سياحة الجبال والواحات تستقطب السياح الأجانب في المغرب

مغارة هرقل قرب مدينة طنجة الأكثر شهرة التي تستقطب السياح

TT

احداث الانفجارات الاخيرة في الدار البيضاء لم يكن لها اي اثر يذكر على قطاع خاص من السياحة المغربية الذي يستقطب الباحثين عن مجاهل المغارات والجبال والقصور الطينية العتيقة في قلب الواحات، فالمغرب يشهد في السنوات الاخيرة اقبالا متزايدا خاصة من السياح الاجانب نحو تلك المناطق، فهي الى جانب انها اكثر امنا وطمأنينة للسائح الاوروبي تتيح ايضا اشباع رغبة الاستكشاف والمغامرة في مساحة تقدر بنحو 100 الف كيلو متر مربع من المناطق الجبلية التي يتجاوز علوها 22000 متر، بالاضافة الى عشرات المغارات المنتشرة في جبال الاطلس، كما ان مناطق جنوب المغرب في ما يعرف بطريق القصبات، تزخر هي ايضا بمئات القصور المشيدة من تراب اخذت لون الرمال وحول الكثير منها الى مطاعم ومقاه تستهوي السياح الاجانب.

وتعتبر منطقة مراكش بوابة المناطق الجبلية في المغرب واهم اقطاب السياحة التي يراهن المغرب عليها لاستقطاب 10 ملايين سائح سنويا خلال السنوات المقبلة، فقد تم بناء نحو 200 مسكن جبلي في منطقة ازيلال (قرب مراكش)، وأُهل العشرات من المرشدين السياحيين المتخصصين في السياحة الجبلية كما تم تصنيف 50 مأوى جبلي يمكن ان يقصدها السياح. وتعتبر محطة اوكايمدن الجبلية للرياضات الشتوية الاكثر علوا على الصعيد الافريقي، ويؤهلها موقعها القريب من مدينة مراكش (70 كيلو متراً) من استقبال في كل موسم أكثر من سبعة آلاف زائر.

وما زالت مسالك ومتاهات مغارة ويت تيمدوين قرب مدينة اكادير تستأثر باهتمام هواة الاستغوار خاصة من دول مثل فرنسا وكندا واسبانيا وايرلندا، فعلى امتداد حوالي 20 كيلو مترا في عمق الجبال تزخر هذه المغارة ببحيرات ومناظر طبيعية يتطلب عبورها استعمال قوارب صغيرة ،فيما تعتبر منطقة جبال افران قرب مدينة فاس بوسط المغرب، المحطة الثانية من ناحية الاهمية للممارسة السياحة الجبلية وان كانت هذه المنطفة تتميز عن سابقاتها بانها قبلة الزائرين في الصيف والشتاء معا.

اما المغارة الاكثر شهرة في المغرب والتي تستقطب السياح منذ اكتشافها في سنة 1906، فهي مغارة هرقل قرب مدينة طنجة، وتعتبر اكبر مغارات شمال افريقيا حيث توجد فيها سراديب تمتد احيانا الى مسافة 30 كيلو متراً في باطن الارض. اضف الى تلك المغارات المذكورة توجد بشرق المغرب العديد من المغارات التي تستقطب الزوار لسهولة مسالكها ومداخلها، واشهرها مغارة (الجمل) التي يصل عمقها الى 25 كيلو مترا داخل الجبل، وتتميز بدرجة حرارتها المرتفعة حتى في عز الشتاء اذ تبلغ نحو 48 درجة مأوية.

أما عشاق البنايات التاريخية في قلب الصحراء، وفرت لهم ما يعرف بالقصبات، وهي عبارة عن قصور طينية تبدو كقلاع محصنة تقع في واحات النخيل الممتدة على طول 200 كلم وفي مناطق كثيرة في كل من جنوب المغرب خاصة عند ملتقى الطرق بين انهار درعة واددس وزيز.

واشهر هذه القصور التي تشبه لون الرمال، قصبة تاوريرت ومن ثم قصبة ايت بنحدو، وقد ضمتا ضمن لائحة التراث العالمي لليونيسكو، كما انهما اضحتا قبلة للمخرجين السينمائيين العالميين، فقد ظهرتا في العديد من الافلام التي صورت في المغرب خلال السنوات الماضية اهمية هذه القصور التاريخية اليوم التي لا تخفي على احد، فقد اصبحت قبلة للسياح الاجانب خاصة من كبار السن، الذين يجدون في هذه الامكنة التي جهزت جيدا بأثاث تقليدي، اجواء رومانسية تلهب الخيال مع تناول الشاي الاخضر والمأكولات المغربية التقليدية الشهيرة.