في مصر.. الطريق إلى النجاح يبدأ بتصوير السياح

TT

تصوير السياح بكاميرات الفيديو أحدث المهن التي ابتكرها مجموعة من الشباب المصري قبل عامين لتقفز فجأة الى مقدمة المهن المرتبطة بالسياحة من حيث نسبة الاقبال عليها من جانب الشباب في المدن السياحية الكبرى خاصة ان عائدها المادي مرتفع مقارنة بغيرها من المهن الأخرى، اضافة الى ان تكلفتها تقتصر على ثمن الكاميرا المستخدمة في التصوير والذي لا يزيد على 8 آلاف جنيه في حالة ما اذا سبق استعمالها من قبل.

بدأت تلك المهنة بالمصادفة البحتة عندما لاحظ مجموعة من المرشدين السياحيين حرص الاجانب على تسجيل فترة اقامتهم في مصر بكاميرات الفيديو فتبادر الى اذهانهم توفير هذه الخدمة بأنفسهم من دون حاجة السائح الى احضار الكاميرا الشخصية، وبمرور الوقت اكتسبت تلك المهنة أرضية واسعة وسط السائحين الذين باتوا يفضلونها خلال رحلاتهم البحرية ورحلات السفاري التي يقومون بها.

عماد عبد الحميد، أو شيخ المصورين كما يطلقون عليه في الغردقة، يروي لـ«الشرق الاوسط» بداية تلك المهنة في مصر فيقول: بدأت هذه المهنة منذ ثلاثة أعوام تقريبا في مدينة شرم الشيخ وانتقلت منها الى مدن سيناء السياحية ثم الى الغردقة، ولم تعد تخلو مدينة سياحية في مصر من هذه المهنة التي بدأت بشكل فردي من جانب بعض الشباب العاملين في مجال السياحة حيث اكتشفوا ان تصوير السياح مهنة مربحة ويمكن ان تكون مشروعا ناجحا من دون الحاجة الى رأسمال كبير حيث لا يتطلب الأمر أكثر من وجود كاميرا واحدة أو أكثر حسب حجم المشروع الذي يريده الشخص، كما ان التصوير أمر بسيط ويمكن لأي فرد القيام به دون حاجة الى دراسة طويلة، المهم هو قدرة المصور على اجادة أكثر من لغة لأنه بحكم المهنة سيكون عليه الحديث مع سياح من جنسيات مختلفة خاصة خلال مرحلة ما بعد التصوير والتي تتمثل في اقناع السائح بشراء نسخة من الشريط حيث يقوم الشخص بتصوير رحلة بحرية أو رحلة سفاري تضم عشرات السائحين ولكن البعض منهم قد لا يرغب في شراء الشريط، وهنا يقع العبء الأكبر على المصور في اقناع السائحين بالشراء ولن يكون قادرا على ذلك إلا اذا كان يجيد الحديث بلغة السائح حتى يكسب ثقته ويتمكن من اقناعه بالشراء.

ويضيف عماد : سعر الشريط يصل الى 20 دولارا وفي بعض الأحيان نقلل السعر خاصة بالنسبة للسياح الروس الذين يمثلون نسبة كبيرة من السياح في مدينة الغردقة لان حجم انفاقهم السياحي يكون منخفضا مقارنة بالجنسيات الأخرى ولكنهم الأكثر اقبالا على شراء الأشرطة.

ولعل أكثر ما يجذب الشباب الى مهنة تصوير السياح في المنتجعات السياحية هي امكانية التحول السريع من عامل الى صاحب عمل حيث يستطيع المصور تحقيق ذلك في غضون عامين على أكثر تقدير خاصة ان المصور يحصل على نسبة كبيرة من عدد الأشرطة المباعة يوميا والتي تصل الى 10 أشرطة وربما أكثر من ذلك، وهذا ما يمكنه من شراء مجموعة كاميرات خاصة به ويبدأ في الاستعانة ببعض المصورين.

واذا كانت القدرة على التصوير واجادة عدد من اللغات الأجنبية شرطين أساسيين لنجاح المصور في عمله فان نجاح صاحب مكتب التصوير في العمل يتطلب شبكة علاقات واسعة مع منظمي الرحلات البحرية ورحلات السفاري ومديري الفنادق وذلك لتصوير السياح الذين يتعاملون معهم مقابل الحصول على نسبة من قيمة الاشرطة المباعة ما يحقق ارباحا كبيرة للجميع، وفي كثير من الأحيان يلجأ عدد من منظمي تلك الرحلات الى شراء كاميرات خاصة بهم وعدم التعامل مع مكاتب التصوير وذلك للاحتفاظ بحصيلة البيع لأنفسهم بدلا من مشاركة مكاتب التصوير.