مهرجان «أنغام وأنوار» في شفشاون لإنعاش السياحة الجبلية

TT

شفشاون، المدينة الجبلية الصغيرة القابعة في شمال المغرب، تعد زوارها بمهرجان فني جديد يعقد دورته الاولى من 15 الى 17 يوليو (تموز) الجاري، يحمل اسم «انغام وانوار» ليضيء سحر هذه المدينة ذات المعمار الاندلسي ويعزف على اوتار جمالها الطبيعي. وينظم المهرجان بدعم من «وكالة تنمية الاقاليم الشمالية» ويشمل عددا من السهرات والحفلات الموسيقية، بمشاركة فرق من الفلكلور الغنائي الشعبي المحلي المتمثل في الطقطوقة الجبلية والمجموعة النسائية المعروفة باسم «الحضارات»، بالاضافة الى فرق اجنبية مثل فرق موسيقى الجاز والفلامنكو الاسباني، وفن «غناوة» المغربي، حيث ستمتزج هذه الفنون لتقدم لجمهور المهرجان عروضا فنية تجمع بين الفن المحلي والموسيقى العالمية.

ويراهن منظمو المهرجان ان يساهم في انعاش السياحة بالمدينة التي تذكر زائريها بمدن الاندلس العتيقة «انشئت عام 1471 ميلادية»، من خلال هندسة منازلها القديمة بسقوفها المغطاة بالقرميد الاحمر وبالحدائق الصغيرة في افنيتها، وباصص الورد والازهار في سطوحها وبابوابها ونوافذها واقواسها، كما يبرز ذلك في اسواقها ومساجدها ومختلف مرافقها، وفي تخطيط شوارعها وازقتها المرصفة بالحجارة.

وقال ادريس بنهيمة المدير العام لوكالة تنمية الاقاليم «المحافظات» الشمالية، في لقاء صحافي عقد لتقديم برنامج هذه التظاهرة الفنية، ان شفشاون تعتبر بوابة المغرب السياحية ولديها مؤهلات كثيرة لانعاش السياحة الجبلية في المنطقة، ولاستقطاب عدد اكبر من الزوار المغاربة والاجانب لاكتشاف المواقع الرائعة للمدينة.

وقال محمد سعد العلمي رئيس مجلس بلدية المدينة، ان اقامة مهرجان «انغام وانوار» في شفشاون يهدف الى تغيير صورة المدينة التي طالها التهميش، وابراز مكانتها كمدينة لها تاريخ ثقافي وحضاري عريق، واشار العلمي الى ان شفشاون كانت سباقة الى تنظيم اول مهرجان للشعر المغربي في الستينات، واحتضنت اول مهرجان للموسيقى الاندلسية مطلع الثمانينات، مضيفا ان المهرجان سيفتح الابواب، امام مبادرات سياحية واقتصادية تستفيد منها منطقة شمال المغرب.

واعلن العلمي، ان الاهتمام ينصرف حاليا الى الحفاظ على الطابع المعماري الاصيل للمدينة، وترميم مآثرها التاريخية، وذلك الى جانب استكمال تجديد وتقوية بنياتها التحتية وتجهيزاتها الاساسية، وكذا توفير المرافق الضرورية بما يتجاوب وطموحات سكانها في الحياة الافضل.

وتعتبر شفشاون «قلب الريف» اي المنطقة الجبلية السياحية التي تمتد من طنجة الى الناظور، وهي «مدينة الينابيع» التي تتدفق منسابة وسط المدينة.

ويعتبر «رأس الماء» اهم منابع مدينة شفشاون الذي يزود الجزء الاكبر منها بمياه الشرب، وهي مياه معدنية طبيعية، وهي ايضا «المدينة الاثرية» بقصبتها وابراجها واسوارها وابوابها السبعة، وستبقى «تاريخ امجاد ومستودع اسرار وموطن سحر ومهبط الهام ومكانا قريبا من السماء».

وقال الفنان المغربي نوري، المدير الفني للمهرجان، ان العروض الفنية لمهرجان شفشاون، ستكون متنوعة وفرصة لاعادة اكتشاف موسيقى هذه المنطقة، وما تتمتع به من خصوصيات وقدرة على الاندماج مع مختلف الوان الموسيقى الغربية مثل الفلامنكو والجاز.

اما المدير التقني للمهرجان، الفرنسي جون لوك جيران الذي بدا منبهرا جدا بسحر الطبيعة في هذه المدينة وخصوصيتها الفنية المتمثلة في التراث الغنائي الشعبي، فاكد ان شفشاون تستحق ان تحتضن هذا المهرجان لانها برأيه «من اجمل المدن العالمية».