قتيل و35 جريحا واحتجاز رهينتين في ثاني تمرد للأصوليين بالسجون الأردنية خلال شهر

TT

في ثاني تمرد واحداث شغب لاصوليين في السجون الاردنية خلال حوالي شهر لقي احد سجناء سجن قفقفا الاردني مصرعه متأثرا بجراحه بينما كان ينقل الى المستشفى فيما أصيب 35 من قوات الأمن والسجناء نتيجة الاحداث التي شهدها فجر امس سجن قفقفا (55 كيلومترا شمال عمان).

وكان السجن قد شهد صدامات بين نزلائه وغالبيتهم من الاسلاميين المحكومين والموقوفين، على خلفية قضايا تتعلق بالتخطيط للقيام بأعمال ارهابية وحيازة اسلحة ومتفجرات دون ترخيص رسمي، تمكن خلالها السجناء من احتجاز اثنين من رجال الأمن، مطالبين بإعادة اثنين من السجناء قامت ادارة السجن بعزلهما وهما: السعودي فهد نومان الفهيقي الذي صدر حكم بإعدامه بعد إدانته بالمحاولة الفاشلة لتفجير مركز الكرامة الحدودي مع العراق، وصدر حكم بإعدام ابو مصعب الزرقاوي غيابياً في نفس القضية، ومحمد درباس الموقوف على خلفية قضية تهريب عزمي الجيوسي المحكوم بالإعدام. وقال مصدر مطلع ان «احد السجناء يدعى خالد فوزي البشتاوي اصيب خلال اعمال الشغب التي اندلعت في سجن قفقفا لكنه لقي مصرعه بينما كانت سيارة اسعاف تقله الى مستشفى جرش الحكومي 12 كيلومترا عن سجن قفقفا بعد اصابته بعيار ناري في مواجهات مع الشرطة.

والقتيل البشتاوي من مواليد الاغوار الشمالية وهو متزوج وعمره 31 عاما من سكان شمال الاردن محكوم سنة ونصف السنة بعد ان ادانته محكمة أمن الدولة العام الماضي بحيازة اسلحة بقصد القيام بأعمال ارهابية ضد الاسرائيليين والأميركيين في مجموعة ارهابية اطلق عليها «مجموعة الطحاوي». واكد مصدر طبي في مستشفى جرش الحكومي انه وصل الى قسم الطوارئ اكثر من 25 اصابة من الشرطة والسجناء معظمهم مصابون بجروح مختلفة غادر معظمهم وبقي قيد العلاج ثلاث حالات، مشيرا الى انه تم نقل اربع حالات اخرى من قوات الأمن الى مستشفى مدينة الحسين الطبية في عمان نتيجة اصابتهم البليغة.

وقال شهود عيان ان قوات الأمن الاردنية اغلقت جميع الطرق المؤدية الى السجن في قفقفا وضربت حصارا حول السجن المشيد على تلة مشرفة الى طريق اربد ـ جرش وان قوة من مكافحة الشغب قوامها 700 عنصر قد قامت باقتحام السجن بعد ان تمكن السجناء من اخذ رهينتين من افراد ادارة السجن هما الرقيب عودة محمد رزق الشوابكة وسالم حسني الجعارات.

واكد الناطق الرسمي باسم الحكومة ناصر جودة ان قوات الأمن سيطرت كليا على سجن قفقفا، حيث يعتقل عدد من الاسلاميين المتطرفين، بعد الاحداث التي شهدها فجر امس.

واضاف ان «العملية بدأت في وقت مبكر بينما كانت الاجهزة المختصة تقوم بعملية تفتيش في المهجع بحثا عن ادوات حادة وسكاكين بحوزة السجناء الذين قاوموا ذلك الامر الذي اسفر عن اشتباك كما حصل تدافع» بين الطرفين.

وقال ان عملية التفتيش تقررت بعد معلومات وردت بهذا الخصوص وقد ضبطت قوات الأمن ادوات حادة وغيرها.

من جانبه صرح وزير الداخلية الاردني عيد الفايز ان اجهزة الأمن العام اجرت صباح امس عمليات تفتيش دورية في عدد من مراكز الاصلاح والتأهيل في المملكة بهدف ضبط مواد ممنوعة وردت معلومات حول حيازتها من قبل بعض النزلاء في عدد من المهاجع في هذه المراكز.

وقد تمت عمليات التفتيش بدون وقوع اي حوادث في جميع المراكز باستثناء مركز اصلاح وتأهيل قفقفا الذي شهد مقاومة من قبل نزلاء احد المهاجع لعمليات التفتيش الجارية مما ادى الى حدوث مصادمات بين قوات الأمن والنزلاء واعمال شغب قاموا بها نتج عنها اصابة خمسة عشر من عناصر الأمن العام وعشرين اصابة بين النزلاء مجملها اصابات بين خفيفة ومتوسطة وتم اسعاف جميع المصابين من افراد الأمن العام والنزلاء الى المستشفيات وقد غادر معظمهم تلك المستشفيات.

واضاف ان احد النزلاء المصابين توفي وهو في طريقه الى المستشفى ويدعى خالد فوزي علي البشتاوي كما تم ضبط عدد من المواد الممنوعة التي تم التفتيش عليها والبحث عنها كالأدوات الحادة والسكاكين ومواد كيماوية.

واكد وزير الداخلية ان الوضع في مركز تأهيل واصلاح قفقفا مسيطر عليه تماما الان وقد انتهت العملية كليا. وكانت مصادر أمنية اكدت في وقت سابق ان «شرطيين على الاقل احتجزا رهائن من قبل سجناء».=

واشارت الى «الاشتباه بأن يكون وراء العملية السجين الاصولي عبد شحادة حامد الطحاوي (52 عاما)، من اصول فلسطينية، الذي اصدرت محكمة أمن الدولة حكما بسجنه ثلاث سنوات العالم الماضي في قضية التخطيط لاغتيال ضباط في جهاز المخابرات». واوضحت ان «سجن قفقفا يضم سجناء من مختلف التيارات ضمنهم اسلاميون».

وقال الطحاوي في اتصال هاتفي مع قناة «الجزيرة» الفضائية «تم احتجاز شرطيين هما الرقيب عودة محمد رزق الشوابكة وسالم حسني الجعارات»، مشيرا الى انه تمكن من الحصول على «هاتف جوال بعد صلاة الفجر» من دون ان يوضح كيف تم ذلك.

واضاف «ثناء خروج السعودي المحكوم بالاعدام فهد نومان الفهيقي ومحمد درباس السجين لمشاركته بمحاولة تهريب عزمي الجيوسي (المقرب من ابو مصعب الزرقاوي) من سجن جويدة، اعتقلهما حراس السجن وهاجموا المهجع والقوا غازا مسيلا للدموع فحصل تدافع بين الأمن والسجناء الذين حاولوا هدم حائط المهجع». وتابع الطحاوي ان «لمهجع يضم 43 اسلاميا».

واضاف ان هناك جرحى في صفوف السجناء وهدد بقتل الرهينتين.

وكانت محكمة أمن الدولة اصدرت في 18 ديسمبر الماضي حكما باعدام الفهيقي بتهمة نقل وحيازة مواد متفجرة لاستخدامها على وجه غير مشروع لتفجير معبر الكرامة على الحدود العراقية.