الأسواق الشعبية والمواسم وأنواع الأكلات تجذب السياح في المغرب

TT

قد تغريك عدة عناصر لتزور بلدا ما، مثل تعدد مواقعه الدينية والتاريخية وما خلفته الحضارات المتعاقبة من معالم أثرية، أو تنوعه الجغرافي الذي يجتمع فيه البحر والسهل والجبل والشاطئ والصحراء وما توفره كل منطقة من مناخ فريد.

وفي المغرب توجد أسباب تفضيل بعض السياح له دون غيره الدول، مثل بعض العادات والتقاليد الراسخة كرقصة أحواش أو موسم الزواج في املشيل أو أكلة الكسكس أو حتى معاينة صناعة الفخار، ومما يعني أن معايير الجذب السياحي ليست دائما ثابتة ومرتبطة بأبجديات الضيافة والخدمة الممتازة انها تطوّرت لتطال عناصر أخرى ساهمت في نمو وتطور القطاع السياحي. هذه العناصر ذات البعد الاجتماعي والإنساني أغرت السائح باكتشافها، وباتت أكثر اهمية مما يقدم له من برامج ترفيهية وتنشيطية في المنتجعات والفنادق.

والأسواق الشعبية والمواسم أكثر ما يشد انتباه السياح في المغرب، فموسم حب الملوك السنوي الذي يقام في مدينة صفرو ويتوج باختيار ملكة للجمال بات يستقطب أعدادا من الأجانب، شأنه في ذلك شأن موسم املشيل (موسم الحب والزواج)، المعروف بأسطورة الحبيبين اللذين حالت الظروف دون زواجهما فذرفا نهرا من الدمع غذته جبال الأطلس يوما بعد آخر لتواعد العشاق، سنة بعد أخرى، والاحتفاء بزواج جماعي لعشرات الفتيان والفتيات. أصبحت الأسواق الشعبية وجهة للسياح، يجدون فيها تحف الصانع المغربي من خزف وفخار ومنسوجات وملابس، فضلا عن كونها موعدا أسبوعيا للتلاقي بين سكان المدن والقرى.

وداخل الأسواق تجري ممارسات تنتمي إلى التقاليد والموروث الثقافي والاجتماعي بدءا من الفرق الغنائية التي تقدم ألوان الفنون ورواة الحكايات الشعبية، وقراء الطالع وغيرهم ممن يتسابق السياح الى مشاهدتهم ضمن الحلقات الملتفة حولهم. أما المهرجانات فلها زوارها حيث عروض الفرق الشعبية واستعراضات الفروسية والألعاب النارية.

القصور الطينية العتيقة المعروفة بالقلاع والمنتشرة في الواحات تجذب بدورها السياح، خاصة تلك التي جرى فيها تصوير فيلم شهير، شأنها شأن المآثر المهمة مثل ساحة جامع الفنا بمراكش. أما الأطباق المغربية المعروفة عالميا فتشكل أهم أسباب الزيارة ليس فقط للتلذذ بتناولها بل للوقوف على كيفية تحضيرها، حتى عربات الحنطور والجياد والجمال المنتشرة على الشواطئ وداخل المدن باتت مغرية للسياح.