ذكرت وزيرة الخارجية اليونانية دورا باكوياني، أثناء الإدلاء بأقوالها أمس الأول، في إطار جلسات محاكمة أعضاء منظمة «17 نوفمبر» الإرهابية في اليونان، أنه منذ اغتيال زوجها بافلوس باكوياني على يد الإرهابيين، وهي تتلقى باستمرار عبر الهاتف تهديدات بقتلها. حيث نجحت المنظمة في اغتيال بافلوس باكوياني عضو البرلمان اليوناني عن حزب الديمقراطية الجديدة يوم 26سبتمبر (أيلول) عام 1989.
وصرحت باكوياني أمام عدسات القنوات التلفزيونية المختلفة، أنها لم تهتم نهائيا بهذه التهديدات ولم تسع لمعرفة من الذي يختبئ وراءها. وكانت باكوياني قد تعرضت قبل عامين لحادث اغتيال، وهي في منصب عمدة أثينا، ولكن تبين أنها عملية فردية من قبل مواطن يوناني مختل عقليا.
تجدر الإشارة إلى أن أفراد منظمة 17 نوفمبر الإرهابية والذين تم اعتقالهم قبيل إقامة الألعاب الأولمبية في أثينا، تجرى محاكمتهم في محكمة خاصة، جهزت خصيصا لهذا الغرض، داخل سجن كوردالوس العام أكبر سجون اليونان الواقع غرب أثينا، وبالرغم من صدور حكم ضدهم في عمليات القتل والاغتيال، ومنها السجن المؤبد 19 مرة ضد اليكساندروس يوتوبولوس المشتبه فيه أنه زعيم الجماعة، إلا أن هناك جلسات قضائية أخرى مستمرة في إطار اتهامات أخرى كثيرة ومختلفة ضد المتهمين.وكانت الجماعة اليسارية الإرهابية، أخذت اسمها من الانتفاضة الطلابية في 17 نوفمبر (تشرين الثاني) 1973 أثناء الحكم الديكاتوري في اليونان، وكان اليساريون يهدفون إلى إطاحة هذا النظام العسكري الرأسمالي، وارتكبت المنظمة الإرهابية 23 عملية اغتيال لشخصيات سياسية ورجال أعمال ودبلوماسيين من اليونان وأميركا وبريطانيا وتركيا، وكان آخر المغتالين على يد المنظمة لملحق العسكري البريطاني ستفين سوندرز الذي قتل في ضاحية خالندري (شمال أثينا) في يونيو (حزيران) عام 2000. وتوصلت الشرطة اليونانية إلى أعضاء المنظمة عقب عملية تفجير فاشلة في ميناء بيريوس (غرب أثينا) عشية 29 يونيو (حزيران) عام 2002، حيث أصيب أحد أعضاء الجماعة البارزين في ساقه وإحدى عينيه ولم يستطيع الهرب، وتم العثور بجواره على مفاتيح، تم من خلالها التوصل إلى مخابئ المنظمة في أحياء العاصمة أثينا وعناصرها.وعثرت الشرطة في المخابئ حينذاك، على شعار المنظمة والختم الخاص بها وجميع البيانات والمذكرات التي أعلنت سابقا عن طريق المنظمة، إضافة إلى المسدسات الخاصة بها وهي من نوع 38 ملم. ورشاشات ومتفجرات وقذائف وقنابل يدوية وطلقات رصاص وبارود وأجهزة إلكترونية ومعدات أخرى تستخدم في التفجيرات والأعمال الإرهابية.