رفسنجاني حذر في لقائه مع أمين عام حزب الله من أن تحول الخلافات لبنان إلى «ساحة معركة»

الاستنكارات مستمرة لمحاولة الاعتداء المحبطة على حسن نصر الله

TT

أكد رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران أكبر هاشمي رفسنجاني للأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ حسن نصر الله لدى لقائه به في دمشق مساء أول من أمس أن الخلافات بين القوى اللبنانية يجب ان لا تحول البلاد الى ساحة معركة.

وقال مصدر دبلوماسي إيراني لـ«الشرق الأوسط» إن رفسنجاني أكد في هذا اللقاء ان الاتحاد بين الفصائل اللبنانية ودعمهم للمقاومة هو الضمانة المثلى لاستمرار النضال ودحر الاحتلال، واشاد باستبسال حزب الله الذي بعزمه وارادته تم دحر الاحتلال الصهيوني، معتبراً ان انتصار حزب الله في الجنوب اللبناني هو نقطة مضيئة في تاريخ « الصراع الاسلامي الصهيوني»، موضحاً ان المقاومة الفلسطينية تمر الان بمرحلة جديدة تستدعي دعم جميع الدول الاسلامية حتى تستعاد الحقوق كاملة ويتحقق النصر.

وفيما اعتبر رفسنجاني ان التطورات في المنطقة تأتي لصالح المسلمين وان فشل المشروع الاميركي بات واضحا، حتي ان «اصدقاء اميركا باتوا يعترفون بذلك الفشل»، رأى الامين العام لحزب الله ان الانجاز الذي حققته ايران في تخصيب اليورانيوم سيكون دعما معنويا كبيرا للمقاومة، مؤكدا من جهة أخرى ان قطع المساعدات المالية عن الشعب الفلسطيني لن يحول من دون استمرار مقاومته.

ولدى لقائه رفسنجاني اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ان العالم الاسلامي يفتخر بإيران باعتبارها ام القرى الاسلامية بما حققته من انجازات رغم انف الاعداء، مهنئاً ايران بالحصول علي التقنية النووية واكمال دورة انتاج الوقود النووي ودخولها النادي النووي الدولي. وطالب مشعل بتقديم الدعم للمقاومة الفلسطينية. ولدى لقائه الامين العام لحركه الجهاد الاسلامي الفلسطيني رمضان عبد الله شلح، قال رفسنجاني ان التطورات في المنطقة وخاصة ما يجري في العراق وفلسطين ولبنان اربكت الاميركيين، مشيراً الى المخططات المعادية ضد الدول الاسلامية، ومعتبرا ان معاداة اميركا للعالم الاسلامي لم تعد عليها بالنفع بل شددت من مقاومة الشعوب. واشاد رفسنجاني بالمقاومة الفلسطينية وانجازاتها في تصديها للاحتلال الصهيوني، مشددا على ان «المقاومة لاستعادة الحقوق هي عمل مقدس».

وفي بيروت استمرت قضية كشف شبكة ارهابية متهمة بالتخطيط لمحاولة اغتيال الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ حسن نصر الله، موضع استنكار واسع في الاوساط السياسية والدينية والشعبية في لبنان، واجرى مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني اتصالا بالشيخ نصر الله ادان فيه «محاولة استهدافه لزعزعة أمن وسلامة واستقرار البلاد وجرها الى الفتن». وقال: «ان انفجار حروب الفتنة في لبنان في 13 نيسان 1975 والتي دامت اكثر من 15 عاما وانتهت باتفاق الطائف يجب ان تظل ماثلة في اذهان جميع اللبنانيين لتذكرهم بأن العيش المشترك في بلد كلبنان لا يجوز ان تقع فيه حروب الفتنة بين ابنائه، لان اللبنانيين عندما ينجرون الى مثل هذه الفتن فإنهم يسقطون بأيديهم وطنهم لبنان النموذج للعيش المشترك».

وكذلك دانت «الكتلة الشعبية» النيابية التي يرأسها النائب الياس سكاف في بيان لها امس «ضلوع المتآمرين وتأسيسهم وتنظيمهم لشبكات ومجموعات تخريبية مسلحة هدفها النيل من وحدة الشعب اللبناني». وهنأت الكتلة الامين العام لـ«حزب الله» بالسلامة.

وحذر المكتب السياسي لـ«التنظيم الشعبي الناصري» الذي يرأسه النائب اسامة سعد، من «مخطط ارهابي لتقويض السلم الاهلي عبر محاولة النيل من مشروعية المقاومة وقائدها مما يوحي ان المشروع الاميركي وصل الى الحائط المسدود». واكد ادانته «لهذه المحاولة الآثمة والمتورطين فيها». واعتبرت «الاحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية» في ختام اجتماع عقدته امس، ان «التخطيط لاغتيال السيد حسن نصر الله، يأتي ضمن المحاولات الطويلة الجارية لتفجير الساحة اللبنانية وعمل المخابرات الاسرائيلية وعملائها لضرب الوحدة الوطنية بمختلف الوسائل»، فيما استغرب عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب سرحال «سعي البعض للتخفيف من شأن قضية كشف محاولة اغتيال السيد حسن نصر الله وتجاهلها من قبل البعض الآخر وكأن القضية حدث عابر لا يمس لبنان في صميمه». وقال: «اننا نرى في هذا المخطط الآثم محاولة لاستهداف الوطن واستقراره وتعايش اهله».