شريط النصف ساعة الأخير لرحلة بنسلفانيا: الخطف بدأ بإعلان بإنجليزية ركيكة عن قنبلة في الطائرة

موساوي يستمع إلى التسجيلات وأحد الخاطفين دعا زملاءه إلى قطع الأوكسجين

TT

استمعت هيئة المحلفين في محكمة الكسندريا الفيدرالية بولاية فرجينيا إلى تسجيلات تتضمن آخر ثلاثين دقيقة، في حياة ركاب وخاطفي الرحلة 93 لطائرة يونايتد إيرلاينز، التي تحطمت في بنسلفانيا في 11 سبتمبر 2001.

وسمع صوت أحد الخاطفين يقول باللغة العربية «بسم الله الرحمن الرحيم» بعد أن تحدث الكابتن المفترض للركاب بإنجليزية ركيكة قائلا: سيداتي وسادتي أنا كابتن الطائرة.. يوجد قنبلة على متنها سنعود إلى المطار.. أرجو أن تلزموا مقاعدكم».

وسمعت أصوات أخرى غير واضحة إضافة إلى صوت يبدو أنه قادم من أحد أبراج المراقبة يتساءل هل هذه هي الرحلة 93 لطائرة يونايتد إيرلاينز، وكرر سؤاله دون أن يجيبه أحد. وعلا بعد ذلك صوت يأمر الركاب: «لا تتحركوا»، «الزموا الصمت»، «اجلسوا». كما سمع صوت في قمرة القيادة يقول «أرجوك، أرجوك لا تقتلني، يا إلهي، كفاية، كفاية» وبعدها علا صوت يكرر «لا أريد أن أموت.. لا أريد أن أموت، لا أريد أن أموت». وبعد ذلك قال أحدهم بالعربية «لقد غيرنا الاتجاه نحو واشنطن.. كل شيء على ما يرام، لقد انتهيت». وسمعت أصوات ضجة وصياح فهم منها أن الركاب حاولوا اقتحام قمرة القيادة. كما سمعت أصوات من داخل قمرة القيادة يقول فيها أحد الخاطفين لآخر «إقطع الأوكسجين إقطع الأكسجين». وفي ختام الدقائق استمع الحاضرون لصوت باللغة العربية يقول صاحبه: «أشهد أن لا إله إلى الله» ثم ينقطع الصوت ويعود بعد برهة نفس الشخص رافعا نبرته: «الله أكبر الله أكبر» واستمر التكبير تسع مرات قبل أن يسمع صوت ارتطام مفزع وينتهي التسجيل.

ولوحظ أن موساوي كان يستمع إلى التسجيل باهتمام ويظهر على محياه الانشراح بين وقت وآخر في حين أن أقارب الضحايا يشتعلون غضبا ويذرف بعضهم الدموع.

وقررت القاضية ليوني برينكيما عدم السماح بإذاعة التسجيل الصوتي على الجمهور، بعد أن تم الاستماع له في المحكمة تنفيذا لرغبة أقارب ضحايا طائرة بنسلفانيا. وحذرت القاضية أعضاء الادعاء من عدم التركيز على الشهادات المؤثرة، مذكرة إياهم أن بإمكان قضاة الاستئناف رفض حكم الإعدام إذا وجدوا أنه استند إلى تحيز. وعرض الادعاء بالتزامن مع التسجيل شريط فيديو بين مسار الرحلة 93 وسرعة وارتفاع الطائرة. كما عرض توثيقا للخسائر في الأرواح التي نجمت عن هجوم القاعدة على مبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، الواقع في مدينة أرلينغتون المجاورة لالكسندريا التي يحاكم فيها موساوي. وصاح موساوي أثناء المحاكمة «فليحرق البنتاغون كله في المرة القادمة». ومن المقرر أن يبدأ الدفاع في المرافعة خلال الجلسات المقبلة ليركز على إصابة موساوي بلوثة عقلية لا تجعله مؤهلا لعقوبة الإعدام. كما يؤكد المحامون أن دور موساوي في الهجمات ليس له أساس ويطالبون هيئة المحلفين بعدم تحقيق أمنية موساوي في نيل «الشهادة».

وفي نهاية المحاكمة يتوجب على المحلفين أن يقرروا ما إن كان يتعين عليهم الحكم بإعدام زكريا موساوي الذي اعترف بتعاونه مع تنظيم القاعدة في هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 أو الاكتفاء بإيداعه السجن مدى الحياة. ولن تكون هذه هي المرحلة الأخيرة بل ستتلوها مرحلة الاستئناف التي سيتلوى الحكم فيها قضاة محترفون يصعب التأثير عليهم بالعواطف.