نسمة صيف ومرح حتى الصباح: سهرات القاهرة طعم ولون خاص

النيل متعة الجميع والمطاعم السياحية والمقاهي تجذب الشباب في شارع عباس العقاد وجامعة الدول العربية

TT

لنهر النيل في صيف القاهرة جاذبية خاصة فهو الأفضل لقضاء سهرة عائلية بين أجواء خلابة وهواء عليل، ومع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة يهرب الأهالي إليه باحثين عن نسمة هواء تنعش، ويفترشون الكورنيش والكباري الواقعة على النيل حتى الساعات الاولى من الصباح، هذه الاماكن جذبت المصريين من كافة الفئات والمستويات بل السائحين العرب والأجانب ايضا، وأصبح من المألوف أن تجد تجمعات كبيرة من الأسر والأصحاب تستمتع بالنيل وهي تحتسي المشروبات الشعبية كالعرقسوس وحمص الشام والتمر هندي والمثلجات، بجانب الترمس والفيشار ومؤخرا اضيفت خدمة جديدة للمتنزه الشعبي وهي الشيشة التي فضلها كثير من مرتادي الكورنيش، كما اصبح من المعتاد ايضا مشاهدة أجهزة تلفزيون صغيرة الحجم والتي تعمل بالبطارية مع بعض الأسر التي تفضل الجمع بين متعة السهر في الهواء الطلق ومشاهدة برامج التلفزيون وقد زاد من كثافة الرواد على الكورنيش تلك التوسعات الجديدة التي اقامتها محافظة القاهرة مؤخرا وشملت بناء سور جديد وبرجولات خشبية وإعادة رصف الكورنيش، وكوبري قصر النيل أيضا من أكثر الاماكن جاذبية حيث وجد فيه الناس رحابة لرؤية صفحة النيل وأنقى هواء.

ولعل الكوبري العريض يعد أحد أفضل الكباري على النيل، حيث يطل على بانوراما رائعة الجمال للقاهرة ليلا تنعكس أنوارها المتلألئة المنعكسة على صفحة النهر. ويزيد المشهد جاذبية تلك السفن السياحية والمطاعم الراسية على جانبيه ونظرا لضيق الرصيف فإن المساحة المتاحة لا تسمح بمجرد الوقوف، لذا فالمشي هو الطريق المفضلة لرواد الكوبري، أما كوبري الساحل فهو احد اكبر الكباري على النيل حيث يتسع رصيفه للجلوس فوق كراس بلاستيكية وضعها باعة المشروبات والمأكولات ليمثل المشهد بانوراما اجتماعية نادرة، فالفقير يفترش الأرض بملاءة أو حصيرة ويتناول وجبة أحضرها من بيته توفيرا للنفقات، بينما يجلس الاثرياء في سيارات فارهة مفتوحة الأبواب للاستمتاع بالمشروبات غير المتوافرة في البيوت، كالحمص الذي يباع بجنيه أو جنيه ونصف «للمخصوص»، أما كوبري 6 اكتوبر، فهو أطول كباري مصر على الاطلاق ويطل على مساحات كبيرة فوق النيل مما جعله مكان جذب للعرائس والعرسان الذين يحرصون على التقاط الصور التذكارية من فوقه، كذلك الحال بالنسبة لكوبري المنيب الذي ينافس كوبري الساحل في اجتذاب سكان المناطق الشعبية المزدحمة بالباحثين عن المتعة.

وعلى امتداد كورنيش النيل في اتجاه شبرا الخيمة يوجد ايضا واحد من اهم المتنزهات على النيل وهو الواقع بين روض الفرج وعمارات اغاخان، حيث يتسع الرصيف المكسو بالخضرة للعديد من الزائرين وهو يناسب البسطاء كذلك المنطقة الواقعة بين وكالة البلح وماسبيرو حتى ميدان التحرير عند فندق هيلتون النيل وهي من اكثر المناطق ازدحاما بالسكان نظرا لوقوعها بجوار حي بولاق ابو العلا الشعبي وتتوافر الخدمات بأسعار رخيصة وعرفت منذ سنوات بمتنزه البسطاء حيث لا تزيد اسعار المشروبات فيها عن جنيه واحد.

* نزهة نيلية

* يزيد من أهمية كورنيش ماسبيرو الواقع امام مبنى التلفزيون وجود مرسى للمراكب النيلية التي تقوم برحلات ليلية الى المعادي والعودة مقابل 10 جنيهات شاملة الاستمتاع بالموسيقى الشعبية والنوبية على مدى ساعتين تقريبا، كما يوجد ايضا مراكب صغيرة تؤجر بالساعة لكنها بسعر مرتفع يصل الى 50 و 60 جنيها في ذروة الموسم السياحي. في هذه المنطقة ايضا تتوافر عربات الحنطور التي تتخذ من كوبري 6 اكتوبر بميدان عبد المنعم رياض موقفا لها في مواجهة الكورنيش والحنطور نزهة السائحين المفضلة، حيث يعتبر من «الفولكلور» كما أن أسعاره مرتفعة إلى حد ما ويعمل بنظام «اللفة» وليس الساعة ولا تقل سعر الرحلة من الميدان حتى مركز التجارة العالمي مثلا عن 10 جنيهات.

* شوارع سياحية

* تنافس سهرات النيل في القاهرة شوارع اكتسبت شهرة واسعة على اعتبار انها من أفضل الأماكن الجاذبة للباحثين عن سهرة ممتعة، فيعتبر شارع جامعة الدول العربية من المتنزهات الحديثة التي أحبها الشباب من المصريين والعرب وهو بالفعل اسم على مسمى لأنه يجمع الشباب من جنسيات عربية عديدة يمارسون هواية المشي في الشارع والتجمع حول محلات العصائر الطازجة والتي تقدم العصائر للزبائن في سياراتهم التي تنبعث منها الموسيقى والاغنيات الشبابية، فضلا عن المتنزهات الخضراء التي تتوسط الشارع والتي افتتحتها المحافظة لتكون متنفسا أخضر فضلا عن المطاعم السياحية والعربات التي تقدم الوجبات السريعة المتنوعة، وأيضاً شارع عباس العقاد بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة يعد من الشوارع «الشبابية» التي تجتذب هذه الفئات العمرية لقضاء سهرات الصيف في مشاهدة الفاترينات حيث يعد الشارع تجارياً بالدرجة الاولى كذلك فروع المطاعم العالمية الموجودة جميعا في هذا الشارع بالاضافة الى المقاهي السياحية ومقاهي الانترنت وصالات البلياردو والتي يسهر فيها الشباب الى الساعات الاولى من الصباح.