الجماعة: مرشدنا لن يعتذر عمّا لم يقله والحملة منظمة ردا على مطالبتنا بإلغاء الطوارئ

محام يقاضي عاكف بتهمة السب والقذف ويتهمه بالتحريض على قلب نظام الحكم

TT

فاجأ محام مصري جماعة الإخوان المسلمين أمس بتقديم بلاغ إلى النائب العام المستشار ماهر عبد الواحد، ضد مرشدها محمد مهدي عاكف، يتهمه فيه بارتكاب جناية التحريض على قلب نظام الحكم، مستندا إلى الحديث الصحافي المثير للجدل الذي أدلى به عاكف ونشرته جريدة روز اليوسف الأحد الماضي وقال فيه «لا أرى غضاضة في أن يحكم مصر مسلم ماليزي».

كما أقام ذات المحامي ويدعى حسين محمود حسن دعوى سب وقذف ضد عاكف بمقر إقامة الأخير في حي مدينة نصر شرق القاهرة، معتبرا أن حديث عاكف المشار إليه تضمن ألفاظا مبتذلة تسيء إلى المصريين، فضلا عن أنها لا تتناسب مع مكانته الدينية وكذلك عمره. وعلق مسؤول بالجماعة بأنهم لا يستطيعون منع أحد من اللجوء إلى القضاء كما اعتبر الأمر كله مدبرا للإساءة للجماعة بهدف وقف مطالبتها بإلغاء حالة الطوارئ.

وعقدت الجماعة أمس اجتماعا مطولا لمكتب إرشادها الذي يمثل أعلى هيئة قيادية داخل الجماعة وبحث قضية الحوار المثير للجدل، فيما يعكس أزمة داخل الجماعة، وترددت أنباء عن توجه لدى بعض اعضائها بضرورة اعتذار المرشد عما نسب إليه بالإضافة لمطالب بعض رموز الأحزاب والقوى السياسية لعاكف بضرورة الاعتذار للشعب المصري إذا ما صدق ما نسب إليه.

من جانبه، نفى عضو مكتب إرشاد الجماعة الدكتور محمد مرسي وجود نية لدى عاكف للاعتذار وقال لـ«الشرق الأوسط» «ما نسب لمرشدنا ليس صحيحا».

وأضاف: لقد استمعت إلى شريط الحوار وتأكدنا بأنه تم اجتزاء عبارات من سياقها ووضعت بشكل آخر حتى يتم طرحها على الوضع المغلوط الذي أعلنت فيه.

وفيما اعتبر د. مرسي الموضوع برمته محاولة لتشويه الجماعة من جانب النظام المصري وأجهزته الأمنية وصحافته الموالية، قال «أنا أتعجب من مثل هذه المحاولات المكشوفة الفاشلة لتشويه الجماعة وأرى أنها جاءت في هذا التوقيت بشكل متعمد لمواجهة الحملة الشعبية التي تقودها الجماعة لمنع تمديد العمل بقانون الطوارئ والإفراج عن المعتقلين حيث يسعى النظام وصحافته لتوجيه انتباهنا لأمور باطلة ومجتزأة عن الاستمرار في المطالبة بحرية الشعب المصري المقيدة منذ ربع قرن».

وبينما لم ينف مرسي وجود حالة من الانزعاج لدى الإخوان على الهجوم الشديد ضد رمز الجماعة الأول عاد ليقول «لكن هذه الأمور اعتدنا عليها فلن تثنينا ولا تدعونا للتراجع عن المطالبة بالحريات لهذا الشعب الذي يعاني من الفساد والمحسوبية على يد هذا النظام».

ونفى مرسي أن يكون هذا الموضوع أحدث أزمة داخل صفوف الإخوان وقال «نحن مستقرون وفضيلة المرشد في أفضل حالة صحية ونفسية ويمارس عمله بحالة جيدة ونحن اكثر ثباتا وتضحية من أجل هذا الوطن»، لافتا الى أن محاولة الإساءة لعاكف وتشويه صورته وتصويره على نحو يسيء للشعب المصري أمر مفضوح، فالجميع يعرف من هو عاكف ويعلم تضحياته من أجل هذا الوطن وما لاقاه داخل السجون وكان على شفا الإعدام في مرحلة من حياته.

وحول البلاغ والدعوى المقدمين ضد عاكف قال مرسي «لن نستطيع منع أحد من اللجوء للقضاء لأننا لا نعمل إلا وفق القانون والدستور ولكن ما أعتقده جيدا أن هذه إجراءات كيدية وستثبت الأيام أن هذه الادعاءات لا قيمة لها».