«الأخ سعودي؟ راجعنا بعد 15 يوم»

تزايد تأفف المصطافين السعوديين من إجراءات السفارات الأجنبية

TT

«الأخ سعودي؟ ... بعد 15 يوم»، هذه الجملة الاكثر ترددا في ردهات سفارات وقنصليات الدول المختلفة في الرياض وجدة. مدلولها انه يتطلب من طالب التأشيرة لدخول تلك الدول فترة ما بين شهر و15 يوما وفقا للاجراءات المتبعة في كل سفارة او قنصلية.

ويبدو التزاحم على شبابيك تقديم التأشيرات في هذا الوقت من العام، كثيفا للغاية، تزامنا مع بدء الاجازة الصيفية، وموسم السفر الى الخارج هروبا من ضغط العمل وزحام الصيف.

وأصبح في حكم العرف ان يرفق المواطن السعودي كتلة من الاوراق تكون داخل كل جواز سفر، تشير في اثباتاتها الى غرض السفر، ومكان الاقامة بالتحديد، وحجز الفندق في البلد المراد السفر إليه. كما يزيد التعقيد بضرورة استصدار تذكرة السفر مرفقة باستمارات طلب الحصول على تأشيرة.

وما يعزز ذلك، قول هيثم القاضي احد الموظفين في شركة محلية، إن عائلته ستسافر مطلع اغسطس المقبل، وبدأ منذ يوم أمس في إجراءات السفر إلى اسبانيا، حيث تملك العائلة منزلا صيفيا هناك. إنها تغييرات لم نعتدها كسعوديين لكنها حقيقة يفترض التعامل معها.

في صورة واقعية حدثت أمس، يتقدم شاب سعودي، يبدو عليه الثراء، ظهر أمس من بوابة إحدى القنصليات الاوربية في جدة، يسأل حارس الامن السوداني الجنسية عن امكانية انجاز التأشيرة في غضون اليوم ذاته او في اليوم التالي على اكثر تقدير كونه مضطرا للسفر في اليوم التالي. اجابه الحارس بتبسم: يا سيدي الوضع تغير منذ زمن.. فالجميع هنا يحتاج الى عدة ايام للحصول على تأشيرة وليس في يوم واحد.. يمكنك تأجيل رحلتك لحين الحصول على تأشيرة.

وفيما تتردد اصوات المتأففين من زحام الطوابير أمام السفارات، ظهرت تجارة موسمية، تتم في مكاتب الخدمات التي تساهم في تولي المهمة، وتقديم الخدمات في استخراج تأشيرات الدخول للدول المراد الوصول إليها مع دفع تكلفة تصل إلى 100 ريال عن الجواز الواحد و150 عن كل جوازي سفر مقدمين مع بعضهما. (الدولار 3.75 ريال).

وفي الخصوص ذاته، قال أمس لـ«الشرق الأوسط» اللواء عبد العزيز سجيني مدير الادارة العامة للجوازات إن «مهمة الادارة لا تتعلق بالتأشيرات وغيرها التي تواجه المسافرين، وهي من اختصاص وزارة الخارجية. وموسميا اطلقنا حملات توعية للمسافرين بشأن ضرورة المحافظة على وثائق السفر، كذلك الدعوة الى نيل الجوازات المقروءة الجديدة، والتي تساهم في حفظ المعلومات بشكل افضل».

من جانبه، لم يفضل مسؤول العلاقات الاعلامية في القنصلية الاميركية التطرق الى موضوع مدد وعدد التأشيرات المطلوبة من السعوديين للسفر الى الولايات المتحدة هذا الصيف، مكتفيا باعطاء موقع الانترنت الخاص بالقنصلية للبحث فيه.

ويلقى جميع من يتعطل سفرهم او لم يتمكنوا من الحصول على تأشيرات باللوم على من كان السبب في ذلك، يوم 11 سبتمبر 2001، الذي كان فصلا مهما في ذلك التغيير، وتبعتها احداث جسام، جعلت من الصعوبة تصحيح الصورة عن السعوديين دون مضي وقت.

وفي ختام المطاف، قال محمد بن حاضر، احد رجال الاعمال السعوديين، ان سفراته المتعددة الى أوروبا تجعله يحصل على تأشيرات طويلة الأمد، وهو لا يواجه صعوبة تذكر، عدا الوقت الذي يتطلبه احيانا للحصول على تلك التأشيرات.