الأمير سلطان: لا نميز بين «حماس» وغيرها فالكل أصدقاؤنا

ولي العهد في حوار مع شبكة تلفزيون يابانية: اعتقلنا 42 من الجماعات التي أرادت التخريب في إبقيق

TT

أكد الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد السعودي أن بلاده ماضية في محاربة الإرهاب وحماية أرواح مواطنيها والمقيمين على أراضيها، مثمنا جهود رجال الأمن في التصدي للعملية الإرهابية التي حدثت أخيراً في إبقيق بشرق البلاد. ووصف الأمير سلطان العلاقة التي تربط السعودية بالولايات المتحدة الأميركية بأنها «علاقات الند للند» وكذلك العلاقات التي تربط المملكة مع اليابان بأنها «متميزة كذلك». وأكد الأمير سلطان استمرار الدعم السعودي للشعب الفلسطيني ماديا وسياسيا، وعن فوز «حماس» قال «إننا لا نميز بين حماس أو غير حماس فكلهم إخواننا وأصدقاؤنا».

جاء ذلك في مقابلة أجرتها هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية (ان اتش كي) مع الأمير سلطان، وفي ما يلي نص اللقاء:

> كان سموكم قد قام بزيارة إلى اليابان عام 1960 حيث اعتبرت بمثابة فتح قناة أولى عملت على توطيد علاقات الصداقة بين كل من اليابان والمملكة العربية السعودية وبعد مرور 46 عاماً تأتي الزيارة الثانية هذه، فكيف تقيمون العلاقات القائمة بين البلدين في الوقت الراهن؟

ـ علاقاتنا باليابان متميزة لأنها ليست مبنية على تدخلات سياسية، ولا على انطباعات مخالفة لرغبات الشعبين السعودي والياباني، إنها علاقات بناء، علاقات علم، وعلاقات تقنية، وبجانبه دعم لليابان بالبترول وفي كل الأمور التي تجعل اليابان تقف كما يجب أن يكون.

> حصل حادث إرهابي في منطقة إبقيق في شهر فبراير( شباط) العام الحالي حيث قامت مجموعة من المتطرفين بالهجوم على إحدى المنشآت النفطية في تلك المنطقة ولا يستبعد إمكانية وقوع حوادث أخرى في مناطق مماثلة، هل نستطيع القول إن حكومة المملكة العربية السعودية لديها القدرة الكافية على كبح جماح هؤلاء المتطرفين، وما هي الوسائل المعد استخدامها في المرحلة القادمة لمكافحتهم؟

ـ أولاً.. القدرة لله سبحانه وتعالى الذي يمنع كل شيء إذا أراد سبحانه، لكن نحن كخلق من خلق الله بذلنا مجهودا وسنبذل مجهودا لحماية وطننا ومواطنينا وكل من يقيم في المملكة سواء كان سعودياً أو غير سعودي ليكون في أمان. أما ما حصل في إبقيق فسيحصل الآن وبعد الآن وفي كل بلد في العالم بل انه حصل أكثر من ذلك وراحت ضحيته مئات الأرواح لكن الذي يرى ما حدث في إبقيق وكيف عولج يرى أن القضية عولجت على أعلى مستوى من العلم والمعرفة والتوفيق من الله لرجال الأمن والمسؤولين في حماية المواقع البترولية بعد حماية الله لها، لأن العملية انتهت خلال ساعتين وقبض على المعتدين ولم تتأثر إبقيق ولا مواقع البترول فيها بأي شيء ولله الحمد لا بالكثير ولا بالقليل. > علمنا أن حكومة المملكة العربية السعودية كانت قد أعدت خطة للقبض على المطلوبين من المتطرفين فهل تسير تلك الخطة بشكل فعال، وما هي الوسائل المعدة في المستقبل للتعامل مع مكافحة هؤلاء المتطرفين؟

ـ أولاً، وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى للبلاد وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وبعده رجاله، ورجال الأمن والقوات المسلحة كلها، قبض على 42 شخصاً ينتمون إلى الفئات التي أرادت أن تقوم بأعمال تخريب في إبقيق بالذات.

ثانياً، الآن لدينا عدد من السجناء الذين ارتكبوا حماقات وارتكبوا أعمالاً تخالف دينهم ووطنيتهم سواء مدفوعين من خارج المملكة أو أن لهم أفكاراً غريبة، وهذا ليس شيئا جديدا علينا، ففي العالم كله أفكار غريبة لكن الدولة اتجهت الآن لإنشاء محكمة مدنية تتألف من قضاة ومن رجال علم يحاكمون كلاً على جريمته وعندئذ تعلن الحقائق كلها في أوقاتها.

> ارتفعت أسعار النفط في الآونة الأخيرة بشكل متزايد وكونكم أكبر دول العالم المنتجة للنفط فهل ستقومون بعمل شيء للحد من هذا الارتفاع في السعر؟

ـ على كل حال.. نحن لا نؤمن بزيادة الأسعار هذه ولا نرضاها لكن الأمر ليس بيدنا، هناك عالم دولي توجد فيه شعوب وفيه مشاريع وشركات وفيه استثمارات ونحن في المملكة قد بذلنا مجهودا حتى وصلنا بإنتاجنا البترولي إلى نحو 12 مليون برميل في اليوم، كما أننا أكبر دولة في العالم تصدر هذا البترول ونراعي ألا تزيد أسعار البترول وأن تنتفع الدول الصديقة وينتفع الإنسان أياً كان، وأعتقد أن الأسعار هذه لن تستمر في هذه الزيادة غير المعقولة إنما الانخفاض إلى شيء معقول هو الأسلم للمنتج وللمستثمر.

> بالنسبة لعملية السلام في الشرق الأوسط وبعد فوز حركة حماس الفلسطينية في الانتخابات قامت العديد من دول العالم ومنها دول أوروبا والولايات المتحدة الأميركية بالإعلان عن تجميد الدعم للحكومة الفلسطينية التي ترأسها حماس وعليه نود معرفة توجهاتكم بهذا الخصوص وهل تنوون الاستمرار في دعم الحكومة الفلسطينية؟

ـ إن سياسة المملكة منذ عهد الملك عبد العزيز، رحمه الله، إلى يومنا هذا لم تختلف وهي سياسة تؤكد دعم الشعب الفلسطيني في قضيته لاستعادة وطنه وترابه ومشرديه في العالم وأن تكون فلسطين دولة قائمة بذاتها. أما ما يتعلق بحركة حماس وفوزها بالانتخابات فنحن نعتقد أن حماس أو غيرها هي من الشعب الفلسطيني كما أننا لا نميز بين حماس أو غير حماس فكلهم إخواننا وأصدقاؤنا ولم يتأثر موقف المملكة العربية السعودية بنتائج الانتخابات التي جرت، بل هذا ما تدعو اليه الدول الكبرى كلها وهو أن تكون هناك انتخابات حرة وديمقراطية، ولا بد للعالم أن يرضى بنتيجة هذه الانتخابات إذا أرادها الشعب الفلسطيني نفسه، زد على ذلك لا يجوز أن تمتنع الدول كلها عن تقديم مساعدات إلى الفلسطينيين من أجل خلافات غير جوهرية بين معتقدات مختلفة، فهناك في الشعب الفلسطيني اليتيم والفقير وكبير السن والمحتاج.

> مع توقع توقف المساعدات الأجنبية عن الحكومة الفلسطينية بقيادة حماس واعتراض الشارع الفلسطيني على هذا الموقف الذي سيتسبب في إيجاد أزمة حقيقية لهم ، نود معرفة كم سيبلغ حجم المساعدات التي ستقدمها المملكة العربية السعودية للفلسطينيين؟

ـ الدعم للشعب الفلسطيني.. ليس هو طريقا واحدا أو نوعا واحدا، أولاً، دعم عن طريق المملكة العربية السعودية مباشرةً، وهذا مستمر في مساعدات عينية ومساعدات لكل الشعب الفلسطيني الموجود في المملكة وهم نحو ثلاثمائة ألف مواطن فلسطيني، ما بين إمرأة وشاب صغير، وقد فتح لهم مجال التعليم في كل المدارس والجامعات، كما فتحت المستشفيات لكل مريض فلسطيني للعلاج على نفقة الدولة، وهذه من أكبر المساعدات التي تقدم لبقاء الإنسان كإنسان، كما منحوا حق الاستثمار والعمل في المملكة والشراكة مع أي مواطن سعودي.

أما الدعم الثاني فهو عن طريق الصندوق الفلسطيني الذي اقترحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل ثلاث أو أربع سنوات، وقد وضعنا في الصندوق مبلغا واقترحنا على جميع الدول العربية أن تساهم بمبالغ فيه ونحن مستمرون في دعم هذا الصندوق.. ونساعد الفلسطينيين سنوياً بالقدر الذي وضعته المملكة العربية السعودية ونطلب من إخواننا العرب كلهم أن يساهموا في هذا الصندوق وهذا ما يجب حتى تستمر المعونة للفلسطينيين بما يجب أن تكون عليه.

كما أنه ليس من الصالح أن نعطي بيانات عما نعمل لإخواننا الفلسطينيين ولكن أحب أن توجهي السؤال إلى إخواننا الفلسطينيين أنفسهم ما هو موقف المملكة مع فلسطين منذ أن بدأت قضية فلسطين الى الآن سواء من حيث الدعم المالي أو السياسي أو المعنوي.

> في العام الماضي شهدت المملكة العربية السعودية لأول مرة في تاريخها إجراء انتخابات محلية، وبما أنه غير مسموح للمرأة السعودية حق الانتخابات وممارسة الحقوق السياسية ومن منطلق انني إمرأة أود معرفة ما هي الاتجاهات المستقبلية في عملية الاصلاح في المملكة المتعلقة بخروج المرأة الى المجتمع والمشاركة فيه؟

ـ الشيء المطلوب منا الآن عملته الدول الكبرى بعد خمسين أو ستين سنة من استقلالها، بل متى بدأت تؤمن بالديمقراطية التي تعتقدها هي، إلا بعد مرور خمسين أو ستين سنة حتى بنت الدولة كدولة.

والمملكة العربية السعودية عمرها حوالي سبعين سنة منذ أن انشئت حتى استقرت واستخرج البترول وبدأت التنمية فيها وفتحت الجامعات والكليات والمعاهد المهنية حتى بنى الإنسان نفسه، وقد وضعت الدولة كل الأنظمة التي تخدم الانسان السعودي وتحميه من اعتداءات أي انسان عليه، وتحميه من المزايدات غير الصحيحة والمخالفة للشريعة ومن جميع النواحي، ولذلك فان الشعب السعودي يعتبر من أفضل الشعوب حتى الآن في الاستقرار والنمو والتطور، وأدعوكِ أن تزوري المملكة العربية السعودية وتقابلي النساء السعوديات، وتقابلي النساء في المعاهد والجامعات، وتشاهدي الوظائف السعودية للنساء بالذات، ثم تنظري إلى التجارة السعودية والى العمران السعودي، والى الأسواق السعودية والى الاستقرار النفساني في المملكة.

> هل شكل حديث الرئيس الأميركي جورج بوش، عن عزمه التدخل في ديمقراطية الشرق الأوسط، تأثيراً ضاغطاً على حكومة المملكة العربية السعودية؟.

ـ أعتقد أن علاقتنا بالولايات المتحدة الأميركية ليست علاقة الرئيس والمرؤوس، إنما علاقتنا معها علاقة الند للند، وعلاقة التعامل المثمر في بناء الانسان السعودي في ظل القيادة السعودية تحت ظل الشريعة الاسلامية.

وكل ما يقال عن أن الولايات المتحدة، سواء من الرئيس جورج بوش أو غيره، وانهم ضد السعودية غير صحيح، لكن البعض من الناس يريد الإفساد بالسياسة الحكيمة للمملكة العربية السعودية تجاه الدول الكبرى بما فيها الولايات المتحدة. والاعتدال أن تقر بأن هذا الاتجاه هو الاعتدال ولذلك نحن لم نتأثر بهذه الأقاويل أبداً.

> هل كانت الزيارات التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الى بعض الدول الآسيوية مثل الصين والهند.. اضافة لزيارتكم الكريمة هذه من أجل دعم وبناء علاقات قوية مع آسيا؟

ـ بالنسبة لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الدول الآسيوية فقد وجهت إليه دعوات رسمية منذ ثلاث سنوات لزيارتها، لكن انشغال الملك عبد الله وقتها لم يسمح له بتلبية هذه الدعوات وحين سمح الوقت المناسب قام بالزيارة. أما عن علاقتنا مع الصين فهي علاقات جيدة جداً والصين دولة كبرى وتعاملها معنا تعامل جيد، وبالنسبة إلى الهند فإن تعاملاتنا معها تعود إلى أكثر من مائة سنة. وحول ما يقال عن أنه توجد خلافات مع الهند نتيجة علاقاتنا الطيبة مع باكستان فهذا غير صحيح فنحن لا نفرق في تعاملاتنا بين الدول فكل الدول عندنا في تساوٍ، ولنا تصرفاتنا ولنا علاقاتنا وأؤكد أنه ليس هناك أي تغيير في سياستنا الواحدة وهي أن نتعامل مع الذي يتعامل معنا بحسن أياً كان.