعدا في مجلس الشيوخ.

أما في مجلس النواب، فقد فاز اليسار على الائتلاف اليميني بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته برلسكوني. وحصل اليساريون على الاغلبية المطلقة بفوزهم بـ340 مقعدا من اصل 630 بعد تقدمهم على خصومهم اليمنيين فقط بـ25224 صوتا. ومعروف ان مجلس النواب اشد اهمية وفعالية في النظام الايطالي السياسي من مجلس الشيوخ. وحسبما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية قال بييرو فاسينو الامين العام لحزب اليسار الديمقراطي، ويعتبرالحزب المعارض الرئيسي، «اننا مرتاحون لنتائج الاقتراع، لكننا نشعر بقلق للوضع الدقيق والصعب الذي نواجهه الان، واننا ندرك اهمية مسؤولياتنا». غير ان تصريحه هذا جاء قبل الاعلان عن نتائج المقاعد المخصصة للمغتربين، التي حسمت مجلس الشيوخ لصالح برودي وائتلافه. وهو اوضح في وقت سابق متهما برلسكوني بالتلاعب بالقوانين لكسب المزيد من الاصوات، «مع انهم اعدوا قانونا انتخابيا لتقسيم البلاد ومنعنا من الفوز، فان الناخبين عبر تصويت واضح قلبوا صفحة برلسكوني».

وكان زعيم ائتلاف يسار الوسط قد استبق النتائج النهائية واعلن فوزه في هذه الانتخابات، الامر الذي نفاه معسكر برلسكوني. وقال في الساعة الواحدة (توقيت غرينيتش) وسط هتافات مناصريه في روما، «لقد انتصرنا، سيكون لنا 340 نائبا وسنحكم البلاد للسنوات الخمس المقبلة». وتابع «سنطوي الصفحة، وعلينا ان نعمل لتوحيد البلاد وتطبيق برنامجنا».