إيران ثامن دولة في العالم تخصب اليورانيوم لهذا المستوى

بعد أميركا وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين وباكستان والهند

TT

إعلان إيران أنها نجحت في تخصيب اليورانيوم الى المستوى الضروري لإنتاج الوقود النووي، وبالتالي صارت علناً الدولة النووية الثامنة في العالم، يسلط الضوء على الدول التي سبقتها إلى عضوية «النادي النووي». حتى الآن هناك سبع دول أعلنت عملياً امتلاكها التقنية النووية عن طريق إجراء تجارب معلنة؛ وهي الولايات المتحدة، روسيا، بريطانيا، فرنسا، الصين، الهند، باكستان. أما إسرائيل التي يوجد ثمة إجماع على امتلاكها وتخزينها أسلحة نووية وحيازتها التقنية النووية منذ فترة طويلة فتعد دولة نووية هي الأخرى. كذلك تمتلك كوريا الشمالية التكنولوجيا النووية بحسب تقارير عديدة، بالرغم من عدم وجود مفتشين دوليين قادرين على الوصول الى منشآتها النووية. ومن أصل الدول التي تمتلك التقنية النووية، هناك خمس دول تمتلك اسلحة نووية، وفق التعريف الذي تعتمده «معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية». وهذه الدول الموقعة المعاهدة هي القوى الكبرى الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، أي الولايات المتحدة وروسيا (تحديداً الاتحاد السوفياتي السابق) وبريطانيا وفرنسا والصين، وكلها باستثناء الصين كانت الدول الحليفة التي انتصرت على «دول المحور» في الحرب العالمية الثانية عام 1945. دولتان فقط من الدول غير الموقعة للمعاهدة انضمتا علناً إلى النادي النووي وهما الهند وباكستان بإجرائهما تجارب وتفجيرات. أما إسرائيل التي تتكتم على وضعها وترفض توقيع المعاهدة، فتؤكد التقارير أنها تمتلك ما لا يقل عن 100 رأس نووي. ولا بد هنا من لفت النظر إلى أن جنوب أفريقيا سعت إبان فترة الحكم العنصري إلى دخول «النادي النووي»، لكنها تخلت عن طموحها ودمرت موجودات ترسانتها لاحقاً. كما أنه يتعذر بدقة رصد المستوى الذي وصل إليه النشاط التخصيبي لكوريا الشمالية. ولا توجد أرقام دقيقة لأحجام الترسانات النووية في العالم باستثناء ما كشفته وثائق التحقق المتبادلة الأميركية الروسية حول موجودات العملاقين النوويين الكبيرين. وبالتالي، فمعظم الأرقام أدناه تقديرية، وتتعلق بالرؤوس الحربية التي تمتلكها الدول المعنية لا الرؤوس المنشورة والجاهزة للاستخدام. وتتصدر الولايات المتحدة وروسيا بفارق كبير ـ وفق الأرقام والتقديرات المتوافرة* ـ القائمة، إذ لدى الولايات المتحدة، التي أجرت أول تجربة نووية لها عام 1945 ما يقرب من 10 آلاف رأس نووي منها 5735 جاهزا للاستخدام. أما روسيا التي أجرت إبان العهد السوفياتي تجربتها الأولى عام 1949 فتملك نحو 16 ألف رأس منها 7200 جاهز للاستخدام. وعن بريطانيا فقد صارت ثالث دولة نووية عندما أجرت تجربتها تحت المسمى الرمزي «هريكاين» (الإعصار) عام 1952، والمقدر أن لديها نحو 200 رأس نووي، وتلتها على الطريق فرنسا عام 1960 ويقال إن ترسانتها تضم نحو 350 رأساً. ثم عام 1964 انضمت الصين الشعبية إلى القوى الأوروبية الأربع عندما أجرت تفجيرها الأول، ويقدر ان ترسانتها تضم اليوم نحو 400 رأس نووي. دخول الصين «النادي النووي» حفز الهند جارتها اللدود على اقتفاء أثرها وفعلاً نجحت الهند بإجراء تجربتها الناجحة الأولى عام 1974. ووفق المنطق الردعي نفسه، شعرت باكستان بضرورة تحصين نفسها بمواجهة الهند فأجرت تجربتها النووية الأولى عام 1998. ويقدر اليوم أن لدى الهند ما بين 40 و50 رأسا وعند باكستان ما بين 24 و48 رأسا. أما إسرائيل، فقد افتضح فعلياً أمر نشاطاتها النووية بالذات في مفاعل ديمونة بصحراء النقب عام 1986 عندما سلم موردخاي فعنونو، التقني العامل هناك، إثر مجيئه إلى بريطانيا صحيفة «صنداي تايمز» اللندنية وثائق عن العمل الجاري في ديمونة. ويعتقد الخبراء العالميون أن في حوزة إسرائيل ما بين 300 إلى 400 رأس نووي.

* المصدر: Natural Resources Defense Council