«حماس» تندد بمشاركة رموز سابقة بالسلطة في الحملة الدولية ضد الحكومة

TT

استهجنت حركة «حماس» دور بعض رموز السلطة في الحكومة الفلسطينية السابقة في الحملة الدولية الرامية إلى إفشال الحكومة الحالية. وفي بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، قالت «حماس» ان هذه الرموز تتطوع لإعفاء الاحتلال والاطراف الخارجية من المسؤولية عما يحدث، من خلال إطلاق التصريحات التي تحمل الحكومة الفلسطينية مسؤولية الأزمة. وانتقدت «حماس» بشدة الدعوات التي بدأ يطلقها بعض هذه الرموز لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة، مشيرة الى ان هذه الدعوات تأتي بالتزامن مع الرفض الإسرائيلي والأميركي للاعتراف أو التعامل مع الحكومة الحالية. وأضاف البيان «ان مساهمة هذه الشخصيات في محاصرة الحكومة الفلسطينية والعمل على إفشالها لا يصب إلا في مصلحة الاحتلال وأعداء الشعب والأمة. وعلى كل من يتخذ مثل هذه المواقف أن يدرك أن تزيين الدعوات لا ينطلي على شعبنا وعليهم أن يتوقفوا عن ذلك وأن ينحازوا إلى شعبهم في مواجهة الضغوط الخارجية لا المساهمة فيها».

وأشارت «حماس» إلى أنها حصلت على معلومات تفيد بأن بعض شخصيات السلطة تخطط للدعوة لمسيرات احتجاجية ضد الحكومة، بحجة تأخر توفير رواتب الموظفين، مشددة على أن هذه الشخصيات تتناسى أن المشكلة نشأت في الحكومة السابقة «التي أورثت الحكومة الحالية ميزانية فارغة ومديونية عالية وأن هذه الحكومة جردت حتى الآن من صلاحياتها التي تمكنها من الاستفادة من بعض مصادر الدخل كالمعابر وصندوق الاستثمار». ودعا البيان الى ضرورة توجيه الاحتجاج الى من يقف وراء الازمة «وليس إلى أبناء شعبه». من ناحية ثانية، قال وزير الداخلية الفلسطيني، سعيد صيام، ان الضغوط التي تمارس على الحكومة تهدف الى إيجاد حالة من الفوضى واظهار أن الحكومة عاجزة عن ضبط الأمور. وفي تصريح مقتضب أدلى به خلال تفقده لفروع وزارة الداخلية في المنطقة الوسطى وخان يونس، قال صيام ان الشعب الفلسطيني سيكون إلى جانب الحكومة، «وهو قادر على الصبر والتحمل، ولكن عليه أيضاً أن يدرك أن هذه الحكومة ستدفع بكل جهدها لمصلحة شعبنا»، مشدداً على أن الشعب الفلسطيني الذي اختار الحكومة «يدرك أن المقصود من الضغوط إيجاد حالة من الفوضى». إلى ذلك، رحب وزير الخارجية الفلسطيني محمود الزهار، بما وصفه بـ «الموقف الايجابي»، لزعيم تحالف يسار الوسط الذي فاز في الانتخابات التشريعية الإيطالية رومانو برودي من الحكومة الفلسطينية الجديدة. وفي بيان صادر عنه الليلة قبل الماضية، اعتبر الزهار أن موقف برودي الذي دعا خلاله إلى مراجعة المواقف الأوروبية من الحكومة التي شكلتها حركة «حماس» يعتبر «تقدما إيجابيا»، معربا عن أمله في أن ينجح بتصحيح الموقف السياسي الأوروبي «الخاطئ تجاه الشعب الفلسطيني وحكومته المنتخبة كي يترجم عمليا على الأرض في احترام الإرادة الحرة للشعب الفلسطيني والقبول بنتائج خياره الديمقراطي».

يذكر أن برودي قد تعهد بالعمل بفاعلية من داخل الاتحاد الأوروبي لتحديد موقف مستقبلي من مسألة منع المساعدات عن الحكومة الفلسطينية الذي اتخذه وزراء خارجية الاتحاد. وحث الزهار الدول الأوروبية الى إعادة تقييم موقفها تجاه الحكومة الفلسطينية واحترام خيار الجماهير الفلسطينية «بدلا من الاستجابة إلى مخططات فرض الابتزاز السياسي عبر حصار الشعب وتجويعه»، مشدداً على أن عدالة القضية الفلسطينية يجب أن تشكل القاسم المشترك للتحرك في المنطقة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وتحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للمواطنين الفلسطينيين « ليعيشوا حياة حرة كريمة كباقي شعوب العالم»، على حد تعبير البيان. وهنأ الزهار في بيانه، برودي بفوزه في الانتخابات التشريعية الإيطالية، واصفاً مواقفه بـ «الشجاعة وتعبر عن ضمير جيد وحي يمكن أن يشجع بعض المترددين من دول الاتحاد الأوروبي الذين يرغبون بمواصلة تقديم الدعم للشعب الفلسطيني والاتصال بحكومته الشرعية المنتخبة ديمقراطيا».