زورق بخاري تاريخي سويسري يجذب السائحين العرب صيفا

TT

يقبل السائحون ورجال الأعمال والزائرون لسويسرا في العادة على شراء وتذوق بعض الاصناف الجديدة من الشوكولاته السويسرية الفاخرة أو شراء الساعات الثمينة، الا ان ما يجهله معظمهم هو ان هذه الدولة توفر اسطولا تاريخيا من الزوارق البخارية المثيرة، التي ستنال حقا اعجاب آلاف المسافرين العرب الذين يقضون عطلاتهم في سويسرا كل عام.

وكان أول من قدم الزوارق البخارية في سويسرا ادوارد شيرش، القنصل الاميركي في فرنسا واحد كبار مشجعي الزوارق البخارية. ومنذ ذلك الوقت استخدمت الزوارق البخارية في سويسرا كوسيلة مواصلات للانتقال من مكان لآخر، وأبحر اول زورق بخاري في مياه بحيرة جنيف سويسرا عام 1823.

ويتوفر حاليا أكثر من 100 زورق بخاري في مياه 14 بحيرة في سويسرا، وجرى اخيرا تحديث وتجديد الزورق البخاري «مونترو» الذي يعد احد اقدم واجمل الزوارق البخارية السويسرية ويرسو الزورق مونترو يوميا في معلم شعبي تاريخي بارز آخر في بحيرة جنيف، وهو فندق بوريفاج بالاس الشهير الذي شيد أيضا قبل اكثر من قرن من الزمن.

واحتفل في العام الحالي بمرور 100 عام على صناعة الزورق البخاري «مونترو» وكان الزورق قد شيد في عام 1904 عندما كانت بحيرة جنيف في مراحل تطويرها الاولى كوجهة للطبقات الاجتماعية الراقية لأغنياء ومشاهير أوروبا.

وادخلت أول تعديلات على الزورق البخاري «مونترو» في عامه الستين عندما قرر مالك الزورق تجديد وتحديث الديكورات الداخلية واستبدال محركه البخاري بمحرك ديزل. وشكلت هذه الخطوة نكسة كبيرة لعشاق المحركات البخارية الذين شهدوا نهاية عصر الآلة البخارية. وأزيلت النواعير الدافعة العاملة على البخار والتي كانت تحيط بالسفينة، ليحل مكانها محرك يترجرج ويصدر صوتا عاليا.

وفي عام 1977 خضع الزورق البخاري «مونترو» مرة اخرى لتغييرات دراماتيكية وأعيد الى المياه بعد مضي اربع سنوات بعد اكتمال مشروع تحديث وتجديد للزورق بلغت تكلفته 6.8 مليون دولار اميركي. ليستعيد روعة جماله ورونقه التاريخي السابق. واعيدت ديكورات الزورق الى سابق عهدها الاصلي وازيل محرك الديزل ليحل مكانه محرك بخاري حديث ليستعيد بذلك رومانسيته التي اشتهر بها عند صناعته قبل 100 عام.

ويبحر «مونترو» خلال شهري يوليو (تموز) وأغسطس (آب) ثلاث مرات يوميا من لوزان الى وجهات مدهشة حول البحيرة منها المتحف الوطني السويسري، منتجع ايفيان، قرية وايفور التي يعود تاريخها الى القرن الرابع عشر وتقع على ضفاف بحيرة جنيف التي تعتبر من اكثر المناطق الزاخرة بأجمل المناظر الطبيعية الفرنسية الخلابة.

وتعد جولات الزورق البخاري «مونترو» من اجمل الجولات التي يقضي خلالها السائحون سويعات رومانسية حالمة مليئة بالمناظر الطبيعية الخلابة والمأكولات والمشروبات الشهية التي يشرف على تزويدها فندق بوريفاج بالاس الذي اشتهر على مر العقود كمحطة راحة واسترخاء للعديد من الاباطرة والقياصرة والملوك والرؤساء من كافة انحاء العالم. كما يعد احد اكثر فنادق سويسرا اناقة وجمالا.

ويطل فندق بوريفاج بالاس على ضفاف بحيرة جنيف وقمم جبال الالب السويسرية ومنطقة لوزان الشهيرة وهو أكثر مناطق أوروبا اخضرارا. ويقع على بعد دقائق قليلة من مرسى الزورق البخاري «مونترو» وجهز بوريفاج بالاس عرضا مفصلا للمسافرين العرب يشمل قضاء ليلتين في غرفة مطلة على بحيرة جنيف، افطار، بالاضافة الى عشاء فاخر على متن الزورق البخاري «مونترو» خلال جولة يمخر خلالها عباب مياه بحيرة جنيف.

وتبدأ اسعار العرض من 752 فرنكا سويسريا لليلة للغرفة المزدوجة ويسري العرض خلال شهري يوليو واغسطس فقط، وبإمكان الضيوف تمديد فترة اقامتهم مقابل 570 فرنكا سويسريا للشخص لليلة.

وتعتبر سويسرا فندق بوريفاج بالاس والزورق البخاري «مونترو» رمزين من رموز تراث لوزان التاريخي العريق. وبذلت كافة الجهود الدؤوبة للحفاظ على عراقتهما ورونقهما على مر السنين. علما بأن فندق بوريفاج بالاس قد افتتح عام 1861 وشهد احداثا رئيسية مثل توقيع معاهدة هدنة لوزان التي انهت الحرب بين ايطاليا وتركيا عام 1912 كما شهد تتويج صاحب الجلالة الملك حسين ملكا للمملكة الاردنية الهاشمية.

وبالاضافة الى أهميته التاريخية ركز مالكو الفندق على توفير كافة اسباب ووسائل الراحة العصرية للضيوف، وجهز الفندق بأحدث ما ابتكرته التكنولوجيا الحديثة من اجهزة ومعدات آخذين بعين الاعتبار المحافظة على رونقه التاريخي العريق ليبقى صرحا شامخا كمعلم من معالم سويسرا التاريخية الجميلة.