أسد الأطلس ينافس نجمات الإعلان في المغرب

ريغان أطلق عليه اسم «المايسترو» وطلب منه البقاء في أميركا 5 سنوات

TT

اعتاد سكان مدينة الرباط مشاهدة اللوحات الاعلانية الضخمة في الشوارع، وعلى جنبات حافلات النقل الحضري. وتحمل لوحات هذه الاعلانات صورا لفتيات اغلبهن نجمات في المسرح والسينما والرياضة، يروجن لمختلف السلع. لكن اللافت هو ظهور صورة شيخ على مشارف العقد التاسع محتلا بصورته اهم الاعلانات التجارية في اشهر شوارع العاصمة المغربية. انه «موحا»، قائد فرقة احيدوس الشعبية الملقب «المايسترو».

منافسة الشيخ موحا، 88 عاما، لاشهر نجمات الاعلان في المغرب ليس غريبا بالنسبة لمن يعرفون الرجل الذي له مكانته كواحد من أعلام الفن الشعبي في المغرب، بل الاكثر شهرة منذ استقلاله حتى اليوم، وهذا ما جعل المعلنين التجاريين لايترددون عن اعتبار «موحا» ضمن نجوم الاعلانات رغم انه بدأ حاليا يبتعد رويدا رويدا عن الساحة الفنية بحكم بلوغه من العمر عتيا.

ولد موحا سنة 1916 في احدى قرى اقليم خنيفرة (وسط المغرب)، وبدأ حياته راعيا للغنم، وتعلم الغناء على يد والده قبل ان يلتحق بكتيبة الجنود المغاربة في الجيش الفرنسي التي شاركت في الحرب العالمية الثانية ضمن قوات الحلفاء ضد المانيا سنة 1939، واشتهر بين رفاقه بعدم استطاعته مفارقة آلة الدف اثناء استراحة المحاربين. وبعد عودته للمغرب كون فرقة «احيدوس» للرقص والغناء الشعبي.

وعندما ذاع صيته في المغرب كانت فرنسا اول دولة اجنبية توجه له دعوة مع فرقته للمشاركة في المهرجانات الموسيقية، وزار العديد من الدول العربية والغربية، وشارك في ايقاد شعلة افتتاح كأس العالم في اسبانيا سنة 1982 بتشريف من عاهل اسبانيا الملك خوان كارلوس، والتقى في السنوات الماضية العديد من الملوك والرؤساء من ضمنهم الرئيس الاميركي الراحل رونالد ريغان، الذي اطلق عليه لقب «المايسترو» لقيادته فرقته بشكل لافت وهو يتنقل بين اعضائها برشاقة ضاربا على الدف، ويقال ايضا ان ريغان عرض عليه البقاء في اميركا لفترة خمس سنوات لتقديم عروضه الفنية، ولكن حاجة المغرب له لتمثيله في الملتقيات والمهرجانات والمعارض الفنية محليا وعالميا حالت دون ان يلبي رغبة الرئيس الاميركي الاسبق.

عرفت المهرجانات الشعبية التي نظمت في المغرب في الفترة الاخيرة ومن ضمنها مهرجان الفنون الشعبية بمراكش، لاول مرة غياب الشيخ موحا، فقد حل محله ابنه اشيبان، 40 عاما، في قيادة الفرقة، والتي يبلغ عدد افرادها 25 امرأة ورجلا، والذين ما زالوا يلقبون قائدهم السابق بـ«النسر» نظرا للحركات التي كان يؤديها برشاقة اشبه بنسر يتأهب للتحليق، لكن سكان منطقته احيدوس بجبال الاطلس، والتي اخذت الفرقة منها اسمها، ظلوا يطلقون عليه بلهجتهم الامازيغية اسم (أزم) اي الاسد.