الصحراء البيضاء متحف مفتوح في مصر يجذب ألف سائح شهريا

TT

لم يوقف ارتفاع درجات الحرارة التي تتعدى الاربعين اغلب شهور الصيف حائلا دون اقبال السياح الاجانب على واحة الفرافرة التي تقع بمحافظة الوادي الجديد وتبعد عن القاهرة بـ 570 كيلومترا الى الجنوب حيث تتميز تلك الواحة بظاهرة فريدة على مستوى العالم وهي وجود مساحات شاسعة من الصحراء البيضاء والتي تتميز بطبيعة خلابة جعلتها متحفا مفتوحا لدراسة البيئات الصحراوية والحفريات والحياة البرية، كما انها تحتوي على اثار وأدوات ترجع الى عصر ما قبل التاريخ وهذا ما جعلها تستقبل الفي سائح شهريا حيث اعتادت بعض الشركات السياحية تنظيم رحلات سفاري الى تلك المنطقة خاصة ان سكان واحة الفرافرة يعتبرونها مصدر رزقهم الوحيد، حيث يعملون في مجال توفير الاقامة للأفواج السياحية اضافة الى اقامة حفلات سمر خلال الليل خاصة ان اغلب الافواج عادة ما تقيم عدة ايام في الواحة.

يقول احمد سلامة جيولوجي بجهاز شؤون البيئة لـ«الشرق الأوسط»: تعتبر الصحراء البيضاء من المناطق الفريدة على مستوى العالم وهذا ما جعلها مقصدا للسياح الاجانب الذين ينبهرون بطبيعتها الخلابة، ولذلك فإن جهاز شؤون البيئة يدرس حاليا تحويل تلك المنطقة الى محمية طبيعية للحفاظ عليها خاصة ان مرور السيارات واقامة المخيمات بها يؤديان الى تدمير بيئة المنطقة.

وتقع الصحراء البيضاء في الجزء الشمالي من واحة الفرافرة ويتكون الجزء الاسفل منها من الطباشير الابيض الذي يغطي المنحدر الشمالي من الواحة ويتراوح سمك طبقة الطباشير بين 35 ـ 50 سم وتتكون من تراب الطباشير مخلوطا ببعض الرمال مما يعوق الحركة، وتوجد بطبقات الطباشير حفريات لا فقارية واسنان القرش، وهذه الصخور الطباشيرية تعكس بيئة الترسيب التي سادت في هذا الوقت وترسبت في بيئة بحرية عميقة، كما تحتوي المنطقة على وحدات جيولوجية على شكل اعمدة من الطباشير وعيش الغراب والتي تكونت بفعل عوامل النحت بواسطة الرياح. واضافة الى تلك التكوينات الجيولوجية يوجد في منطقة الصحراء البيضاء بعض الادوات الصوانية التي ترجع الى عصر ما قبل التاريخ حيث عاش بها الانسان القديم.