القاهرة وبيروت ودمشق أبرز المحطات العربية للسياح السعوديين العام الحالي

الطيار: تراجع الطلب للسفر إلى أميركا بنسبه 80 في المائة وبعض الدول الأوروبية وماليزيا بنسبة 50 في المائة

TT

تحركت بوصلة السياح السعوديين هذا العام نحو اكتشاف وجهات سفر جديدة، لم تكن معهودة لديهم من قبل. فقد سجلت وكالات السفر والسياحة زيادة في عدد السياح السعوديين الراغبين في قضاء اجازاتهم في جزر ومرتفعات لم تكن يوما مفضلة لديهم، الا ان احداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة ووباء «سارس» في جنوب شرقي اسيا وحرب العراق وتفجيرات الدار البيضاء اجتمعت كلها لتؤثر من توجهات السعوديين الراغبين في قضاء اجازاتهم خارج بلدهم. فقد فضلت الغالبية العظمى من هؤلاء السعوديين قضاء اجازاتهم في البلدان العربية القريبة التي تتمتع بمناخ وفعاليات مميزة وتتصف بالأمان مثل القاهرة وبيروت ودبي ودمشق، بينما فضل السياح الذين اعتادوا قضاء اجازاتهم في الولايات المتحدة وبريطانيا التوجه هذا العام الى بلدان اخرى مثل فرنسا وسويسرا وايطاليا واسبانيا وجزر المالديف والقارة الاسترالية.

وأغلقت مكاتب السفر والسياحة في السعودية مؤخرا حجوزات الرحلات الجوية المغادرة إلى عدد من الدول العربية ومنها القاهرة ودمشق وعمّان وبيروت ودبي بسبب الازدحام الشديد من قبل المسافرين لهذه البلاد. وطالب عدد من مالكي ومديري شركات السفر والسياحة في السعودية بضرورة زيادة السعة الاستيعابية للرحلات الجوية لهذه الدول، مع زيادة عدد الرحلات للقاهرة ودمشق وبيروت بدلا من الرحلات التي تم تخفيضها إلى دول أميركا واوروبا والشرق الأقصى. واشار الدكتور ناصر الطيار رئيس مجلس ادارة شركة مجموعة «الطيار» إلى تراجع الطلب للسفر الى أميركا بنسبه 80 في المائة وبعض الدول الأوروبية وماليزيا بنسبه 50 في المائة بسبب تداعيات أحداث 11 سبتمبر وغلاء الأسعار وارتفاع سعر اليورو وصعوبة الحصول على تأشيرات الدخول، وانتشار مرض السارس في بعض دول شرق اسيا.

وذكر نعمان محمد مدير قسم السياحة في احدى وكالات السفر انهم سجلوا ارتفاعاً كبيراً هذا العام في عدد الحجوزات المتوجهة الى البلدان العربية خاصة لبنان ومصر. وحرص العديد من هذه الاسر على مبكرا قبل بداية الاجازة وذلك لاعتقادهم ان توجهات السعوديين ستتركز على هذين البلدين.

واضاف ان زبائننا الذين اعتادوا قضاء اجازاتهم في الولايات المتحدة غيروا هذه السنة وجهتهم بسبب المخاوف والانعكاسات السلبية التي قد تحدث لهم في اميركا بالاضافة الى طول الاجراءات الصارمة لاستصدار تأشيرة دخول الى الولايات المتحدة، مضيفاً اننا ساعدنا بعض زبائننا على وضع برامج مرنة لقضاء اجازاتهم حيث يتمكنون من زيارة اكثر من بلد واحد خلال الاجازة. وتبدأ الرحلة عادة بزيارة احدى الدول الاوروبية وقبل نهاية الاجازة يتم التوجه الى احدى العواصم العربية خاصة القاهرة او بيروت ثم العودة الى السعودية في الاسبوع الاخير من الاجازة الصيفة.

من ناحية اخرى، ذكر مسؤول في احدى وكالات السفر والسياحة ان بعض السياح السعوديين، خاصة فئة الشباب الذين اعتادوا قضاء اجازاتهم في المغرب غيروا وجهتهم هذه السنة مفضلين بلداناً اخرى مثل تونس والقاهرة ودمشق وصوفيا وبراغ واعادوا سبب هذا التغيير الى المخاوف الامنية التي قد يشهدها هذا البلد، الا ان بعض السياح الذين تعودوا على قضاء اجازاتهم في المغرب لم يأبهوا للاحداث وقرروا الاستمرار في قضاء اجازاتهم بين شواطئ اغادير وطنجة والدار البيضاء. واضاف ان سياحا سعوديين فضلوا التوجه الى الاردن خاصة العائلات. وهناك عائلات اخرى فضلت اكتشاف اماكن لم يسبق لهم ان زاروها مثل جزر المالديف الواقعة في المحيط الهندي والقريبة من السواحل العربية وكذلك استراليا التي رغم بعدها عن دول الخليج الا انها بدأت تشهد زيادة سنوية ملحوظة في عدد السياح السعوديين المتجهين اليها. وقال علي عبد الله انه خطط لقضاء اجازته برفقة عائلته في ربوع الاردن بعد ان اطلع على نشرات سياحية لهذا البلد قدمها له احد اصدقائه الاردنيين. واضاف انه رغم قرب هذا البلد الى السعودية الا انه لم يكن هناك توجه كبير من السعوديين لقضاء اجازاتهم فيه. وذكر علي احمد انه اعتاد قضاء اجازته سنوياً في الاردن بسبب تنوع المصادر السياحية في هذا البلد وتمتعه بمناظر جميلة ومناخ معتدل صيفاً خاصة في المناطق الشمالية، بالاضافة الى انه مكان مناسب للسياحة العلاجية الطبيعية نظرا لتوفر ينابيع معدنية مميزة ومنتوجات علاجية مستخرجة من البحر الميت، مضيفاً ان هناك ميزة اخرى في هذا البلد هي توفر الامان والروح الطيبة التي يتمتع بها شعب الاردن.

من جانبه، قال عمر العطاس انه قرر قضاء اجازته برفقة عائلته ما بين ايطاليا وفرنسا، مضيفاً انه سبق له وان زار فرنسا ولكنها المرة الاولى التي سيتوجه فيها الى ايطاليا ويرغب على وجه الخصوص في زيارة مدينة البندقية (فينيسيا) بعد ما شاهد برنامجاً سياحياً عن هذه المدينة المشهورة بشوارعها البحرية.

من ناحية اخرى، نصحت مصادر سياحية عموم السياح الراغبين في قضاء اجازاتهم خارج السعودية بالتوجه الى مكاتب السفر والسياحة الكبرى والمعروفة للحجز والحرص على ترتيت جدول الرحلة بما فيها السكن والتنقلات والاماكن المراد زيارتها قبل وقت كاف من الرحلة. وحذر المصدر من بعض وكالات السفر المغمورة التي تظهر اثناء الاجازات وتقوم بممارسة الغش والخداع مع زبائنها عبر طرح برامج ذات اسعار متدنية ثم ما يلبث السائح ان يكتشف بعد وصوله الى البلد المعني انه لا وجود لهذه الوكالات او يكتشف ان الاماكن المعدة للسكن تقع في مواقع بعيدة او في اطراف المدن وذات مستوى متدن مما يعرضه الى المخاطر والخسائر.

واضاف ان العديد من وكالات السفر الكبرى تقدم ضمان خدمة الجودة لعملائها عبر متابعة وحل أي مشاكل قد يتعرضون لها فيما يخص تأكيد الحجز ودرجة السكن وملاءمته، بالاضافة الى مرونة التغيير او التمديد حسب ما يتناسب ورغبات السائح.