اثارت ايران امام مؤتمر في اسطنبول لبرلمانات الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي ملف انتاج الجزء الثاني من الفيلم الهولندي «الخضوع» الذي اثار عرض الجزء الاول منه غضب الجاليات الاسلامية التي تعيش في هولندا وادى الى موجة غضب واحداث اثارة انتهت بمقتل مخرج الفيلم على يد شاب من اصل مسلم.
وقالت وسائل اعلام هولندية امس ان رئيس البرلمان الايراني من خلال خطاب الى المؤتمر حذر من مغبة انتاج الجزء الثاني، وطالب الدول الاسلامية بالتحرك لمواجهة ذلك العمل، الذي وصفه بانه خطر على الدين الاسلامي ويمثل هجوما جديدا على المسلمين بعد نشر الرسومات المسيئة للرسول الكريم في عدد من الصحف الاوروبية. ويتناول الجزء الثاني من الفيلم وضعية الشواذ جنسيا في الدول الاسلامية، ولم يعلن حتى الان عن اسماء اي من المشاركين في انجاز هذا العمل فيما عدا النائبة البرلمانية الهولندية هيرسي علي «من اصل صومالي» التي تقوم بكتابة السيناريو، وقالت انها بصدد انجاز الجزء الثاني من هذا الفيلم الذي يلقي الضوء على معاملة الشواذ جنسيا في الدول الاسلامية.
واظهرت نتائج استطلاع للرأي اجرته أخيرا احدى الهيئات المتخصصة لصالح محطة التلفزة الهولندية «ار.تي.ال» ان غالبية الهولنديين يؤيدون قيام النائبة البرلمانية الصومالية الاصل هيرسي علي بتنفيذ الجزء الثاني من الفيلم، وقال 84 في المائة، ممن شملهم الاستطلاع انهم يؤيدون تنفيذ الجزء الثاني، ووجد 73 في المائة منهم ان الجزء الثاني من الفيلم سوف يثير غضب جزء كبير من العالم الاسلامي. وبالرغم من مظاهر الاحتجاج والغضب على نشر صحف اوروبية لرسومات اساءت للرسول الكريم واثارت مشاعر المسلمين في كافة الانحاء، الا ان هناك اصرارا من جانب البرلمانية الهولندية على تنفيذ الجزء الثاني من الفيلم، وقالت الحكومة انها لن تستطيع ان تعترض على تنفيذه ولكن في الوقت نفسه حذرت من عواقب ذلك خاصة ان التي اعدت سيناريو الجزء الاول وانتهت من سيناريو الجزء الثاني، ظلت فترة من الوقت تحت الارض في احدى الثكنات العسكرية بعد ان تلقت تهديدات بالقتل وقامت الحكومة بنقلها الى مكان غير معلوم في اطار توفير الحماية الأمنية لها. وقد اعلنت الحكومة الهولندية انها لن تعترض على تنفيذ الجزء الثاني من فيلم «الخضوع» الذي عرض الجزء الاول منه في اواخر عام 2004 وتناول وضع المرأة المسلمة في الدول العربية والاسلامية وتضمن مشاهد لسيدات عاريات مكتوب على اجسادهن آيات من القرآن الكريم، ونقلت وسائل الاعلام الهولندية عن كبار المسؤولين في الحكومة التأكيد على عدم وجود اعتراض على تنفيذ الجزء الثاني من الفيلم، ولكن وزير الخارجية برنارد بوت قال ان الهولنديين عليهم ان يتقبلوا توابع ذلك وعلى البرلمانية هيرسي علي ان تقرر بنفسها ما اذا كانت تريد تنفيذ الجزء الثاني من الفيلم ام لا، ولمح الى النتائج التي ترتبت على نشر الرسومات المسيئة للرسول والتي نشرتها صحف اوروبية.