الرئيس التشادي يطلب وساطة مصر والجامعة العربية لوقف ما يصفه بدعم السودان للمتمردين

TT

أبلغت مصادر تشادية رفيعة المستوى «الشرق الأوسط» أن السلطات التشادية طلبت رسميا تدخل مصر والجامعة العربية لدى الحكومة السودانية التي تتهمها تشاد بدعم المتمردين ووجود قواعد لهم داخل الأراضي السودانية. وعكست هذه التطورات القلاقل التي تعاني منها تشاد التي تستعد لإجراء انتخابات رئاسية في الثالث من الشهر المقبل، حيث يسعى إدريس ديبي لإعادة انتخابه والفوز بفترة رئاسية ثالثة. وكانت تشاد قد أكدت منتصف الشهر الماضي أنها أحبطت محاولة انقلاب عسكري مماثلة، واتجهت أصابع الاتهام إلى التوأم توم وتيمان أرديمي، ابنى شقيقة ديبى، ومديرين سابقان في مكتبه بالإضافة إلي سبي أغيد وهو جنرال في الجيش يقود مجموعة من المتمردين في الغرب.

وشكل منشقون على حكومة ديبي حركة تمرد تستهدف الإطاحة به انضم إليها في ما بعد أبناء شقيقته وعدد من العسكريين الذين يتهمونه باحتكار السلطة وسوء استغلال ثروات البلاد. وردا على ما أعلنته الجبهة الموحدة للتغيير أول من أمس من أن المتمردين يسيطرون على أكثر من 80 في المائة من تشاد، قال وزير الدفاع التشادي بشارة عيسى «إن الجيش التشادي يسيطر على الموقف في العاصمة بنسبة 100 في المائة»، مشيرا إلي أن القوات الموالية لديبي استعادت السيطرة على مونغو الواقعة في منتصف الطريق بين الحدود السودانية والعاصمة وفرقت قوات جبهة التغيير الموحدة في المنطقة.

وأوضح دبلوماسي عربي رفض الإفصاح عن هويته أن الجيش التشادي يسيطر بشكل كامل على محيط العاصمة على الرغم من مظاهر التوتر الأمني التي تسودها، مشيرا إلي أن الرئيس التشادي سيتوجه في وقت لاحق إلي مبنى البرلمان لمخاطبة شعبه في محاولة للتأكيد على أنه يهيمن على الوضع خاصة بعد المعارك التي وقعت على مقربة من مقر البرلمان.

واعتبر ديبي الذي يتولى حكم بلاده منذ عام 1990 في تصريحات صحافية تلقت «الشرق الأوسط» نصها أن قواته الحكومية لم تجد صعوبة في دحر المتمردين الذين ينتمون إلي الجبهة الموحدة للتغيير الديمقراطي المناوئة له، مشيرا إلي أن قوات المتمردين دمرت كليا والوضع تحت السيطرة تماما. وكرر الرئيس ديبي اتهامات حكومته لحكومة السودان المجاور بأنها تساند المتمردين وقال إن قواته ستعرض مقاتلين أسروهم وأسلحة استولوا عليها لتبرهن على صحة هذه الاتهامات. وبعدما وصف ما حدث بأنه محاولة جنونية للانتحار بسبب قلة عدد المهاجمين المتمردين، تحدث مسؤولون رسميون عن اعتقال عشرين شخصا من المتمردين بينما لم ترد أية إحصائيات رسمية تفيد بوقوع قتلى في الهجوم الذي اندلع قبل دقائق من بزوغ فجر أمس. في هذه الأثناء بعث ديبي رسالتين إلي الرئيس مبارك، وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية سلمهما وزير خارجيته أحمد علامى الذي وصل الى القاهرة أمس بشكل مفاجئ في زيارة لم يسبق الإعلان عنها، تتعلق بطلب رسمي لتدخل مصر والجامعة العربية بسبب اتهامات تشاد للحكومة السودانية بتقديمها تسهيلات عسكرية ولوجستية للمتمردين ضد نظام ديبي. ورفض علامي الرد على محاولات «الشرق الأوسط» المتكررة للحصول على تأكيده أو نفيه لهذه المعلومات، بينما أغلق السفير التشادي عثمان جدة هاتفه النقال تحاشيا للرد على أسئلة مماثلة.

وعرض المسؤول التشادي على الرئيس مبارك وموسى تطورات الوضع الراهن في بلاده وأكد سيطرة حكومته على مقاليد الأمور، لكنه رفض الإفصاح عن ماهية وفحوى الرسالة. وقال المتحدث الرسمي للأمين العام للجامعة العربية إن وزير الخارجية التشادي قدم عرضا حول الأوضاع الداخلية الحالية في تشاد وأشار إلى الوضع في دارفور والتطورات في العلاقة التشادية ـ السودانية وضرورة تنفيذ اتفاق طرابلس الذي تم التوصل إليه بين الجانبين برعاية ليبية.