موسكو: خطتنا لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني قابلة للتفاوض

ترقب في الصين وروسيا لنتائج زيارة البرادعي لطهران

TT

قالت مصادر دبلوماسية في الرياض ان المملكة العربية السعودية اعربت عن مخاوفها من آثار مدمرة لضربة اميركية عسكرية لايران على المنطقة، وطلبت من روسيا منع اي محاولة من واشنطن للحصول على غطاء دولي لمثل هذا الهجوم. ويأتي ذلك بينما دعت الخارجية الروسية ايران الى اعادة التفكير في عرض موسكو النووي الى طهران والهادف الى حل الازمة النووية، موضحة ان الاقتراح الروسي الذي ينص على تخصيب اليورانيوم الايراني من موسكو كوسيلة للحد من مخاوف المجتمع الدولي من النشاطات النووية لايران «قابل للتفاوض»، وهذه هي المرة الاولى التي تقول فيها موسكو ان عرضها قابل للتفاوض، غير انها لم تدل بتفاصيل حول النقاط التي يمكن التفاوض عليها. وقال دبلوماسي روسي في الرياض طلب عدم كشف هويته امس لوكالة الصحافة الفرنسية ان رئيس مجلس الامن الوطني السعودي الامير بندر بن سلطان «حث روسيا على العمل على منع تبني مجلس الامن الدولي قرارا يمكن ان تستخدمه الولايات المتحدة لتبرير هجوم عسكري يهدف الى تدمير المنشآت النووية الايرانية». وأشار المصدر الى ان ذلك تم اثناء زيارة قام بها مؤخرا الامير بندر لروسيا. وكان الامير بندر الذي شغل لسنوات طويلة منصب سفير السعودية في واشنطن، التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو في الرابع من ابريل (نيسان) الحالي. ولم يقدم المسؤولون السعوديون اي تفاصيل عن المقابلة غير ان وزير الخارجية الروسي اشار الى انه جرى بحث البرنامج النووي الايراني المثير للجدل. بيد انه لم يوضح ماذا كان رد روسيا على الطلب السعودي.

وقال دبلوماسي خليجي في الرياض ان السعودية ودولا خليجية اخرى لديها قلق حيال احتمالات قيام الولايات المتحدة بعمل عسكري ضد ايران في الوقت الذي يبدو فيه العراق على شفا حرب اهلية. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف هويته لوكالة الصحافة الفرنسية «تخشى الدول الخليجية من انعكاسات قيام حرب بين ايران والولايات المتحدة على المنطقة التي شهدت منذ عام 1980 ثلاث حروب اضرت بدول الخليج العربية» الغنية بالنفط والغاز. وكان وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي دعوا في ختام اجتماع لهم في الرياض في بداية مارس (اذار) الماضي الى ايجاد حل «سلمي» للازمة حول الملف النووي الايراني. وقال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الاسبوع الماضي ان بلاده تصدق تأكيدات ايران بأن برنامجها النووي ليس له جانب عسكري خفي. واوضح «لا نرى خطرا من حصول ايران على المعرفة بعلم الطاقة النووية اذا لم يؤد هذا الى الانتشار»، مضيفا «اننا نعتقد بالتأكيد ان الانتشار تهديد». وزار الامير بندر ايضا الصين العضو الدائم في مجلس الامن وهي الزيارة التي اعتبر دبلوماسيون في الرياض انها ايضا على علاقة بالتوتر القائم بين ايران والدول الغربية بشأن الملف النووي الايراني. ويزور الرئيس الصيني هو جينتاو السعودية من 22 الى 24 ابريل (نيسان) في اعقاب الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الى الصين في يناير (كانون الثاني) الماضي. وفي موسكو، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في تصريحات اوردتها وكالات الانباء الروسية امس ان اقتراح روسيا بتخصيب اليورانيوم الايراني على اراضيها ما زال قابلا للتفاوض. وقال لافروف الذي اوردت تصريحاته وكالة «ريا نوفوستي» للانباء ان الخطة الروسية «لا تزال مطروحة على طاولة المفاوضات وتشكل عنصرا مهما في البحث عن حل» للازمة النووية الايرانية. ونقلت عنه وكالة انترفاكس قوله «مبادرتنا تهدف الى ان تكون ضمن مجموعة اجراءات يمكن ان تحلحل المشكلة النووية الايرانية بالسبل السياسية». وتقترح موسكو منذ اشهر على طهران اجراء عمليات تخصيب اليورانيوم على الاراضي الروسية لطمأنة الغربيين الذين يشتبهون في ان ايران تطور شقا عسكريا تحت ستار برنامجها النووي المدني. وكان هذا الاقتراح المدعوم من الاميركيين والاوروبيين موضع جولات مفاوضات عدة عقدت في موسكو وطهران بدون ان تسفر عن نتيجة. ويتوجه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم الى طهران لمناقشة البرنامج النووي الايراني فيما تحدثت صحف اميركية اخيرا عن امكانية توجيه ضربات عسكرية اميركية الى ايران، بهدف القضاء على منشآتها النووية التي تشك واشنطن في ان طهران تطور فيها سرا اسلحة نووية. وقد امهل مجلس الامن الدولي ايران في 29 مارس (اذار) الماضي ثلاثين يوما لتعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم، وهو ما ترفضه ايران. وفي بكين، قالت الصين انها ترحب بالزيارة التي يعتزم البرادعي اجراءها لايران. وقال ليو جيانتشاو المتحدث باسم الخارجية الصينية في مؤتمر صحافي «نرحب بالدور الفعال للبرادعي في السعي من أجل حل ملائم لقضية ايران النووية في اطار الوكالة». وأضاف «نأمل ان تلقى الجهود تعاونا من المجتمع الدولي»، ودعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس الامن ايران لوقف الانشطة المتصلة بتخصيب اليورانيوم بسبب مخاوف من أن تكون ايران راغبة في امتلاك أسلحة نووية.