تشاد... نظرة بالأرقام إلى تلاوينها البشرية والسياسية

TT

تعد تشاد، المستعمرة الفرنسية السابقة حتى عام 1960، واحدة من أكبر دول أفريقيا مساحة وأغناها تنوعاً عرقياً ولغوياً. إذ تزيد مساحتها عن مليون 280 ألف كلم مربع، جزء كبير منها يشكل امتداداً للصحراء الكبرى، وتمثل جبال تيبستي آخر أراضيها شمالاً، وبينما يحتل إقليم واداي الجزء الجنوبي الشرقي منها، فإن باقي جنوبها وجنوبها الغربي بمثابة امتداد لأقاليم وسط أفريقيا. وتتقاسم تشاد حدودها مع كل من السودان (الشرق) وجمهورية أفريقيا الوسطى (الجنوب) والكاميرون ونيجيريا والنيجر (الغرب) وليبيا (الشمال).

بالنسبة لتعداد السكان فإنه بحدود الـ9 ملايين و900 ألف نسمة يشكل المسلمون أكثر من 52% منهم. ويتركز المسلمون في الشمال والشرق مقابل نسبة 30% من المسيحيين معظمهم في الجنوب، أما النسبة الباقية فمن الوثنيين والمعتقدات القبلية. وعلى الصعيدين العرقي واللغوي يشكل العرب والشعوب الصحراوية ـ السودانية معظم السكان المسلمين.

أما الشعوب غير المسلمة في الجنوب فاكثرها عدداً: السارا (ومنهم النغامبايي والمبايي والغولايي)، يليهم المندانغ والموسا والماسا. استقلت تشاد يوم 11 أغسطس (آب) 1960 وكان اول رئيس لها هو فرنسوا تومبالباي (مسيحي من جنوب البلاد)، المولود عام 1918. وتولى السلطة منذ ذلك اليوم حتى 13 مايو (أيار) 1975 عندما قتل إبان انقلاب عسكري قاده جنوبي آخر نويل اودينغار، سرعان ما سلم السلطة إلى الجنرال فيليكس مالوم، وذلك بعد سنوات عدة من التوتر بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي والوثني تحولت عام 1975 إلى حرب أهلية. فيليكس مالوم ـ وهو أيضاً جنوبي مسيحي ـ الذي حكم بين 15 مايو 1975 و29 أبريل (نيسان) 1979 أخفق في لجم الحرب الأهلية بالرغم من تعيينه القيادي الشمالي المسلم المتمرد حسين حبري رئيساً للوزراء عام 1978، وكان حبري يومذاك زعيماً لتنظيم «قوات الشمال المسلحة». عام 1979 شهد فوضى كبرى في البلاد ونزاعات لا تنتهي حتى بين الشماليين المنقسمين على أنفسهم بين جناحي حبري وغريمه اللدود غوكوني عويدي المدعوم من ليبيا. وخرج مالوم من السلطة يوم 29 ابريل ليحل محله العسكري الشمالي محمد شاوا حتى 21 أغسطس، ومن ثم تولى عويدي الحكم.

ويوم 7 يونيو (حزيران) 1982 نجح حسين حبري في احتلال العاصمة نجامينا وإطاحة حكم عويدي. وكانت ليبيا التي كانت تعتبر حبري «رجل الغرب» قد تدخلت عسكرياً واحتلت عام 1980 جزءاً من شمال تشاد، وبرّر هذا الاحتلال ومطامح الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي لتوحيد تشاد وليبيا لفرنسا والولايات المتحدة دعم حسين حبري علناً. وفي نهاية المطاف أطاح شمالي مسلم آخر هو إدريس دبي حكم حبري في مطلع ديسمبر (كانون الأول) 1990. وفي السنوات الأخيرة، تأثرت تشاد بأحداث إقليم دارفور السوداني المتاخم لأراضيها، وعانت من أزمة اللاجئين التي أفرزها. ويوم 23 ديسمبر 2005 أعلنت الحكومة التشادية أنها باتت في «حالة حرب» مع السودان.

تقليدياً كان اقتصاد تشاد اقتصاداً زراعياً رعوياً لكن الألفية الثالثة أدخلت البلاد إلى عالم النفط. ومنذ عام 2003 باشرت تشاد تصدير النفط المستخرج من ثلاثة حقول قرب بلدة دوبا، وثمة تقديرات ان دخل تشاد من النفط رفع معدل الناتج الوطني الإجمالي بنسبة 40 % عام 2004 وربما ضاعفه عام 2005. واستثمر «كونسورتيوم» على رأسه شركة إكسون موبيل الأميركية العملاقة بشراكة مع شركة شيفرون الأميركية وبتروناس الماليزية مبلغ 3.7 مليار دولار أميركي لاستغلال احتياطيات نفطية تقدر بمليار برميل في حقول بجنوب البلاد.