السعوديات يجدن في الصيف فرصة للتسوق والترفيه لأن برامج السياحة تهتم بالعائلات

TT

تحتدم وتيرة المهرجانات السياحية خلال هذا الصيف في مدينة جدة باعتبارها من أهم المناطق المطلة على الساحل الغربي للسعودية ويرافق هذه الاحتفالات عدد من الفعاليات المنظمة في كل جانب من جوانبها من حيث المراكز التجارية أو الأمكنة الترفيهية وباقي القاعات المخصصة في الفنادق والتي يتحول عدد منها في أيام الصيف لإقامة ندوات واستعراضات ثقافية وترفيهية تهم العائلة السعودية.

وقد انطلقت الرغبة في أن تضع المرأة السعودية نفسها في دور المنافسة او كسر «شعبية» دور الرجل في التحكم بتنظيم أحد هذه الفعاليات, ومن هنا قالت منى الأحدب منظمة مهرجانات وحفلات خاصة بالمرأة انها تنوي القيام بمهرجان ثقافي خاص بالمرأة داخل أحد الأسواق التجارية في جدة ويستمر لمدة شهر واحد، تتخلله ندوات عن جمال الوجه والتجميل, وتستضيف فيه أخصائيين بالعناية بالبشرة على مستوى عال من الكفاءة الى جانب إعداد المسابقات والسحوبات وجوائز للفائزين.

وتنتظر مجموعة أخرى من الفتيات العاملات في مجال التسويق السياحي كمندوبات تسويق مع شركات السياحة والسفر، دورهن في موسم الصيف بالترويج عن العروض السياحة الداخلية للأسرة من خلال علاقاتهن بسيدات المجتمع, وتقوم المسوقة بترويج منتجها من البرامج والتي تدخل أسعار العروض المقدمة ضمن أسس الربح بالعمولة لكل مسوقة، حيث يزداد سعر العرض حسب المميزات المقدمة في كل منطقة، وذلك حسبما قالته نجاح قاسم «نحن نلاقي اقبالا واسعاً على منطقة الشاطئ على الساحل الغربي في مدينة جدة وهي اكثر العروض ارتفاعا في الطلب لقساوة درجة الحرارة صيفا، ويبدأ العرض المقرر للأسرة في اليوم الواحد بنزهة قصيرة داخل يخت ولمدة ساعة مع وجبة طعام بمبلغ 600 ريال سعودي، عدا عن باقي البرنامج حسب رغبة كل عائلة، فيما يخفضها قسم آخر من المسوقات للسائحات الاجانب بهدف استقطاب اكبر عدد من العملاء واطالة مدة الدورة او الرحلة الترويحية في المنطقة الساحلية». والأمر بالنسبة لحنان قحطاني تعمل في شركة سياحية ضمن فريق نسائي مكون من 4 شابات لا يختلف تماماً عن ما قالته صديقتها نجاح، فحنان تعرفت على جالية اجنبية من السيدات يرغبن في قضاء ايام عطلتهن الصيفية القصيرة داخل ربوع المملكة, بهدف التعرف على المناطق الاثرية والجبلية، وقالت حنان «اتممنا عدداً من البرامج نالت رواجا كبيراً منها في الرياض وأخرى في الساحل الشرقي، وأضافت بأن مجموعة من السيدات اعتدن على قضاء أوقاتهن نهاية الاسبوع في جبال عسير بين أبها والباحة وخميس مشيط», موضحة بأن السياحة الصحراوية بدأت تلاقي رواجاً كبيراً كونها تستغرق نصف يوم وبسعر مخفض, وأضافت حنان تقول «يقوم المكتب التابع لنا بتنظيم هذه العروض وترتيب الاسعار والتي تنافس غيرنا من المكاتب في هذا الشأن بحيث أن العرض يبدأ لليوم بـ 1500 ريال للشخص الواحد، ناهيك من النسبة التي تنالها المسوقة من قيمة الارباح الاجمالية في كل مرة».

وهكذا يصبح موسم المهرجانات الصيفية حالة سياحية عامة تخضع لقانون العرض والطلب في جدة, وتتحول المرأة السعودية فيه لدور المسوقة للمهرجانات والعروض السياحية في الصيف الى «رجل أعمال» بالدرجة الأولى، تعمل على جذب العائلات, وما يشجع المرأة الى الالتحتاق بهذا النوع من العمل لأن معظم هذه الفعاليات موجهة الى الأسرة السعودية التي اصبحت تنتظرها كل عام، كما تشترط الكثير من المراكز التجارية التي تنظمها دخول العائلة فقط الأمر الذي يعني أن تلك الفعاليات تجذب النساء والأطفال بما تتضمنه من نشاطات منوعة فضلا عن أن هذه البرامج تضم في الغالب شخصيات كرتونية وعروضاً بهلوانية حيث تعتبر في المقابل فعاليات الشباب المقامة في بعض الأمكنة ضعيفة أصلاً.

واعتبرت هالة عبد الهادي أن جمع عدد من النزهات المختلفة يزيد من كلفة الأجرة لليوم وقالت «ما يدفعنا إلى مضاعفة سعر بطاقة العرض»، وعن سبب التركيز على مكان دون آخر أيام الصيف اضافت هالة «أن اختيار المكان للسائح ينبثق عن منطقة الجذب السياحي في حال اختياره لأيام تقع في فصل الصيف، ومن الممكن أن يكون المكان تلبية لرغبة العائلة في محطة سياحية معينة دون غيرها كالمناطق الجنوبية مثلاً».

وأشارت هالة أن المصطافين الخليجيين يتم استقبالهم من خلال فريق الشباب التابع لمكتبهم السياحي من المطار وإلى أي مكان يريدون الإقامة به في المنتجعات السعودية أو الفنادق، وقالت: «تبقى مهمتنا مع النساء اللاتي يرغبن في التعامل مع سيدة». لذلك ترافقت فعاليات المهرجانات الصيفية مع عروض السياحة التي تطلقها مكاتب السفر والسياحة السعودية التي تستغل علاقة المرأة بمجتمعها للعمل معها في ترويج منتجها المتجدد كل عام، وعلى الرغم من زحمة الفعاليات إلا أن الملاحظة التي تبديها الأسر تكمن في الأسعار المرتفعة التي تتحصلها الشركات المنظمة سواء من رسوم التذاكر أو المنتجات التي ترافق هذه العروض، مما يفقد فرصة الأسر ذوي الدخل المنخفض تكرار تجربة الزيارة لفعاليات أخرى, وهي الشريحة المستهدفة من المهرجان خاصة إذا ما علمنا أن الطبقة ذات الدخل المرتفع تفضل قضاء اجازة الصيف في الخارج.