حملة نظافة لإنقاذ شاطئ مدينة سلا المغربية

TT

انتبه المسؤولون المغاربة الى ضرورة إنقاذ مدينة سلا المجاورة للعاصمة الرباط من الثلوث البيئي الذي قضى على وجهها الثقافي الممتد الى ازمنة تاريخية، وحوّلها من مدينة حافلة بآثار اسوارها الشامخة، ومساكنها التقليدية الكبيرة، المزخرفة بالجبس والنقش الخشبي، ومدارسها العتيقة الدالة على تخرج علماء افذاذ (والمكتبة التي تركها العالم محمد الصبيحي لخير دليل على ما يقال)، ونهرها ابي رقراق الذي يفصلها عن العاصمة الرباط كخيط فضي يشكل نمطا فريدا في تقاطع مع مياه البحر، الى مدينة مسكونة بالعشوائية في البناء المعماري، مدن صفيح تقابلها عمارات عصرية، ودور مشيدة على شكل فيلات تقابلها دور سكنية هامشية، واشياء اخرى تبرز «القصف الانساني» الذي نخر المدينة.

ولتجاوز معضلة منع سكان المدينة من الاصطياف والسباحة في بحر سلا في عز الصيف، اطلق المسؤولون المغاربة حملة لتنظيف الشاطئ عنذ عام 1999، في افق احداث «مدينة بيئية»، وكلفت الأوراش التي تتوخى تنقية الرمال من ذرات التلوث البيئي المرئية وغير المشاهدة بالعين المجردة واعادة تصفية ماء البحر والحفاظ على جودة الخدمات بتوفير المرافق الصحية والترفيهية والامنية وتصفية مياه الصرف الصحي، ما يقارب المليار ونصف المليار درهم .

وقعت مؤسسة محمد الخامس للبيئة ومقاطعة (محافظة) مدينة سلا وشركة ريضال واونيكس المغرب اتفاقية جديدة عام 2004 بكلفة مليون درهم.

وترمي الاتفاقية، حسب ادريس السنتيسي عمدة مدينة سلا، الى العمل الجاد في افق الحصول على علامة «الرواق الازرق» الدولية التي تضم ما يقارب 14 معيارا. واعلن السنتيسي ان جميع الشركات، تترقب ان يصنف شاطئ سلا عام 2007 بالعلامة السالفة الذكر على اساس مواصلة الاوراش المسطرة في البرنامج.

واعتبر عمدة المدينة حصول الشاطئ الذي يدخل ضمن مجال المنطقة التي يترأسها بمثابة ضخ شرايين جديدة لعودة السباحة من جديد ولتمكين سكان المدينة من الاستفادة من مياه البحر ومرافقه، بل لدفع السياح المغاربة بالعودة الى المدينة من جديد كما كان الشأن في السبعينيات كقطب سياحي داخلي .

وأعلن غيوم جيل المدير العام لشركة «ريضال» للماء والكهرباء عن مواصلة شركته للاوراش المسطرة كتطهير وادي ابي رقراق من التلوث ومدينة سلا برمتها، معربا عن اعتزازه بحصول شاطئ سلا عام 2003 على الجائزة الاولى لأحسن شاطئ نظيف من لدن مؤسسة محمد السادس للبيئة.

واضاف غيوم ان الشركة لها تصور جديد في علاج نفايات المدينة بطريقة جد عصرية تراعي معايير الجودة البيئية في التخلص من النفايات بجميع اصنافها .

ولتحسيس المواطنين بأهمية البيئة، أكد غيوم ادماج الاطفال المغاربة في عملية الحملة التي اطلقت من لدن المسؤولين وتتجلى في احداث «قرية بيئية» صغيرة تستقبل 1250 طفلا بتعاون بين محافظة سلا والجمعية المغربية لحماية الاطفال في ظروف صعبة ومؤسسة «الشرق والغرب» المهتمة بالتقارب الثقافي، ويوجد مقرها بالعاصمة الرباط، والتي سيستفيد الاطفال من خزانتها للقيام بأعمال ذات طابع بيئي كالكتابة والمسرح والفن التشكيلي.