خدمات سياحية مميزة وتخفيضات في النقل والإقامة والأكل

TT

* المغرب

* اقترح المغرب على رعاياه المقيمين بالخارج، صيغة جديدة لقضاء إجازات الصيف الحالي، تقوم على تقسيم الفترة المخصصة للإجازة بين دفء الأهل والاستمتاع بخدمات السياحة المغربية التي قدمت في شكل عرض مغر اطلق عليه «كنوز بلادي» يتضمن تخفيضات بنسبة 50 في المائة على أسعار خدمات الفنادق والمطاعم والنقل.

ويخوض مسؤولو قطاع السياحة المغربي سباقا مع الزمن أولا من أجل استمالة قطاع واسع من أفراد الجالية الذين بدأوا بالتوافد على المغرب لقضاء إجازات الصيف، وثانيا لاعتبارهم الرهان الذي تعتمد عليه الحكومة المغربية لمغالبة تأثيرات حرب العراق وحادث الدار البيضاء على القطاع السياحي.

وقال عادل الدويري وزير السياحة المغربي ان بلاده باتت تتعامل مع أبنائها المهاجرين كسياح مميزين، نقدم لهم خدمة مميزة وتنافسية وهي خدمة يستفيد منها ايضا المغاربة داخل بلادهم، وننتظر منهم المساهمة في رفع التحديات التي يواجهها القطاع السياحي في الفترة الراهنة، لكن الهدف الأبعد يكمن في إدماجهم كمكون أساسي في استراتيجية المغرب السياحية التي تهدف لاستقطاب 10 ملايين سائح سنة 2010، أي تحقيق نمو لعدد السياح بنسبة تزيد على 100 في المائة قياسا لعدد السياح الذين يفدون للمغرب حاليا.

ومن جهتها كشفت فتيحة بنيس المديرة العامة للمكتب المغربي للسياحة أن العرض المقدم يعد الأول من نوعه، وتم التوصل اليه نتيجة دراسة ميداينة أنجزت وأظهرت ان ميول الشباب وأبناء أفراد الجالية من الجيلين الثاني والثالث، يفضلون التعامل معهم كسياح خلال إجازات الصيف التي يقضونها في بلادهم، وان المغرب يقدم لهم اليوم خدمات سياحية مميزة وبأسعار مخفضة لإقناعهم بإختيار بلدهم كوجهة سياحية الى جانب زيارة الأهل والأصدقاء ، ملاحظة أن الجيل الأول من المهاجرين يفضلون زيارة الأهل.

ويتضمن عرض «كنوز بلادي» خدمات سياحية تشمل النقل والمطاعم والإقامة في الفنادق، بأسعار مخفضة بشكل كبير وتتجاوز نسب التخفيضات 50 في المائة، وضمنها مثلا تقديم عرض بثمن يبدأ بـ400 درهم مغربي (40 دولاراً أميركياً) لاقامة ليلة واحدة للشخص الواحد بنظام نصف وجبة أكل، في فنادق خمسة نجوم، ونفس العرض في فندق أربعة نجوم بسعر يبدأ من 200 درهم مغربي (20 دولاراً)، و180 درهماً بالنسبة لثلاثة نجوم و165 درهماً في فندق نجمتين، و110 دراهم في الاقامات السياحية.

وتدوم الفترة المخصصة للعرض ابتداء من أول يوليو (تموز) الحالي الى نهاية شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، ويحمل العرض شعاراً هو عبارة عن رسالة موجهة لأفراد الجالية المغربية تقول: «تعالوا لتستمتعوا بروعة بلدكم». وتوجه الرسائل والعروض عبر وسائل الاعلام والملصقات في الشوارع والميادين العامة وعبر رسائل هاتفية وكشوفات الحسابات المصرفية لأفراد الجالية وعبر الانترنيت، كما تسلم في شكل كتيبات في المطارات والموانئ، وأعد منها زهاء ثلاثمائة ألف نسخة.

ويعتبر العرض نتيجة لشراكة بين الحكومة ووكالات الأسفار وهيئات الفنادق، ويخضع لنظام العروض المقدمة من 180 فندقا في مختلف المسالك السياحية الشاطئية والجبلية والصحرواية والمدن، وتقدم الخدمات عبر 170 وكالة أسفار وعبرها فقط يمكن الاستفادة من العروض المقدمة. وتم وضع خط هاتفي خاص ورقمه 081002020، للتواصل مع أفراد الجالية وكذلك لتلقي شكاواهم وملاحظاتهم.

ولاحظ وزير السياحة المغربي أن عدد المغاربة المقيمن بالخارج الذين يزورون بلادهم بدأ يسجل ارتفاعا مطردا منذ 1996، مضيفا أن أبناء الجيلين الثاني والثالث أصبحوا يتصرفون كسياح حقيقيين أثناء وجودهم في بلادهم، مما ساهم في ارتفاع نسبة الايواء السياحي.

وشدد على ضرورة استغلال تجربة صيف 2003 بأنجع الطرق قصد معرفة ميول ورغبات الشباب المغاربة المقيمين بالخارج وتحديد متطلباتهم وحاجياتهم قصد تمكينهم من منتوجات سياحية ملائمة في أفق تسويقها مباشرة داخل البلدان المضيفة لهذه الفئة المرشحة لتشكل مكونا أساسيا في استراتيجية المغرب السياحية.

ومن جهتها شددت نزهة الشقروني الوزيرة المغربية المكلفة الجالية المغربية بالخارج على ضرورة التعامل مع أفراد الجالية بمنظور شمولي لتوثيق روابطهم مع بلدهم، من خلال تقديم خدمات سياحية ملائمة وتأطير ثقافي واجتماعي لترسيخ ارتباطهم بهويتهم وجذورهم المغربية. واكدت ان الحكومة المغربية اعتمدت برامج موجهة لأبناء الجالية الذين يعودون لبلادهم في الصيف وضمنها برنامج «اليوم الوطني للمهاجر» وفعاليات ثقافية واقتصادية موجهة للجالية تشهدها كبريات المدن المغربية. ويناهز عدد المهاجرين المغاربة الذين يعودون سنويا لقضاء إجازات الصيف في بلادهم مليونا ونصف المليون شخص، ويعودون عبر وسائل النقل الجوي والبحري ويستخدمون السيارات للعودة، وتشكل موانئ طنجة والناظور وباب سبتة أهم نقاط العبور التي تستقبل المهاجرين المغاربة الذين يشكلون نسبة 45 في المائة من عدد السياح الذين يفدون للمغرب سنويا. وتشير آخر الأرقام الى أن عدد الذين عادوا للمغرب خلال الأسابيع الأولى من موسم هذا العام ناهز مائة وثمانين ألف شخص، أي بنمو يقدر بـ18 في المائة حسب نفس الفترة من العام الماضي.

وتتميز حملة «كنوز بلادي» التي اطلقت في المغرب أخيرا خلال مؤتمر صحافي عقده وزير السياحة المغربي، بتركيزها للمرة الأولى على أفراد الجالية، وكانت العملية الأولى من حملة «كنوز بلادي» قد نظمت ما بين 14 ابريل (نيسان) و16 مايو (أيار) الماضيين ووجهت للسياحة الداخلية، وقدمت من خلالها تخفيضات في اسعار الخدمات السياحية بلغت نسبتها 50 في المائة، وبفضلها تم تحقيق ارتفاع في عدد السياح الداخليين بنسبة 20 و30 في المائة خلال شهري أبريل ومايو (أيار).