خلافا للانطباع السائد: حظوظ وافرة للسائح في الرياض

TT

اذا كانت الصورة العامة الموجودة في أذهان كثير من المقبلين للرياض للمرة الأولى أنها مدينة جادة ومدينة عمل، وليست للسياحة أو الترفيه، فان خطأ اعتقادهم يتبين بعد وصولهم. فالواقع يختلف عن ذلك الانطباع كثيرا. هذه المدينة فيها الكثير مما يعجب ويدهش الزائر، بل إن من جمال وتميز السياحة في هذه المدينة أن السائح سيجد الجديد وغير المألوف في أنحاء العالم. فمجتمع الرياض ومدينة الرياض لهما خصائص فريدة تميزهما عن الآخرين.

مدينة الرياض من المدن التي لن يشعر الزائر فيها بالملل، ولكن عليه أن يسأل عن أماكن الاستجمام، فهي كثيرة ومنوعة ومتاحة للجميع، فالجميع هنا يرحب بالزائرين، ويوجد في الرياض ما يزيد عن ربع السكان من غير أهل البلد، وجميعهم يشاركون أهل البلد في هذه الأنواع من الترفيه الفريد والمحبب عند الجميع.

* عالم الترفيه

* يجد الزائر لمدينة الرياض أن هذه المدينة تقدم الغرائب في عالم الترفيه، فهناك الحدائق الجميلة والموجودة بكثرة في مدينة الرياض، هذه الحدائق جميعها مفتوحة للجميع، ويمكن قضاء وقت جميل فيها مع الأسرة أو مع الأصدقاء، مع التمتع بوجبات يتم تجهيزها في أماكن متوفرة في هذه المتنزهات. وتوجد في مقابل ذلك متنزهات خاصة، وهذه المتنزهات ليس لها مثيل في العالم، ومبنية بمواصفات تتمشى مع البيئة الحارة والبيئة الاجتماعية المحافظة، فهذه المتنزهات تقدم الكثير من الترفيه وخاصة للصغار، وتتميز أولا بتوفير خدمات خاصة مثل الغرف المنفصلة عن غيرها والمجهزة والمكيفة بالهواء البارد والتلفزيونات بقنوات عديدة. إضافة إلى أن هذه المتنزهات تقدم ما هو مفقود في هذه البلاد الجافة، وهو المسطحات المائية التي تبدو وكأن المتنزه بني على جانب البحيرات العميقة والكبيرة، وهنا يتمتع الجميع بالتبرد والسباحة وركوب القوارب في منطقة لا يمكن أن يتخيل الغريب أنه يجدها في مدينة الرياض عاصمة الجفاف وندرة الماء. وعادة توجد الألعاب الكثيرة التي يتمتع بها الصغار والكبار، ولا تخلو هذه المتنزهات من الأسواق ومن المقاهي العديدة والمطاعم التي يزدحم عليها زوار هذه المتنزهات، على الرغم من أن للزائرين الحق في استخدام مطابخهم، وحدائقهم الخاصة للطبخ والشوي حسبما يرغب الزائر.

* المقاهي الحديثة أكثر شعبية

* قد تكون الصفة العامة للمقاهي أنها أماكن شعبية يجتمع فيها الناس ليتبادلوا الأحاديث مع شرب الشاي أو المرطبات، ولكن في الرياض نوعين من المقاهي: المقاهي الشعبية، وهي توجد خارج المدينة، وتحتاج إلى وسيلة مواصلات خاصة للوصول إليها، وغالبا هي خاصة بأهل البلد، حيث تم تصميمها بما يتناسب مع عادات المجتمع، فالجلسات مصممة على أساس الجلوس على الأرض حسب ما يفضله المجتمع، وفي داخل غرف مربعة محاطة بحيطان لا ترتفع اكثر من نصف متر. وغالبا يوجد تلفزيون لكل غرفة، وقد يصل عددها إلى 100 غرفة، وتوجد مقاه كبيرة جدا تتسع إلى ما يزيد على 1000 شخص. وهناك المقاهي الحديثة، وهي مقاه ليست على أرصفة الشوارع كما هو مألوف في الدول الأوروبية أو بعض الدول العربية، فالجو في مدينة الرياض لا يساعد على الجلوس في الهواء الطلق. لذا فإن أغلب المقاهي هي محلات داخل الأسواق، توجد بين المحلات التجارية، ويجد فيها الزائر الجلسة المريحة، مثلها مثل صالات الاستقبال في الفنادق الفخمة، وتقدم لزوارها القهوة والشاي وبعض المأكولات، أي أن المقاهي في مدينة الرياض تتميز بأنها دائما درجة أولى لما تقدمه من مشروبات ومن جلسات مريحة وقريبة جدا من المتسوقي.

* أسواق قديمة أوعصرية

* توجد في الرياض أسواق شعبية قديمة تعود في شكلها وترتيبها وتنظيمها إلى عصور مضت، يشم فيها ابن البلد رائحة الماضي والتاريخ، وفيها ما يدهش السائح ويعرفه عن إمكانيات أبناء الصحراء في زمن غير بعيد عندما يقارن بين هذه الأسواق الشعبية وبين الأسواق الحديثة والعصرية المجاورة لها.

وتوجد الأسواق الحديثة التي لا تتوفر إلا في عواصم ومدن العالم الشهيرة، بل إن في مدينة الرياض أسواقا حديثة وذات تصميمات هندسية رائعة تعتبر مزارا بذاتها كأسواق المملكة والفيصلية، وهي الموجودة في مبنى الفيصلية، والذي يعتبر أول مبنى يصنف من مباني فئة ناطحات السحاب في الشرق العربي، ويتكون هذا المبنى من مكاتب تجارية وفنادق من الدرجة الأولى، ومجمع تجاري كبير يمتد وينتشر على مدى ستة أدوار كاملة لا يجد فيها السائح ما يحتاجه فقط بل يجد الجديد الذي يغريه على الشراء.

وعلى مسافة غير بعيدة من هذا المركز الكبير توجد علامة أرضية لا يمكن أن تفوت عن عين الزائر لمدينة الرياض بشكلها الفريد، وهندستها غير المألوفة للعين، وهي مبنى المملكة، وهو أيضا مبنى من فئة ناطحات السحاب، ويحتوي على أسواق حديثة وعديدة لا يكفي يوم واحد للمرور عليها. وتتوفر في هذه الأسواق أحدث البضائع وآخر صرعات الموضة، وفيها أيضا فروع لبيوت الإبداع العالمية التي لا تتوفر إلا في لندن وباريس ونيويورك وميلانو وطوكيو، ونجد أن مدينة الرياض تكتب بجانب هذه المدن في قائمة فروعها التي يفاخرون فيها.